وجاء في البيان ما يلي:
باسمه تعالى
ونحن على أعتاب الذِّكرى الثانية لثورة شعبنا الأَبِيِّ، في الرابع عشر من فبراير، هذه الثورة المباركة التي شارك فيها جميع طبقات الشعب وفئاته وكفاءاته من علماء، وأطباء، ومدرِّسين، ومهندسين، ومحامين، وحقوقيين، ورياضيين، وغيرهم، رجالًا ونساءً، شيوخًا وشبابًا وأطفالَ كذلك، في حَراكٍ سياسيٍّ مجتمعي سلمي شامل، معبِّرٍ عن وعي هذا الشعب، وإرادته، وتضحياته.
في ذكرى هذه الثورة المجيدة، نستحضر بكلِّ إجلال وإكبار مقاومة وتضحيات الشهداء، والجرحى، والمعتقلين، والمطاردين، والمهجَّرين، والمفصولين، وجميع المضحِّين، ونخصُّ بالذِّكر الدور الكبير والمشهود للمرأة البحرانية وحضورها الفاعل، وصبرها، وصمودها، والتضحيات الكبيرة التي قدَّمتها، كما نحيِّي صمود الشعب، وتواجده الدائم في الساحات، ما يكشف عن تجذُّر الثورة في نفوس أبناء الشعب، وتحوُّلها إلى حقيقة مجتمعية متحرِّكة لا يمكن أن تتوقَّف إلا بعد تحقيق أهدافها التي انطلقت من أجلها، ودفعت بالجماهير؛ للتواجد الحاشد في الشوارع والساحات.
وأمام هذه الذِّكرى العزيزة والغالية نسجّل النقاط التالية:
1- مثَّل الرابع عشر من فبراير لعام 2011م، وانطلاق ثورة الشَّعب في البحرين انعطافة تاريخيَّة في مسيرة العلاقة السياسيًّة بين السُّلطة والشعب، هذه العلاقة التي ما كانت في يوم من الأيام تعبِّر عن التوافق والتراضي، وكانت دائمًا محكومة لمنطق القوَّة لا قوَّة المنطق، ولسياسة فرض الواقع البعيد عن واقع الديمقراطية وحقوق الإنسان.
والشَّعب ومن خلال ثورته الرائعة يريد أن ينظِّم هذه العلاقة، ويضعها في أطرها المقبولة والمتوافق عليها، يريد أن يكون مصدر السُّلطات، وأساس الشرعيَّة في إطار نظام ديمقراطي، وإنهاء حالة الاستبداد والاستئثار بالسُّلطة والثروة.
2- الشَّعب عندما تحرَّك وانتفض في ثورة شعبيَّة سلمية، كان ينظر إلى البحرين كوطن يحتضن كلَّ أبنائه في إطارٍ من العزَّة والكرامة والحقوق المتكافئة، بعيدًا عن كلِّ أشكال التمييز والطائفية، وهذا ما عبَّرت عنه جماهير الثورة وقياداتها السياسيَّة والدينيَّة بكلِّ وضوح.
3- الثورة ومن خلال مطالبها العادلة والواقعيَّة، وامتداداتها الشعبيَّة، ومنهجيَّتها السياسيَّة، أثبتت أنَّها تمتلك أصالة وعمقًا في أرضها وبين شعبها، بعيدةٌ كلَّ البعد عن التبعيَّة للخارج، وأنَّها صناعة محليَّة بامتياز.
4- المجلس الإسلامي العلمائي، والخط العلمائي عمومًا، هو جزء لا يتجزَّأ من الشَّعب، يعيش همومه وآماله، ويقف بكلِّ قوَّة مع مطالبه المحقَّة، وفي مقدمتها الحياة الكريمة، والحريَّات الدينيَّة والسياسيَّة.
5- ندعو أبناء شعبنا الأَبِيِّ لمواصلة التفافهم حول الثورة وأهدافها، وحضورهم الحاشد في المسيرات والاعتصامات، خصوصًا مع اقتراب الذكرى السنوية الثانية لانطلاق الثورة، فليكن حضوركم الحضور المميِّز المبهر؛ ليكون الدليل بعد الدليل على تمسُّككم بثورتكم، واستعدادكم الأكيد لمواصلة الدرب حتَّى تحقيق المطالب.
وَمَا جَعَلَهُ اللهُ إِلاَّ بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُم بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ. (آل عمران/126)
المجلس الإسلامي العلمائي
الثلاثاء 1 ربيع الثاني 1434هـ
12 فبراير 2013م