واتهمت الجبهة القرضاوي بانه يدعو الى سفك دماء الشعب السوري، ورأت أن دعواته تتماشى مع اهداف الحركة الصهيونية.
ودعت الجبهة الفلسطينية الى اتخاذ موقف اسلامي وقانوني للقصاص من الشيخ القرضاوي الذي وصفته بمفتي الناتو.
وکان القرضاوي شن في خطبة صلاة الجمعة هجوما جديدا على سيد المقاومة السيد حسن نصر الله، وحزبه المقاوم، بالإضافة إلى روسيا وإيران، ولم يتردد في وصف الطائفة العلوية بأقذع الأوصاف حيث قال بأنهم 'أكفر من اليهود والنصارى'.
وفي سياق هجومه لم يتوان عن نبش قبر زعيم عربي خالد كان أحد عناوين مرحلته، وزعيما عالميا حيث صب أحقاده على الزعيم العربي القومي جمال عبد الناصر، وحاول 'تبهيت' تجربته في الوحدة مع سوريا، معتبرا ان فشل الوحدة كان بمثابة الحرية والاستقلال للقطر السوري.
التركيز من قبل الشيخ القرضاوي على حزب الله وسيد المقاومة، يتساوق ويتزامن مع كتابات وتقارير وتحليلات سياسية وغير سياسية، ومحاولات تشويه غير مسبوقة لحزب المقاومة اللبناني الذي استطاع بفضل إيمانه وتمسكه بعقيدته وإرادته القتالية أن يحرج دولة الكيان ويوقع بها ضربات موجعة لم تتعود على تلقيها خلال حروبها المتتالية مع أنظمة الردة والخنوع والهزائم العربية.
السؤال المطروح في ظل هذه الهجمات المتتالية للقرضاوي على حزب الله وسيد المقاومة هو، هل يكون هذا الهجوم انتقاما لما حققه سيد المقاومة من توازن للرعب مع دولة الكيان وهذا ما لم يعجب الكثير من تلك الانظمة التي وقفت خلال حرب تموز ضد حزب الله ومع دولة الكيان؟.
وهل يمكن فهم تكفير الطائفة العلوية بهذا الشكل الفج وكذلك الحديث عن اليهود والنصارى 'أصحاب الكتاب' سوى انه محاولة لتعميق الجرح والإيغال بالدماء السورية واللبنانية، وإشعال فتنة طائفية ومذهبية في لبنان، من خلال تأجيج النعرات، وصب الزيت على النار؟.
هل القصير أقدس من قدس الأقداس، بحيث يقوم الشيخ القرضاوي بدعوة أمم الإسلام للتوجه إليها لمقاتلة حزب الله، ولماذا لم يقم بتوجيه دعوة مماثلة من اجل القدس التي تغتصب يوميا ويستباح لحمها 'المقدس' يوميا منذ ما يقارب خمسة من العقود، ولماذا لم يكن القرضاوي، بهذه الهمة العالية وبهذا الاستعداد ليذهب إلى ثالث الحرمين الشريفين وأولى القبلتين على مدار سنوات اغتصابها 'الليلي' وهي تستغيث وا إسلاماه وا عرباه؟.
الحديث الآن عن تجربة الوحدة بين مصر وسوريا، لا نجد له أي مبرر ولا مسوغ سوى الرغبة في تشويه أي محاولة أو حتى أي تفكير بالوحدة، وهو حديث لا يعبر سوى عن حقد دفين في صدور الإسلاميين الذي تآمروا كما تآمرت قوى الاستعمار والعدوان على تجربة الوحدة وعلى الزعيم الخالد عبد الناصر.
ترى ما هي علاقة التجربة الوحدوية بين سوريا ومصر وبين ما يجري في سوريا، سوى حقد أعمى البصر والبصيرة لكل من ارتبط بالغرب وترعرع على أيديهم وعاش في كنفهم وتساوق مع سياساتهم، ولم يكن سوى 'دمية' في مخططاتهم.
هل أصبح الحزب العربي اللبناني وهو الحزب الوحيد المقاوم حزبا للشيطان، وأصبح الفكر السلفي الوهابي التكفيري هو من على العرب والمسلمين اتباعه من اجل تحرير فلسطين، كيف تأتي الجرأة لرجل كالقرضاوي بتكفير الشيعة وبوصف حزب الله بأنه حزب الشيطان، ترى من هو الحزب الإلهي الذي يريد الشيخ القرضاوي الترويج له وانه يضم بين صفوفه جند الله على الأرض. هل هم أولئك الذين يمارسون البغاء باسم الدين وتحت ستار 'الجهاد'، أم أولئك الذين يتسابقون على نيل رضا الغرب 'الكافر' والمطالبة بتسليحهم من اجل المزيد من التدمير والدمار لسوريا وشعبها؟.
واذا كان نظام سوريا لم يطلق طلقة على دولة الكيان، ونحن نتفق مع ذلك، فهلا دلنا الشيخ على الحزب أو النظام 'الرباني' الذي لا ينام ليله وهو يطلق النار على هذا الكيان بحيث أشبعه تقتيلا وتدميرا، هل هي الأحزاب التكفيرية التي يريدنا القرضاوي ان نتبع.
إذا كان عناصر حزب الله أتوا إلى القصير من اجل قتل أهلها كما يقول الشيخ، ترى لماذا أتى الصهاينة إلى فلسطين، هل من اجل تعليم أبنائها أم مداعبتهم، ولم أتى هؤلاء إلى القدس، أمن أجل تعمير الأقصى ومداواة أهل القدس ورفع مستوى المعيشة في هذه المدينة الطاهرة. لماذا لم يأت الرجل على ذكر القدس بهذه الحماسة غير المسبوقة، أين القدس في خطب القرضاوي، أين دولة الاغتصاب في فلسطين من كل هذا التحريض، أين أهداف الحركة الصهيونية وشذاذ الآفاق في دولة الاحتلال. لماذا يغيب هذا كله عن الخطب العصماء للقرضاوي؟.
من جديد، نعتقد بأن على الشيخ القرضاوي ان يتق الله في أهل سوريا، وأن يكف عن التحريض والبعد عن الأحقاد، وان يدعو إلى وقف القتال الذي لم يعد يميز بين علوي وسني ومسيحي وعربي وكردي وتركماني، وان تكون خطبه دعوات للحفاظ على سوريا وشعب سوريا، لا ان تكون دعوات للتحريض والتكفير.