واشار الفقية في تصريح خاص لقناة العالم الاخبارية إذ لم يتوقف الجدل بشأن الانتهاك الأمريكي لسيادة اليمن و استباحة أراضيه، فإن وصول قوات وجنود أمريكيين إلى صنعاء قد أشعل الجدل مجدداً، ما جعل البرلمان اليمني يسابق إلى المطالبة برحيل قوات المارينز التي أعلن عن وصولها مؤخراً ، ويؤكد أن المجلس لا يقبل أي تواجد أجنبي على أراضي الجمهورية اليمنية سواء كان صغيراً أو كبيرا وتحت أية ذريعة.
وشكك الفقية فيما قالته الحكومة بان تواجد وحدة صغيرة من الجنود الأمريكيين داخل السفارة الأمريكية بصنعاء هو حالة استثنائية مؤقتة ومهمتها محصورة في حماية الموظفين داخل السفارة وبمجرد انضباط الحالة الأمنية في البلاد ستغادر تلك الوحدة فورا. وبالطبع لا أحد يعرف متى تنضبط الحالة الأمنية في اليمن! وأن القوة الاميركية صغيرة كانت أو كبيرة قد انتهكت السيادة اليمنية.
واضاف الفقية، سعى السفير الأمريكي بصنعاء الى تبديد المخاوف بشأن قوات المارينز، وكما كان وقحاً بحضوره اجتماع لجنة الحوار الوطني في ظل الغليان الشعبي تجاه السياسات الأمريكية و الفيلم الأمريكي المسيء للنبي (ص)، إلا أنه قصد الإمعان في الإساءة لليمن وشعبها، ببيان أكد فيه وجود عدد قليل من القوات الأمنية الأمريكية الإضافية وبشكل مؤقت تعمل على المساعدة في جهود الأمن وإعادة الترتيب في سفارة الولايات المتحدة بصنعاء وبكلامه هذا حاول استغفال الشعب اليمني، والزعم أن هذه الخطوة قد جرت بعد إجراء مشاورات وثيقة بين الولايات المتحدة والسلطات اليمنية، و إمعاناً في التهوين و التضليل أردف يقول: إنها أي القوات الإضافية تعمل وفقاً للقانون الدولي. و المعروف وبحسب مختصين في القانون الدولي أن الدول المضيفة هي من يقع عليها حماية و تأمين البعثات الدبلوماسية، أما الزعم بأن مبنى السفارة جزء من الإقليم الأمريكي فلا عبرة له، فالسفارات هي لتقديم الخدمات و تعزيز العلاقات بين الدول، ولا يصح أن يكون العنف مبرراً لاستقدام قوات أجنبية لحماية السفارات، وهذا هو المدخل الذي استندت إليه مصر والسودان في رفض الطلب الأمريكي بشأن إرسال قوات حماية للسفارة الأمريكية، بينما بررت السلطات اليمنية قبولها لوجود القوات الاميركية على أنها واجهت خيارات صعبة كانت مطروحة عقب حادثة اقتحام السفارة، من ضمنها إغلاق السفارة الأمريكية بصنعاء، ما قد يدفع سفارات أخرى إلى إغلاق أبوابها، الأمر الذي كان سيشكل أضرارا بالغة على المصالح الوطنية، وجعل اليمن يعيش في عزلة، وأن الخيار الأقل ضررا كان قبول دخول هذه الوحدة الصغيرة من قوات المارينز بشكل مؤقت.
وأوضح الفقية أن الغريب في كل هذا هو أمعان واشنطن في انتهاك سيادة اليمن مع علمها أن خطوتها الأخيرة تدفع إلى المزيد من السخط الشعبي اليمني إزاء سياسات الولايات المتحدة الأمريكية، و أن تواجد المارينز بصنعاء يمنح تنظيم القاعدة مبرراً اضافياً لاستهداف العاصمة بمزيد من الهجمات الإرهابية التي تزعم واشنطن أنها تعمل مع صنعاء لتطويقها و الحد من فاعليتها.
واستطرد الفقية قائلا لكن من يصدق أمريكا، ومن لا يزال يعتقد أن تنظيم القاعدة وهجماته الإرهابية بعيدة عن المخابرات الأمريكية التي تدير الحرب على الإرهاب وفقاً لمصالحها الكبرى في المنطقة و منها تأمين منابع النفط في المنطقة و رفع كلفته على المنافسين الاقتصاديين لها، إضافة إلى استخدام العنف كمبرر للتواجد العسكري الأمريكي في المنطقة. وصحيح أن واشنطن تخشى من انهيار اليمن الذي سيرتد عليها و على حلفائها، لكنها في المقابل تجد في حالة التردي الأمني وضعاً مثالياً لتمرير مخططاتها وإحكام سيطرتها على الموقع الاستراتيجي الذي تتمتع به اليمن. المؤلم أن هذا الوضع يأتي في خضم سكوت الحكومة والأحزاب على انتهاك السيادة الوطنية.
Sm-24-15:40