وفي خطبة صلاة الجمعة اعتبر الشيخ قاسم ان "الوضع عاد ليبرهن عمليا وبصورة علنية سافرة على استمرار الجرأة من الجانب الرسمي على هدم المساجد، وهي جرأة على الله سبحانه أولا وعلى دينه، والثابت من شريعته"، قائلا" إنها تحد وإئلام واستفزاز للضمير المسلم الذي يحتفظ ولو بشيء من الحيوية والإحترام لمقدسات الشريعة".
واضاف" لا يدرى لماذا هذه الحساسية المفرطة عند السلطة من المساجد أصلا، ومن مواقع خاصة لها بدرجة مضاعفة مؤكدا ان هدم المساجد والإقدام على ذلك المرة تلو الأخرى، إعلان صارخ، وإصرار قبيح لا يليق بمتدين فضلا عن من يدين بالإسلام على انتهاك المقدسات الإلهية والعبث بمقدرات الدين".
وتابع الشيخ قاسم" من جهة حق المواطن، فإن في هدم المساجد تنكرا واضحا لقيمة هذا الحق، وأصل هذا الحق، واستخفافا به، وإمعانا في الإعتداء عليه، لما يمثله هذا العدوان من نقض لحق المواطن في الحرية الدينية، وممارسة شعائر دينه، وحمايتها من قبل السلطة".
واستنكر قاسم استمرار قوات النظام في حصار بلدة المهزة والانتهاكات التي تقوم بها من اقتحامات ومداهمات ليلية قائلا" قرية صغيرة، أسابيع من المداهمات والإقتحامات الليلية مع تكسير أبواب ونشر رعب، عدد المنازل المداهمة بلغ 330 منزلا، والمعتقلون بلغوا أكثر من 90 مواطنا لازال بعضهم قيد الإعتقال".
وقال ان ملفين مهمين يعانيان من تدهور لا يحتمل الملف السياسي والملف الحقوقي مشيرا الى ان نداءات متكررة صدرت من منظمات حقوقية، ومجامع دولية، ودول صديقة بضرورة معالجة الملف الثاني لكنه لا زال يزاداد سوء ويضاف إليه جديد من الإنتهاك لحقوق الإنسان والمواطنة.
واكد " لا سياسة الإرهاب، وسياسة المراوغة، والتزوير الإعلامي، وطول عمر الأزمة، لا شيء من ذلك يستطيع أن يلهي الشعب، أو ينسيه محنته، ومعاناته، وعذابه، ويثنيه عن حراكه السلمي في المطالبة بحريته، وكرامته، وعزته، وحقه، وموقعيته".
واضاف الشيخ قاسم "قد زاد مستوى الإنتهاك للحقوق، ووصل هذا الأمر إلى سلب الجنسية، ومنع التظاهر السلمي، وارتفع المستوى في عدد الشهداء والجرحى والمعوقين، ولا زال الشوزن يمزق أجسام الشباب، ويخسف وجوههم النظرة - كما في حالة الشاب عقيل عبدالمحسن - ولا زال الغاز الخانق يقضي على حياة الأبرياء - كما في حالة الطفلة الرضيعة ساجدة فيصل شاهين" متسائلا "ما الذي يجعل الشعب ينهي مطالبته بحقوقه، ويرجع مطمئنا هادئ البال إلى المنازل وهذا حال الحقوق".
واعتبر ان الفساد السياسي منبع كل الفساد، والخلل السياسي مصدر كل الخلل قائلا: إذا كان الشعب لا كلمة له في سياسته، ولا رأي، ولا إرادة، ولا اعتبار، فمن أين يكون له ضمان حقوقه، والإطمئنان لسلامة أمنه، وتمتعه بكرامته.
واكد إن بقاء الفساد السياسي، يعني بقاء الفساد كله، والخلل كله، والمأساة كلها.