وغالب القرضاوي، الدموع وهو يتحدث عن موقف السلطة الفلسطينية في رام الله حيال جواز السفر الفلسطيني الذي تلقاه خلال زيارته إلى غزة مؤخراً، واعتبارها أنه مزور، قائلاً إنه يدافع عن "قضية فلسطين" منذ عقود، وقد منح الجواز سابقاً لشخصيات أقل منه أهمية.
وتابع القرضاوي قائلاً: "أكرمنا الإخوة وأعطونا الجواز الفلسطيني تكريماً لمثلي، وإن كان ذلك للأسف أغضب إخواننا في فتح، الذين قالوا إن من لا يملك أعطى من لا يستحق، شكر الله لهم وسامحهم وغفر لهم."
وتابع " لست محتاجاً إلى جواز، معي جوازي القطري، ولن استخدم الفلسطيني، ولا أعلم لماذا غضب هؤلاء الإخوة وقد أعطوا الجواز لمن هو دوني."
وأكد القرضاوي أنه كان على الدوام من دعاة إنهاء الانقسام الفلسطيني وتعزيز الوحدة بين حركتي فتح وحماس، قائلاً: "لطالما دعوت لإنهاء الانقسام والانتهاء من هذه القضية. أنا أدعو للوحدة، ولا أحب الانقسام أبداً. التفرّق شر."
وكانت وزارة الداخلية الفلسطينية قد أرسلت في العاشر من مايو/ أيار الجاري رسائل إلى جميع الدول التي تعترف بـ"دولة فلسطين"، مفادها أن جواز السفر الفلسطيني الذي يحمله القرضاوي "مزور"، داعيةً إياها إلى "ضبط حامل الجواز"، بعدما تسلمه القرضاوي من الحكومة "المقالة" خلال زيارته إلى غزة، التي رفضتها السلطة الوطنية.
والأنباء الأخرى الواردة من الأراضي المحتلة تقول إن الشعب الفلسطيني الذي رفض منحه الجنسية الفلسطينية وليس حركة فتح وحدها، بات الآن يدرك أن مهمّة القرضاوي إلى غزة، بدأت تظهر ثمارها تباعاً، وهي تعميق الشرخ الفلسطيني والحؤول دون أي مصالحة بين فتح وحماس وتسويق التوجه القطري بتبادل الأراضي مع الكيان الاسرائيلي، وتعميم الإحباط والهزيمة واليأس في نفوس الشباب الراغب بتحرير فلسطين ومقدساتها الإسلامية والمسيحية، والأهم من كل ذلك توجيه الأنظار كلّها نحو سوريا وضرب و"شيطنة" أي صوت يدعو إلى مقاومة الكيان الإسرائيلي.
وماقاله القرضاوي الجمعة بالمسجد العمري خلال زيارته الى غزة، بـ"أن الله سيأخذ النظام في سوريا أخذ عزيز مقتدر هو وأتباعه وكل من يؤيده ويدعمه بالمال أو السلاح"، ودعوته الولايات المتحدة إلى أن "تقف وقفة رجولة، وقفة للحق والخير وتتدخل للدفاع عن الشعب السوري"؟ فيما الصهاينة الذين دمّروا غزة وانتهكوا حرمة المسجد الأقصى يبعدون مئات الأمتار عن منبر "مفتي الناتو"، يشكّل الدليل الأكبر والإثبات القاطع على ذلك.
وكان القيادي في حماس محمود الزهار قال في تصريحات سابقة"إنّ أي شخص يأتي من جهة قطر.. لا يحمل إلا رسائل أميركية وإسرائيلية".. وإلى دعوة (شيخهم) القرضاوي للاستعانة والاستقواء بالأيادي الأميركية الملطخة بدماء ملايين العرب والمسلمين في العراق وأفغانستان وليبيا للإجهاز على سوريا، وإلى حادثة اغتيال القائد العسكري للحركة أحمد الجعبري بعد زيارة أمير قطر إلى غزة مباشرة.. ففي كل ما سبق عبرة لمن يريد أن يعتبر.