الجماعات التكفيرية، تغرر بالشباب والفتيان وخاصة البسطاء والقرويين منهم ، وتقوم بغسل ادمغتهم ، وتصور لهم المسلمين من غير مذهبهم على انهم كفرة وغير مسلمين . كما تدعوهم الى قتل ابناء الطوائف الاخرى لان في قتلهم تخليص للمسلمين ومن يقتلهم فانه سيدخل الجنة و يجلس في أعلى عليين الى جانب الرسول الاكرم (ص).
هذه الاحقاد الطائفية ، تزيد يوما بعد يوم ، ويتكاثر أصحاب الدعوات التكفيرية، لانهم يتلقون الدعم من أنظمة يقوم اساس حكمها على التفرقة بين المسلمين ونشر الاحقاد الطائفية بينهم.
وهنا ننقل مقتطفات من كلام لاحد الايرانيين الاسرى الذين اختطفوا من قبل جماعات مسلحة في دمشق اثناء توجههم من مرقد السيدة زينب الى مطار دمشق للعودة الى طهران .وقد بقي هؤلاء في الاسر لاكثر من خمسة اشهروافرج عنهم الاسبوع المنصرم .
.يقول أحد هؤلاء المختَطَفين : ان الذين قاموا باختطافنا ، كانوا يحسبوننا نحن الايرانيين الشيعة ، لا نعرف القرآن ولا نعرف قراءته وتلاوته ، ولكن عندما طلبنا منهم نسخة من القرآن الكريم لتلاوته قالوا مندهشين وساخرين :هل ان الشيعة يعرفون القرآن ويتلونه ؟ ، وعندما ناولونا نسخة من القرآن وراح يتلوأحدنا آيات من القرآن بصوت عال وجمیل ، راح المختطِفون الموكلون بحراستنا ، يذرفون الدموع متأثرين بتلاوته .
ویضیف : عرف الخاطفون بان الايرانيين الشيعة هم مسلمون يتلون القرآن كما يتلوه أي مسلم آخر ، وان الدعايات المضللة ضد الشيعة ما هي الا محاولة لايجاد الفرقة بين أبناء الامة الاسلامية الواحدة .
ويقول الايراني المختطف علي حسيني : ان أغلبية الخاطفين كانوا لا يعرفون شیئا عن المذهب الشيعي وكانت معلوماتهم عن ايران والشيعة تقارب الصفر، وكانوا قد استمعوا الى شيوخهم الذين ضللوهم وإدعوا بكفر الشيعة .
وقال هذا الاسير: العديد من الخاطفين كانوا يؤدون الفرائض وكانوا قد ادركوا بعد أيام من ملاحظة سلوكنا وأداءنا الفرائض ، ان وسائل الاعلام كانت تنشر اكاذيب ضد الايرانيين . ويضيف بعد ايام من اختطافنا كان العديد من الخاطفين وخاصة قادتهم يأتون الينا ويطلبون منا أن نتلو عليهم آيات من الذكر الحكيم .
ويقول الاسير الايراني : كان أحد الاسرى قد سجل اسمه لاداء فريضة الحج وقد اعلن اسمه ، ليلتحق باحدى الحملات في ايران وقد طلبنا من الخاطفين أن يسمحوا له بالالتحاق بالحملة لاداء فريضة الحج ولكن الخاطفين كانوا ينكرون علينا ذلك ، ويتساءلون هل ان الشيعة یؤمنون بالحج و يقومون بإداء فریضة الحج ؟
ويرى السيد علي حسيني بان سبب اختطافهم من قبل المسلحين في دمشق هو ان سائق الباص الذي كان ينقلهم الى المطار، قد خطفوا ابنه وطلبوا مقابل الافراج عن ابنه ، إختطاف الزوار الايرانيين وتسليمهم للخاطفين .
ويشير المخطوف الايراني الى ان الخاطفين كانوا يضربونهم ويعذبونهم لكي يأخذوا منهم اعترافات لاستخدامها ضدهم أمام وسائل الاعلام ، ويضيف لكن الاسرى الايرانيين لم يستجيبوا لطلب الخاطفين ، علما بان احد الاسرى كان افغانيا ويقوم بالترجمة بين الخاطفين والايرانيين المخطوفين ولكن المترجم كان يتعرض للضرب والتعذيب اكثر من غيره لانه کان یترجم کلام الاسرى ويظن الخاطفون بانه لم ينقل كلامهم صحيحا .
شاكر كسرائي