ثم ينفث الكاتب في بوق التفرقة بين المسلمين باعتقاده أنه"في مصر وتونس وليبيا، أصبحت المعركة تجري بين قوات علمانية وإسلامية، بينما في سوريا والعراق ولبنان والخليج الفارسي، فهي عبارة عن مواجهة من بعض السنة ضد الشيعة".
كما يعتقد الكاتب أن "كل هذا يفسر لماذا يُعتبر مهماً ما يحصل في البحرين منذ الأسبوع الماضي".
"فقبل عامين، ظهرت حركة داعمة للديمقراطية في هذه الجزيرة التي، كما غيرها من الدول العربية في الخليج الفارسي، محكومة من قبل عائلة، وهي في البحرين آل خليفة".
"وعندما رد النظام البحريني على هذا التحرك الديمقراطي بالقمع، تحول الصراع إلى مواجهة بين الأغلبية الشيعية والأقلية السنية الحاكمة".
وتابع الكاتب قائلاً"على مدى الثمانية عشر شهراً الماضية، وقع الطرفان في مأزق أدى إلى تظاهرات في القرى الشيعية ليلياً تقريباً، أدت بدورها إلى استشهاد ما لا يقل عن 55 شخصاً،"
"وإلى سجن العديد من زعماء المعارضة، وإلى ترهّل العلاقات بين البحرين وحليفتها العسكرية الأساسية، أي الولايات المتحدة".
غير أن الكاتب يلاحظ أن"الوضع بقي كئيباً حتى كانون الأول/ ديسمبر، عندما اقترح الملك حمد بن عيسى آل خليفة، فجأةً، إطلاق حوار جديد مع الأحزاب السياسية الشيعية؛"
"ووافق لاحقاً على مشاركة 3 وزراء من الحكومة، بمن فيهم عضو من العائلة الحاكمة".
"أما حزب الوفاق المعارض، الذي انسحب من جولة مفاوضات سابقة عام 2011، فقد قبل الدعوة إلى الحوار الجديد، تتخلله لقاءات تتم مرتين في الأسبوع اعتباراً من 10 شباط/ فبراير الجاري".
ثم يعتبر الكاتب أنه"من المؤكد أن فرص التوصل إلى تسوية تنهي الصراع في البحرين ليست عظيمة، لكن البحرين تملك بعض العناصر غير المتوافرة في غيرها من الدول المضطربة".
"إذ ان معاناتها أقل بكثير مما شهدتها غالبية التحركات في بعض الدول العربية الاخرى، وهي دول ثرية نسبياً،"
"كما أن علاقتها بالولايات المتحدة، التي يتمركز أسطولها الخامس في قاعدة البحرين، ومنحت هذا البلد اتفاقاً للتجارة الحرة، تعني أن واشنطن لديها نفوذ أكبر".
"وعلى الرغم من أن إدارة أوباما حدّت كثيراً من اتكالها على الأسرة الحاكمة، فقد دفعت بقوة باتجاه تجديد الحوار".
"ولعل الأفضل من ذلك كله، أن البحرين لديها بعض المعتدلين المعقولين في مواقع أساسية في الموالاة والمعارضة".
ثم ينتهي الكاتب إلى القول "إن الإفراج عن السجناء في البحرين يتطلب عفواً من الملك حمد، ومن شأن ذلك أن يكون تصرفاً جريئاً وشجاعاً يريح البلد، وربما يشكل نموذجاً للشرق الأوسط الذي تمزقه الحروب".