وتمكنت السلطات اليمنية مؤخراً، من إخراج أحد اليمنيين المقاتلين من لبنان الى اليمن، بعدما تمكن من الوصول الى السفارة اليمنية في بيروت، إثر فراره من القتال ضد الجيش السوري النظامي حيث كشف هذه المعلومات.
ونقلت صحيفة الشارع عن مصدر أمني يمني، أن من يقتل من المسلحين خلال المعارك يتم حرقه من قبل الجبهة، وأشار الى أن الجرحى يتم نقلهم الى اماكن مجهولة ولا يحصلون على الاسعافات الاولية.
وأضاف المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن المصابين بحالات خطرة تجرى لهم عمليات جراحية ثم يتم حرقهم، مؤكدا أنه يتم تهديد من يرفضون المشاركة في العمليات العسكرية بالقتل.
وأوضح المصدر، أن السلطات اليمنية حصلت من هذا الشاب على معلومات مروعة عما يجري مع المسلحين المتشددين الذين يتم الدفع بهم لقتال نظام بشار الأسد، وقدم هذا معلومات هامة كشفت جانبا مما يجري في عملية تحشيد مسلحين للقتال في سوريا.
وأكد الشاب، حسب المصدر، أن المسلحين يتجهون الى سوريا من دول كثيرة، بما فيها دولة غربية، حيث يتم استقطاب متشددين والدفع بهم للقتال ضد نظام الأسد في سوريا، وأوضح أنه يتم تدريبهم في تركيا في معسكرات خاصة من قبل مدربين أجانب يعتقد أن بينهم أميركيين. وقال إن "من يتم إدخاله الى أرض المعركة يصبح من الصعب عليه ان يخرج حياً"، مشيراً الى أنه عندما وصل الى تركيا كان هناك نحو 300 شاب يمني جاهزون جرى الدفع بهم الى الأراضي السورية للقتال، وبعد تسعة أيام لم يعد منهم إلا شاب واحد فقط تمكن من الهروب من أرض المعركة وكان مصابا إصابة متوسطة.
وخلال التحقيق معه، قال هذا الشاب العائد من القتال في سوريا "وصلنا نحن متأخرين الى تركيا، وكان إخواننا اليمنيون، الذين يقارب عددهم 300 مقاتل، جاهزين، بعد أن تم تدريبهم، وتم إدخالهم الى أرض المعارك؛ إلا أنه، بعد 9 أيام، عاد شخص واحد منهم فقط، وكان مصابا، وحاول المسؤولون إخفاؤه عنا، إلا أننا تمكنا من الوصول اليه وتحدثنا معه عن الوضع والمعارك". وأوضح أن هذا العائد يدعى (أ. م. الهمداني) وعمره بين 18 و 22 عاما، وبنيته كبيرة.
واضاف "بالحرف الواحد؛ قال لنا الهمداني: "سلمونا لشخص كبير وسمين وشكله مفجع، ووزعنا على مواقع مختلفة في الليل، وأعطانا وجبات أكل مغلفة ذات صنع فرنسي، قال لنا: كل واحد يأكل واحدة فقط في اليوم، لأنها ستشبعنا لمدة 24 ساعة، وكان أغلبنا لا يعرف الأرض، ولا الى أين نتقدم، أو نسير، خاصة بعد أن قتل الدليل، وقائد الجماعة الذي كان قائدنا، وهو سوري؛ وإذا قتل قائد الجماعة السوري (كل جماعة لها قائد سوري) فالبقية يكون مصيرهم صعباً ويقتلون في الغالب".
وأفاد المصدر بأن هذا الشاب قال "أوضح لنا الهمداني أنه عندما دخلوا للقتال في سوريا تم تقسيمهم الى مجموعات، وأنه كان في مجموعة مكونة من 12 مقاتلاً يقودهم سوري، بينهم مغربي، و3 من تونس، و4 يمنيين، وهو بينهم، واثنان من جنسية أجنبية شكلهم من باكستان.
وخلال القتال تعرض موقع مجموعته لقصف عنيف من طيران، أو من مدفعية، ما أدى الى مقتل كل المجموعة باستثناء هو وأحد الباكستانيين، وفقدا كل شيء بما في ذلك وجبات الأكل السفري، والماء، وأصبحا خائفين وجائعين وكان من الصعب عليهما أن يتحركا في المنطقة خلال النهار".
وأضاف: "قال إن الهمداني قال لهم إنه تمكن من التحرك من الموقع، وكان يزحف خلال الليل، وظل أربعة أيام لا يتحرك إلا زحفا في الليل، وكان يأكل من المزارع، التي يختبئ فيها خلال النهار، وهي كثيرة في المنطقة التي كان فيها".
وأفاد المصدر بأن هذا الشاب قال إن الهمداني أبلغه، وعدد من زملائه اليمنيين أن" من يقتل من المقاتلين خلال معارك القتال يتم حرقه من قبل جبهة النصرة".
وأكد أنه يتم تسليح جميع الفصائل المسلحة، مشيراً الى أن قيادة العمليات التي تدير الحرب ضد النظام السوري، والمتواجدة في سوريا حيث يديرها أتراك وقيادات دينية عربية، تسلح "جبهة النصرة" وتمدها بالمال، وتفعل ذلك مع "الجيش الحر"، لكن دون علم الطرفين بالأمر. وعندما سئل عن سبب تسليح الطرفين ومدهما بالمال دون علم كل طرف بالآخر؛ قال إنه لا يعرف السبب.
واوضح الهمداني، طبقاً للمصدر، نقلا عن الشاب العائد، أن الجرحى يتم نقلهم الى اماكن مجهولة، ولا يحصلون على الإسعافات الأولية الضرورية.
وقال "لما قال لنا أخونا الهمداني إنه يتم في مزارع غير معروفة، إجراء عمليات جراحية لمن حالاتهم خطرة، ويتم فيها، وهم تحت التخدير، إخراج أشياء من بطونهم (يعتقد أنها أعضاء بشرية)، ثم يتم حرقهم".
وقال هذا الشاب: "قال لنا الهمداني أنه تمكن من حفظ علامات للخط والطريق التي تم نقلهم فيها، وتمكن من التعرف عليها خلال عمليات الزحف، واستطاع الزحف حتى الوصول، في ليلة مقمرة، الى نقطة تركية حدودية تابعة للجيش التركي، وقريب منها معسكر يستخدم لتدريب المقاتلين الأجانب الذين يتم الدفع بهم الى سوريا".
وأفاد، طبقا لرواية الشاب العائد، بأنه، وبسبب معرفته المسبقة بما يجري للجرحى من قبل جبهة النصرة حرص على عدم العودة الى مواقعها، وظل يتخفى في النهار كي لا يتم تصفيته من قبل الجبهة أو قتلة.
وأضاف "قال لنا الهمداني إنه عندما وصل الى قرب النقطة التركية ظل متخفياً على مسافة منها، وانتظر ساعات من بعد طلوع الضوء، وعندما رأى الناس يصلون الى النقطة ظهر وبدأ يصيح بأعلى صوته، وعندما رأيناه جميعنا، وطلب منا ألا نتركه، وعندما سألنا عن السبب أبلغنا أنه جريح وأنه يتم تصفية الجرحى".
ونقل المصدر عن الشاب قوله: "سألنا الهمداني عن كيفية القتال ووضعه، فإجابنا بأن القتلى كثير، وخاصة من القادمين من الأراضي التركية، وقال: "صعب تقاتل في مكان تدخله لأول مرة، ولا تعرف تفاصيله الجغرافية".
وتابع هذا الشاب: "لم أستطع أن أقدم لصاحبنا الجريح الهمداني أي شيء، وكان همي الأكبر كيف أنفذ بروحي".
واضاف: "كلمت بقية أصحابنا كلهم بما قال الهمداني وخططنا ان نرفض الدخول للقتال في سوريا من المكان الذي دخل منه زملاؤنا، ولما جاء وقت العزم رفضنا فهددونا بالقتل، فقلنا لهم: أقتلونا".
ونقل المصدر عن هذا الشاب قوله: بعدها أبلغنا هذا التركي أنه سوف يتم تحريكنا الى مكان بين الحدود السورية واللبنانية، وكنا 70 شخصاً، أغلبنا يمنيون، وبيننا أشخاص من مصر وعدد من دول الخليج (الفارسي)؛ لكن هذا التركي قال لنا إنه لا يمكن أن يجعلونا في مكان واحد، وأنه يجب توزيعنا طبقاً لخطة".
وتابع "وصلنا في الليل الى منطقة الهدف المحددة لنا، حيث استلمنا شخص، وكان مع كل واحد منا شنطة الشدة السفري الخاصة بالمقاتلين، وسلاح لأول مرة في حياتي أشوفه، وتم تدريبنا عليه خلال فترات التدريب بتركيا، وكان معنا قنابل يدوية وبعضنا مسلحين ببوازيك، كلا حسب تدريبه على نوع من السلاح".
وحسب المصدر، فقد قال هذا الشاب "تم وضعنا في مكان بالقرب من قرية قالوا لنا إنها سورية وأنها مع المعارضة، وكانت جهة الغرب من الحدود اللبنانية لهذا اعتبرت الأمر بداية الفرج، ونهايتي في نفس الوقت، وكنت أتذكر كلام الهمداني بالحرف، ومنتظر متى تحصل علينا غارة نموت فيها او يموت المسؤول علينا، واتمكن من الفرار".
وأضاف "تقدمنا وتغطينا مدفعية تابعة للمجاهدين كانت تضرب الى الأراضي التابعة للجيش السوري النظامي التابع لبشار الأسد. قال لنا المسؤول علينا: تقدموا! قلنا له: الى أين؟ قال: سنزحف الى مشارف تلك القرية التي تروها تبعد عنا مسافة واحد كم أو اقل، وقال لنا إن من في القرية جميعهم شبيحة وقتلة مجرمون، وهم مع جيش الأسد، ويجب علينا أن نقاتلهم ونسيطر على القرية. عندها شعرت باليأس من أن هناك أملا بالفرار، وبعدها، بعد ما بين 7 الى 9 ساعات، وعندما كنا نزحف ببطء، رأيت طائرة في الجو، وبدا لي كأنها تعرفت على مكاننا بالضبط، ثم بعد فترة بسيطة تم قصفنا، وقتل كل من كان في مجموعتي ولم أبق إلا أنا وشخص مصري زحفنا الى الخلف وحالتنا حالة. بقينا نزحف ونمشي بتخفِ ما يقارب 30 ساعة حتى دخلنا الأراضي اللبنانية.
وتابع "مسكنا لبنانيين أرسلهم الله لنا، أعطونا الأمان فاطمئنينا وشرحنا لهم ما جرى معنا، وقلنا لهم إننا ضحايا. عرضنا لهم السلاح الذي معنا، وطلبنا منهم يساعدونا كي نتمكن من العودة الى بلدينا، قالوا لنا إن هناك كثيرا تم القبض عليهم من الجيش اللبناني، وتم نقلهم الى وحدة المكافحة اللبنانية، وأكدوا لنا أن بينهم يمنيين كثر".
وقال "عملت ما يعمله هارب من الموت؛ حببت أرجل ورأس الشخص الكبير بين اللبنانيين الذين مسكونا، كي يساعدنا بطريقة لا تهني وتضمن رجوعي الى اليمن. والحقيقة ان هذا الرجل ما قصر فساعدني وأدخلني الى لبنان، حسب خطة اعدها هذا الشخص الذي أرسله الله لي من السماء، وسلمني لجهات يمنية تمكنت من إعادتي الى اليمن وفي مطار صنعاء تم تسليمي لجهة أمنية لا أعرف من هي"، ولم يوضح المصدر تفاصيل عن مصير الشخص المصري.
وسبق لصحيفة الشارع أن نشرت تقريراً عن كيفية استقطاب الشباب ودفعهم للقتال في سوريا، عبر رجال دين، حيث يجري نقلهم من عدن الى تركيا، على متن الخطوط التركية.
وتحدث التقرير عن تفاصيل حول عملية الاستقطاب، ونقل وتسفير الشباب، الذين تم منح كل منهم عشرة آلاف، دولار أميركي.
والأحد الماضي نشرت الشارع تقريراً أفاد فيه مصدر أمني رفيع بأن هناك تقريراً استخباريا سريا يفيد بأنه تم تجنيد أكثر من 5 آلاف شاب يمني للقتال ضد النظام السوري، جرى تسفيرهم الى دولة قطر تحت مبرر أن الأخيرة تريد تجنيد يمنيين في الحرس القطري.
وأوضحت المعلومات أنه تم تجميع هؤلاء الشباب من قبائل يمنية عدة، وتم إيهامهم وإغرائهم بالقول إن قطر ستدفع لهم مرتبات مغرية، غير أنهم عندما وصلوا الى قطر، على دفعات، خضعوا لعمليات تدريب هناك، ثم نقلوا الى تركيا، ومن هناك تم إدخالهم الى سوريا للقتال في صفوف الجيش الحر أو جبهة النصرة.
وأفاد التقرير الاستخباري بأن هناك عشرات من هؤلاء المجندين الشباب تمكنوا من الفرار عبر الحدود السورية الى لبنان مع النازحين، غير أنه تم احتجازهم لدى أجهزة الأمن اللبنانية، حيث ما زالوا محتجزين هناك، مشيراً الى أن أقل من عشرة منهم تمكنوا من العودة الى اليمن عبر الخروج من مدينة درعا السورية الى الأردن.