وزادت الصحيفة إن قاعة مونس، التي سُميت باسم المعركة التي راح ضحيتها الآلاف من الجنود البريطانيين والألمان، سيُعاد تسميتها لتحمل اسم العاهل البحريني الذي تبرع بملايين الجنيهات الإسترلينية لأكاديمية ساندهيرست العسكرية البريطانية العريقة لتدريب الضباط.
والصحيفة اضافت أن مبنى مونس سيُسمى 'قاعة الملك حمد' و 'سيُعاد افتتاحه الشهر المقبل بعد تجديده بفضل تبرعات ملك البحرين، والذي ذكرت انه هو راعي مؤسسة ساندهيرست ولم يفت الصحيفة ان تنوه الى ان ملك البحرين يُعرف بقمع نظامه للمتظاهرين في البحرين.
ويبدو ان بريطانيا لا تتوقف في هذه الازدواجية عند علاقتها بالبحرين فقط بل تتخطاها الى دول العربية المطلة على الخليج الفارسي الاخرى فقد أشارت الصحيفة إلى أن أكاديمية ساندهيرست العسكرية العريقة قبلت أيضاً تبرعاً مقداره 15 مليون جنيه إسترليني من دولة الإمارات لبناء مساكن جديدة، مما يثير تساؤلات حول روابط كلية تدريب الضباط البريطانية بهذه الدول المتهمة بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان على حد تعبير الصحيفة اللندنية.
وأوضحت- في خلفية تاريخية للقاعة التي مولها ملك البحرين - أن معركة مونس، التي وقعت عام 1914، كانت أول معركة كبرى في الحرب العالمية الأولى وقتل خلالها الجيش البريطاني 5000 جندي ألماني وخسر 1600 جندي.
وقد اثار ذلك ادانات من ساسة وبرلمانيين منهم الذي النائب العمالي البريطاني، جيريمي كوربن،الذي انتقد الخطوة- في تصريح للصحيفة - واعتبر أن 'هناك شيئاً من السخرية في إعادة تسمية قاعة لتخليد ذكرى الجنود البريطانيين الذين قُتلوا بمعركة مأساوية في الحرب العالمية الأولى على شرف ملك البحرين الذي يرتكب انتهاكات روتينية لحقوق الإنسان، بما في ذلك إطلاق النار على المتظاهرين'.
ونسبت الصحيفة إلى النائب العمالي، أندي سلوتر، رئيس المجموعة البرلمانية حول البحرين قوله إن هذه الخطوة 'تعكس المعايير المزدوجة المروعة للحكومة البريطانية ومؤسساتها في ما يتعلق بالنظام البحريني، والذي هو مذنب بارتكاب جميع أنواع انتهاكات حقوق الإنسان
وقدمت الصحيفة تفاصيل عن قبول اكاديمية ساندهيرست قبلت تبرعاً مقداره 15 مليون جنيه إسترليني من دولة الإمارات رغم الانتقادات المتكررة لسجلها في مجال حقوق الإنسان، فقالت انه تم استخدام الأموال لبناء مبنى جديد لسكن الطلاب الضباط في الكلية حمل اسم رئيس الإمارات، خليفة بن زايد آل نهيان، وافتتحه في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي حمد بن محمد بن راشد المكتوم، ولي عهد دبي والذي درس في ساندهيرست.
الصحيفة نقلت تعليقا على لسان المتحدث باسم وزارة الدفاع البريطانية على هذه القضية قال فيه 'إن جميع التبرعات لأكاديمية ساندهيرست تمتثل للالتزامات القانونية المحلية والدولية للمملكة المتحدة ولقيمنا كأمة على حد تعبيره.
ويبدو ان الازدواجية في المعايير ستظل سمة ليس فقط للسياسة البريطانية بل الغربية عموما والتي تلوح بورقة حقوق الانسان والحريات بمعاييرها وحسب ماتراه ثم تخفي هذا الورقة عندما يتعلق الامور بمصالح سياسية او اقتصادية ولو بملايين قليلة من الجنيهات الاسترلينية.
*عزة الزفتاوى، مراسلة قناة العالم فى لندن