وقال لافروف في كلمته في مؤتمر موسكو للأمن الدولي الخميس: "اليوم اقتربنا نحن جميعا من الحد الذي يجب عنده من جديد، كما كان هو الحال بعد الحرب العالمية الثانية، الاختيار بين التعاون والنزاعات".
وأكد الوزير الروسي أن موسكو تتمسك باستمرار بنهج براغماتي يقين، محذرا من الاستخفاف بتقييم خطر تدهور الوضع العالمي.
وقال لافروف لا يمكن الحفاظ على السلام في العالم إلا من خلال جهود مشتركة وعلى أساس احترام مصالح جميع الشركاء.
وأشار إلى أن واشنطن تستخدم معايير مزدوجة حيال المتحاربين في اليمن وأوكرانيا، مضيفا أن دعم الولايات المتحدة لـ"عاصفة الحزم" في اليمن، والتي تهدف إلى دعم الرئيس اليمني الهارب من البلاد، تثير تساؤلات بعد أن أيدت الإدارة الأمريكية الانقلاب في أوكرانيا بشكل علني.
لافروف يحذر من خطر تأجيج الطائفية
وأعرب لافروف عن قلقه الخاص بشأن محاولات تأجيج التوتر بين الشيعة والسنة في العالم الإسلامي واستغلال الاختلافات الطائفية لتحقيق أهداف سياسية، بما في ذلك محاولات فرض خطة لإقرار التدخل الخارجي في مجلس الأمن الدولي.
وقال إن تصعيد الوضع في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وتنامي الإرهاب والتطرف وتوسع الأراضي الخاضعة لـ"داعش" وتزايد التوتر بين الطوائف والقوميات يمثل خطرا مباشرا على الاستقرار الدولي والأمن ويقوض آفاق التنمية المستمرة لشعوب هذه المنطقة.
ودعا لافروف إلى إبداء أقصى درجة الجدية والتعامل مع الوضع على أساس مبادئ التسامح والحلول الوسط، وأكد الوزير الروسي قناعته بأن "جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي تتفهمان خطر انشقاق العالم الإسلامي".
لافروف: يجب تصحيح خطة واشنطن الخاصة بالدرع الصاروخية في حال نجاح المفاوضات النووية مع إيران
وبشأن إيران أكد لافروف أن النجاح في تسوية الملف النووي الإيراني سيفتح الطريق للتخلي عن سياسة عزل إيران وإشراكها على أساس المساواة في إيجاد حلول للمشاكل الأمنية المتزايدة في المنطقة، بما في ذلك تسوية الأزمتين في سوريا واليمن والتوصل إلى الوفاق الوطني في لبنان والعراق وتحريك المصالحة الفلسطينية.
ودعا الوزير الروسي إلى ضرورة تصحيح خطة الدرع الصاروخية الأمريكية في حال نجاح المفاوضات النووية مع إيران، قائلا إن عدم تصحيح خطة واشنطن بشأن نشر درعها الصاروخية في هذه الحالة سيكشف للجميع الدوافع الحقيقية لهذه الخطة الأمريكية.
وذكّر لافروف بأن الرئيس الأمريكي باراك أوباما أكد سابقا استعداد واشنطن لتكييف خطتها الخاصة بنشر الدرع الصاروخية مع تطور المفاوضات النووية مع إيران، مشيرا إلى أن واشنطن لم تغير موقفها من نشر الدرع رغم تحقيق تقدم كبير في تسوية القضية الإيرانية.
لافروف: لا بديل معقولا لتسوية الأزمة الأوكرانية سلميا على أساس اتفاقات مينسك
وقال وزير الخارجية الروسي إنه لا يوجد أي بديل معقول لتسوية الأزمة الأوكرانية سلميا على أساس تنفيذ اتفاقات مينسك بالكامل.
وأشار لافروف إلى ضرورة الالتزام بوقف إطلاق النار بشكل كامل وإكمال سحب الأسلحة الثقيلة والتأكد من تنفيذ ذلك من قبل مراقبي منظمة الأمن والتعاون في أوروبا.
كما دعا الوزير الروسي إلى إزالة العقبات المصطنعة أمام حل القضايا الإنسانية الحادة وإرغام كييف على رفع الحصار الذي تفرضه على مناطق دونباس غير الخاضعة لسيطرتها وإطلاق عملية سياسية حقيقية وإجراء إصلاح دستوري أخذا بعين الاعتبار مصالح كافة مناطق أوكرانيا ومواطنيها.
وأكد لافروف أن الغرب يمكن أن يؤثر على كييف لإرغامها على الكف عن تمجيد النازية ويجب عليه ذلك.
وأكد وزير الخارجية الروسي أن موسكو تعتبر خطة نشر الدرع الصاروخية الأمريكية خطرا على قوات الردع الاستراتيجي الروسية، مضيفا أن هذه الخطة تنتهك توازن القوى في مجال الأمن.
وأشار لافروف إلى الأمن الأوروبي يعاني من أزمة تتجلى في محاولات تعزيز خطوط فصل جديدة في أوروبا.
وقال إن واشنطن أحيانا تصف الدول المجاورة لروسيا بأنها "دول الجبهة" وتقول إن روسيا أصبحت عند "أبواب الناتو"، مؤكد أن حلف شمال الأطلسي هو الذي يقترب من حدود روسيا بكل البنى التحتية العسكرية الضخمة التابعة له.
وأشار إلى أن آليات عسكرية أمريكية تتنقل في أوروبا وأن سفن تابعة للأسطول الحربي الأمريكية تتواجد باستمرار في حوض البحر الأسود.