واشار الشيخ قاسم في خطبة الجمعة من مسجد الإمام الصادق عليه السلام في الدراز (غرب المنامة) إلى أن "للمعارضة نسبة الثلث أمام الثلثين لوجهة النظر الحكومية"، مضيفا "إن الأولى لمن خطط للحوار أن يساوي بين طرفي الحوار ولا يصير بصورة مكشوفة في هذا التفاوت المكشوف".
وأوضح أن "السلطة والأصوات الموالية لها كثيراً ما تركز على الرفض لأي محاصصة طائفية"، متسائلاً "هل وراء هذا الرفض نية صادقة. أو أن النية مبيتة لما هو أسوأ أنواع المحاصصة؟".
ورأى آية الله قاسم أن "التوزيع يعتمد على درجة الولاء أولاً، ثم الطائفية المقيتة ثانياً، وأما المواطنة فلا اعتبار لها"، مشدداً على رفضه "مقياس الموالاة والعبودية للسطلة لأنه مقياس ظالم".
وذكَّر بأن "لو كان هناك حوار حقيقي جاد، فإنما طرفاه هو السلطة وهذا الشارع العريض الذي لا يمكن أن يهمل، والتمثيل عنه لا يكون إلا بإرادته".
وتسأل الشيخ قاسم "هل تسمح الحكومة أن نختار عنها ممثلين حتى تعطي لنفسها الحق لتختار عنا ممثلين؟"، وأعاد التأكيد على أن "أي محاور يتبنى المطالب الشعبية في الحوار، فلابد أن تكون نتائجه معروضة على رأي الشعب حتى يلتزم فيها".
وتطرق خطيب مسجد الإمام الصادق (ع) إلى "الهيكلية التي صممها مهندس الحوار، فخصصت 8 ممثلين تختارهم الجمعيات المعارضة من بين أعضائها، و8 من جمعيات التي تتبنى وجهة نظر الحكومة في كثير من تصريحاتها في المسائل الرئيسية، و8 سمتهم مستقلين يكونون من تعيينها، وهم من بين أصوات تصر على بقاء الوضع على ما كان وذلك من نواب وأعضاء شورى، و3 من الحكومة يديره وزير العدل".
واعتبر أن "الخلاف السياسي والحقوقي في البحرين، بلغ حداً عالياً من التوتر والغليان، والتهم من الشعب أموالاً وأرواحاً، وخلق للوطن مشاكل جمة، هو خلاف ليس بين طائفتين، وكذلك هو ليس خلاف بين الحكومة وبعض المؤسسات المرخصة أو غير المرخصة".
وخلص الشيخ قاسم إلى أن الخلاف في البحرين "بين الحكومة وشارع عريض برهنت المسيرات أنه يمثل مساحة كبيرة من المواطنين"، وقارن بين "بلد السبعين مليون، حيث يحتشد مليونين فقط، تُعتبر مسيرتهم حدثاً هاماً، وبين البحرين التي تتواصل فيها المسيرات لمدة سنتين، وقد بلغ بعضها ثلث الشعب أو ما يزيد، ورد السلطة هو الاهمال والعقوبة وزيادة الضغط".
وأوضح أن "المسيرات في مصر تصل إلى قصر الرئاسة وتستهدف إزالة الباب الرئيسي له، ويسقط شهداء والمعارضة تصر على القصاص، وفي البحرين يسقط الشهيد والشهيدان في المسيرات في شارع جانبي ويسقط عدد من الشهداء وكأنهم لا شيء"، وخلص إلى أن "التظاهرات في أي بلد عربي لم تتسم بطابعها العام بسلميتها كما هي في البحرين"، وقال إن ذلك "مفخرة، وينبغي أن يستمر هذا الحراك محتفظاً بهذه المفخرة".
وتناول الشيخ قاسم قضية فصل الأطباء، واستغرب "ما اقدمت عليه الحكومة من إعلان فصل الأطباء في أجواء دعوتها للحوار تعطيراً لهذه الأجواء، وتطييبا لخواطر المواطنين وإبداءً لحسن النية، وحق لهؤلاء الأطباء الفصل جراء معالجتهم الجرحى، وتخفيف الآلام".