بلينكن.. لا يرى ولا يسمع .. إلا انه ثرثار

بلينكن.. لا يرى ولا يسمع .. إلا انه ثرثار
الأربعاء ٢١ أغسطس ٢٠٢٤ - ١٠:١٧ بتوقيت غرينتش

قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في ختام الجولة التاسعة له بالمنطقة، يوم امس الثلاثاء، "أن واشنطن ستقوم بكل ما هو ممكن خلال الأيام المقبلة لإقناع حركة حماس بالموافقة على مقترح سد الفجوات بشأن التوصل لاتفاق لتبادل الأسرى مع إسرائيل ووقف إطلاق النار بغزة". وانه "سمع مباشرة من نتنياهو أن إسرائيل قبلت مقترح سد الفجوات"، وأبدى "أمله أن تقوم حماس بالشيء نفسه".

العالم – الخبر و إعرابه

-ما يقصده بلينكن بمقترح سد الفجوات، هو المقترح الذي قدمته امريكا لسد الفجوات بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) والكيان الاسرائيلي، خلال محادثات عُقدت في العاصمة القطرية يومي الخميس والجمعة الماضيين. وهو مقترح ما اسرع ما انكشفت حقيقته، فهو ليس سوى انقلاب على مبادرة الرئيس الامريكي جو بايدن وقرار مجلس الامن، الذي وافقت عليه حماس، ورفضها رئيس وزراء الكيان الاسرائيلي بنيامين نتنياهو.

-كما بدا واضحا ان مقترح سد الفجوات، ليس سوى خدعة تحاول من خلالها امريكا فرض صفقة على المقاومة في غزة، وفقا لمقاييس وشروط نتنياهو، لا لوقف الحرب لا للانسحاب من محور فيلادليفا ولا من محور نتساريم، ومنح قوات الاحتلال الحق في تفتيش كل مواطن غزي يريد الانتقال من جنوب غزة الى شمالها. اما حماس فعليها ان تطلق سراح جميع الاسرى لديها، وتفقد بعد ذك اهم ورقة قوة لديها، هكذا ودون اي مقابل!!.

-لا ندري هل هو من سوء حظ بلينكن، ام ان الرجل رضي بان يكون العوبة بيد نتنياهو، لانه "يهودي وصهيوني" كما اعترف هو بلسانه، فالرجل لم تصل طائرته بعد الى امريكا، فاذا بنتنياهو يخرج علينا مساء امس الثلاثاء بتصريحات، ضربت ببلينكن وبجميع تصريحاته عرض الحائط، عندما قال :"أن إسرائيل لن تقبل مقترحا يتضمن إنهاء الحرب. ولن تنسحب من محوري نتساريم وفيلادلفيا بأي شكل، فهما موقعان يشكلان أهمية إستراتيجية، عسكرية وسياسية". وبذلك نسف نتنياهو، حتى مقترح بايدن بسد الفجوات، والتي جاءت لارضاء نتنياهو، كما نسف مبادرته الاولى، ونسف حتى امكانية إنجاز اي صفقة لتبادل الأسرى.

-اللافت ان بلينكن، يبدو انه لا يرى ولا يسمع، الا انه يتمتع بملكة الثرثرة، فهو مازال يضغط على مصر وقطر، للضغط على حماس للتوقيع على حكم اعدامها واحتلال غزة، وقال "انه سمع!! مباشرة من نتنياهو أن إسرائيل قبلت مقترح سد الفجوات"، وأبدى أمله أن تقوم حماس بالشيء نفسه. فالرجل اما يكذب بسبب صهيونيته، واما انه لا يسمع ما يقوله ويكرره نتنياهو بشان الحرب. ويبدو انه لا يرى ايضا، بدليل انه لم يتمكن من رؤية صحيفة "نيويورك تايمز" التي نقلت عن مسؤولين مطلعين على المحادثات أن خطة الاتفاق الذي يتم التفاوض عليه تتوافق مع مطالب نتنياهو الجديدة التي أضافها أواخر يوليو/تموز الماضي، وتتضمن بقاء القوات الإسرائيلية على طول حدود قطاع غزة مع مصر"!!. بينما الرجل مازال يثرثر من ان نتنياهو وافق الا ان حماس مازالت ترفض!!.

-كما قلنا ان بلينكن لا يسمع ايضا، فلو كان يسمع لما حمل حماس مسؤولية عبث نتنياهو، فهذه "هيئة البث الإسرائيلية" تنقل باعلى صوتها عن مسؤولين في فريق "التفاوض الإسرائيلي" أن نتنياهو يسعى إلى تفجير المفاوضات من خلال تصريحاته يوم أمس الثلاثاء، بل انها نقلت عن مقربين من نتنياهو قولهم "أنه إذا لم يرُق لفريق التفاوض موقف نتنياهو فبإمكانه ترك المهمة والرحيل". كما ان مسؤولين في فريق التفاوض قالوا ان مغادرة الفريق حاليا غير ممكنة لأن المفاوضات وصلت إلى مرحلة حرجة. ولكن يبدو ان بلينكن كرئيسه الخرف، لا يسمع ولا يرى كل هذه الشهادات، فمازال يصر ان حماس هي التي ترفض!!.

-اما موقف حماس من تصريحات بايدن وبلينكن بشأن تراجع الحركة عن اتفاق وقف إطلاق النار، فكان واضحا وشفافا وصريحا، عندما وصف بيان للحركة هذه التصريحات بانها"ادعاءات مضلّلة، ولا تعكس حقيقة موقف الحركة الحريص على الوصول إلى وقف العدوان، وانها تأتي في إطار الانحياز الأميركي الكامل للاحتلال، والشراكة الكاملة في العدوان وحرب الإبادة على المدنيين العزل في قطاع غزة، ومحاولات تصفية القضية الفلسطينية. وأن ما عُرض عليها مؤخرا يشكل انقلابا على ما وصلت إليه الأطراف في الثاني من يوليو/تموز، والمرتكز على إعلان بايدن نفسه، وقرار مجلس الأمن رقم 2735".

-اردنا من خلال رصد تحركات وتصريحات بلينكن، ان نضع بين يدي بعض العرب والفلسطينيين، الذين مازالوا يعولون على امريكا، ويعتبرونها "وسيطا"، يمكن ان تحد من وحشية "اسرائيل"، وتعيد لهم حقا. فهذا الوسيط ، وان كان مكشوفا منذ البداية لاغلب ابناء الامة، الا ان حقيقته انكشفت وانفضحت اكثر، بعد معركة "طوفان الاقصى"، التي اسقصت القناع عن المتآمرين والعملاء والخونة، كما اسقطت آخر ورقة توت عن عورة امريكا، التي ظهرت على حقيقتها، بانها العدو الاول والاخير للعرب والمسلمين، وما "اسرائيل" الا اداة قذرة تستخدمها للاحفاظ على مصالحها غير المشروعة في المنطقة.