حيث لم يسمع أحد في تركيا إعتذارا علنيا من جانب الكيان الإسرائيلي، الذي قتل جنوده وأمام عدسات التلفاز تسعة مواطنين أتراك على متن سفينة مرمرة الزرقاء في المياه الدولية، لأنهم حاولوا مع غيرهم توصيل مساعدات إنسانية الى غزة، فقط علم المواطنون الأتراك من وسائل الإعلام التركية أن رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان قبل اعتذار نظيره الإسرائيلي، الذي وعد بدفع التعويضات لأسر الضحايا.
واصدرت رئاسة الوزراء التركية بيانا رسميا اعلنت فيه ان رئيس الوزراء قبل الاعتذار الاسرائيلي باسم الشعب التركي، واشارت وسائل الاعلام التركية الى ان العلاقات التركية الاسرائيلية ستعود الى سابق عهدها وكأن شيئا لم يكن.
وقال النائب السابق في البرلمان التركي محمد شرين لقناة العالم الإخبارية: "هذا التحرك الجديد من جانب تركيا يستهدف سوريا وإيران، خصوصا بعد نصب صواريخ الباتريوت والدرع الصاروخية، لذا فنحن ندينه بكل الاشكال".
ويبدو أن اردوغان نسى شرطه الثالث الذي اعلنه مرارا وتكرارا امام مجموعته البرلمانية وهو رفع الحصار عن غزة، ويرجع المراقبون ذلك الى ضغوط اميركية على انقرة وتل ابيب لتطبيع علاقاتهما، لأن واشنطن تحتاج الى تحركهما المشترك من أجل إعادة ترتيب الشرق الأوسط وفقا لرؤيتها الإستراتيجية.
وقال وزير العمل التركي السابق يشار أوقيان لقناة العالم الإخبارية: "حكومة حزب العدالة والتنمية تعمل لصالح واشنطن، والدليل على ذلك قبول إعتذار نتانياهو اثناء زيارة اوباما للكيان الاسرائيلي، ومعلوماتي ان نتانياهو لم يعتذر، لكنه اعترف بخطأ جنوده، وحكومتنا قبلت ذلك، لأنها شرطي أميركا في المنطقة".
وبموافقة اردوغان على الاعتذار المنقوص وغير المحدد الشكل وحجم التعويضات، سيعود سفير الكيان الإسرائيلي الى تركيا التي رفض نواب شعبها تشكيل لجنة صداقة تركية إسرائيلية برلمانية، بسبب العدوان على سفينة مرمرة والحصار المفروض على غزة، ما يعني عدم إحترام إرادة الشعب التركي الذي ترى اغلبيته ان الكيان الإسرائيلي عدو لتركيا ودول المنطقة.
AM – 24 – 12:00