العالم-لبنان
من المقرر أن تبدأ الفعاليات صباح الغد عند الساعة التاسعة والنصف، حيث ستُعرض المرثيات واللطميات والأناشيد الإسلامية عبر شاشتين عملاقتين داخل المنصة الرئيسية، بالإضافة إلى أربع شاشات موزعة داخل المدينة الرياضية، وأخرى خارجها. كما ستتضمن الفعاليات فقرات خاصة تمتد حتى الساعة الحادية عشرة والنصف صباحًا، تشمل قراءات ونشاطات للحاضرين داخل المدينة الرياضية وخارجها.
وعلى الرغم من بقاء أكثر من 18 ساعة على انطلاق المراسم، بدأت الحشود تتوافد بكثافة إلى محيط المدينة الرياضية، لا سيما على طريق أوتوستراد الأسد. وبحسب التقديرات، فإن المدينة الرياضية ستستوعب أكثر من 23 ألف مقعد داخل الملعب، إضافة إلى 55 ألف مقعد على مدرجاتها. أما في الساحات الخارجية، فقد تم تخصيص 35 ألف مقعد للرجال في الجهة المقابلة للمدينة الرياضية، و25 ألف مقعد في جناح مخصص للنساء.
إجراءات أمنية مشددة
نظرًا لحجم الحدث وأهميته، تم اتخاذ تدابير أمنية مشددة، حيث سينتشر أكثر من 4000 عنصر من الجيش والقوى الأمنية لضبط الأمن في محيط المدينة الرياضية وعلى طول مسار التشييع، وذلك ابتداءً من الساعة الواحدة بعد منتصف الليل.
كما تم تخصيص 25 ألف عنصر من فرق الانضباط لتنظيم حركة الجماهير وتأمين انسيابية المرور داخل المدينة الرياضية وخارجها، فيما سيتولى 4000 منظم تنسيق الفعاليات والإشراف على الترتيبات الميدانية.
وأصدرت القوى الأمنية بيانًا تفصيليًا حول إغلاق الطرقات ومسارات التشييع، حيث سيتم إخلاء أوتوستراد الأسد بالكامل من المركبات ابتداءً من الساعة التاسعة مساءً، ابتداءً من منطقة سليم سلام وصولًا إلى الكوكودي. كما سيتم منع وقوف السيارات على طول طريق المطار القديم، ابتداءً من دوار شاتيلا وحتى مطار بيروت الدولي، وذلك لضمان سهولة حركة المشاركين.
شاهد أيضا.. نقولها من قناة العالم: لن ينسى العالم يوم التشييع المهيب
ويحظى التشييع باهتمام إعلامي عالمي غير مسبوق، حيث وصلت إلى لبنان أكثر من 450 وسيلة إعلامية من مختلف أنحاء العالم، بما في ذلك وفود صحفية من آسيا وأفريقيا وأمريكا الشمالية والجنوبية وأوروبا. ويُتوقع أن يتجاوز عدد الصحفيين المشاركين في التغطية الميدانية 600 صحفي، موزعين بين المدينة الرياضية ومسار التشييع وحتى موقع الدفن.
كما تم تجهيز أربع مستشفيات ميدانية لمواكبة الحدث، موزعة بين المدينة الرياضية، وطريق التشييع، وموقع الدفن، وطريق المطار القديم. بالإضافة إلى ذلك، تم نشر أكثر من 70 سيارة إسعاف وفرق طبية على طول مسار المراسم، كما أقيمت نقاط طبية ميدانية وخيام تابعة للهيئة الصحية الإسلامية لتقديم المساعدة في حال حدوث أي طارئ.
يُرتقب أن يكون التشييع حدثًا استثنائيًا من حيث حجم المشاركة، حيث أكدت أكثر من 70 دولة حضورها الرسمي، من خلال وفود دبلوماسية، وبرلمانيين حاليين وسابقين، ووزراء وشخصيات سياسية بارزة من مختلف أنحاء العالم. كما وصل إلى بيروت آلاف الشخصيات من قادة الأحزاب والحركات السياسية والدينية للمشاركة في هذه المراسم المهيبة.
وسط مشاعر الحزن والفقد، يؤكد المشاركون في التشييع أن المسيرة مستمرة، وأن المقاومة ستبقى وفية لمبادئها ونهجها، متعهدين بالبقاء على العهد الذي خطه السيد نصر الله.
حشود غفيرة من اللبنانيين تتجمع أمام ضريح السيد نصر الله
تتوافد حشود غفيرة من المواطنين إلى المرقد الشريف لسماحة السيد حسن نصر الله، سيد شهداء الأمة، حيث سيُوارى جثمانه الطاهر في ثرى هذه الأرض المقدسة، لتُباركها روحه الطاهرة.
كاميرا قناة المنار اقتربت من المرقد الشريف، لكن الإجراءات الأمنية والتنظيمية حالت دون دخولها بشكل كامل، حيث لم تكتمل بعد اللمسات النهائية في الموقع حتى اللحظة. ومع ذلك، أكدت اللجان المنظمة أن العمل سيكتمل خلال الساعات المقبلة، على أن تستمر التحضيرات حتى ساعات الليل المتأخرة من اليوم، استعدادًا ليوم غدٍ، حيث ستكون الساحة والضريح جاهزة لاستقبال شهيد الأمة، سماحة الأمين العام السيد حسن نصر الله، بعد انتهاء مراسم التشييع التي ستنطلق من المدينة الرياضية.
وفيما يواصل المواطنون تجمعهم، تظهر الكاميرا الحشود العفوية التي لم تُنظم مسبقًا. وعند الاقتراب منهم، أجاب البعض أنهم جاءوا فقط لمشاهدة منزل السيد الجديد. ورغم أن الجثمان لم يصل بعد إلى مكانه، إلا أن هؤلاء المواطنين تجمعوا للتبارك بالمرقد الشريف، مؤكدين محبتهم العميقة لسماحة السيد.
وقد تم التنسيق مع المنظمين الذين سمحوا لبعض الوفود بالدخول بشكل انتقائي، وذلك حرصًا على الحفاظ على النظام. حملت هذه الوفود صور السيد وأعلامه، وهم الذين يكنون له احترامًا عميقًا ويعتبرونه رمزًا للنصر والعزة. هؤلاء المواطنون الذين وصفهم سماحة السيد حسن نصر الله مرارًا بأنهم “أشرف الناس في هذا البلد”، يعبرون عن شوقهم لرؤية مرقده والاقتراب من هذا المكان المقدس.
أحد الأطفال، الذي كان يعاني من البرد القارس، قال: “جئت فقط لأكون بالقرب من مرقد السيد، لألقي نظرة على هذا المعلم الروحي.”
كما تم التقاط لمحة من الكاميرا عن سير الأعمال الجارية، وهي المرة الأولى التي تقترب فيها وسيلة إعلامية من هذا الحد لتوثيق مرقد السيد الذي أصبح رمزًا للعزة والكرامة.
التحضيرات مستمرة على قدم وساق بانتظار التشييع الكبير في الضاحية الجنوبية، حيث سيُوارى جثمانه الطاهر في ثرى هذا المكان الذي يكتسب مكانة كبيرة في قلوب اللبنانيين. وبينما تتجمع الحشود دون أي تنظيم مسبق، تبقى مشاعر الحب والاحترام لسماحة السيد حسن نصر الله سائدة، وجلية في هذه اللحظات العاطفية التي يعيشها الجميع.