وقال ولايتي في مقابلة مع قناة "الميادين"، ان ما يحدث في سوريا الآن يحصل بشكلٍ أو بآخر في فلسطين ولبنان والعراق ولكن بأشكال مختلفة، وفي اليمن وفي البحرين وفي ليبيا"، مضيفا "وفي كل نقطة من هذه المناطق نلاحظ أن هناك اختلافات، ولكن منشأ هذه الإختلافات خارجي وليس داخلي".
وأكد الأمين العام للمجمع العالمي للصحوة الإسلامية أن "السبب الأساسي لتركيزنا على سوريا هو منع سقوط خط المقاومة في وجه (إسرائيل)"، وأضاف "إذا أطيح بالرئيس السوري بشار الأسد فإن خط المقاومة سيكسر في مواجهة "إسرائيل"، فمثلاً السيد برهان غليون، الذي كان أحد قادة المعارضة في إسطنبول قال أنه إذا ما وصلنا إلى السلطة في سوريا فإننا سنقيم علاقات مع "إسرائيل" وأميركا وسنقطع دعمنا للمقاومة في لبنان وسنقطع علاقتنا مع إيران".
وتابع ولايتي "نحن نؤمن بوجود إصلاحات في سوريا تعتمد على رأي الشعب السوري، لكن دون اللجوء إلى العنف والحصول على مساعدات من أميركا، لكن بعض الدول الرجعية مثل قطر، التي تزود الناس بالأسلحة، ويحضرون المسلحين من الصومال وأفغانستان لإحداث مجازر ضد العسكريين والشعب، بهدف الإطاحة بالأسد، وهذا يؤكد وجود مؤامرة خارجية".
وأشار ولايتي إلى أن "بعض أصدقائنا من الأناس المتدينين، ينتمون إلى الجماعات الإسلامية في المنطقة، يرتكبون بعض الأخطاء، ويعتقدون أنه عن طريق مساعدة أميركا و"اسرائيل" وقطر والقاعدة سيتمكنون من الإطاحة بالأسد، وسيستطيعون تولية شخصاً مثل السيد مرسي، وهذه من بين الأخطاء التي يقوم بها بعض أصدقائنا في المنطقة"، متسائلاً "هل يمكن عن طريق أموال قطر واميركا وفرنسا أن يتم إسقاط هذه الحكومة وإخراج هذه الدولة من الوجود وتجزئة سوريا؟
ورداً على سؤال حول سبب تفاديه ذكر تركيا والسعودية في معرض انتقاده للدول التي تتدخل في سوريا، أشار مستشار قائد الثورة الاسلامية في ايران، إلى أنه حين تحدث عن "بعض الأصدقاء المتدينين في المنطقة وهم على خطأ" كان يقصد تركيا، معتبراً أن مواقف السعودية إختلفت في الفترة الأخيرة، "وخاصة التصريح الأخير لوزير الخارجية السعودي الذي يقول إن الحل يجب أن يكون سياسياً".
وأضاف "لكن قطر بقيت على مواقفها، وخاصة التصريح الأخير لوزير خارجية قطر الذي دعا إلى إرسال قوات عربية إلى سوريا لإسقاط (الرئيس السوري) بشار الأسد".
وحول ما إذا كانت إيران تعتبر الرئيس السوري بشار الأسد خطاً أحمر، أجاب ولايتي "نعم، كذلك، لكن هذا لا يعني أننا نغفل عن حقوق الشعب في تعيين حكامه، لكن في الدستور هناك تحديد للمهام وللرئيس والإنتخابات البرلمانية ورئاسة الجمهورية بدون تدخل خارجي واستعمال للعنف".
ورأى الامين العام للمجمع العالمي للصحوة الاسلامية، أن "الحل (في سوريا)هو المفاوضات، بين كل الدول التي لها علاقة بالملف السوري، دون أن يكون لها أي تدخل في الشأن السوري، فكل من يأتي في المفاوضات حول سوريا، ليس عليه أن يتفاوض فوق الطاولة، ويدعم المسلحين، بل عليه أن يدخل المفاوضات ويوقف الدعم للمسلحين".
غرب آسيا وشمال أفريقيا ستصبحان مركز ثقل العالم الإسلامي
وفي جانب اخر من تصريحاته اوضح مستشار قائد الثورة الاسلامية في ايران للشؤون الدولية،
أن "العالم الإسلامي هو أحد الأقطاب المهمة في المستقبل".
ورأى ولايتي أن "ما يحصل في العالم الإسلامي الآن، هو بشكلٍ من الأشكال إعادة نموذج الجمهورية الإسلامية في ايران ، ولكن بما يتناسب مع خصوصيات الدول"، آملاً أن "ينتهي (ما يحدث) بوحدة الأمة الإسلامية".
واعتبر أن منطقتي "غرب آسيا وشمال أفريقيا ستصبحان مركز ثقل العالم الإسلامي".
وعبر مستشار قائد الثورة الاسلامية ، عن إستعداد ايران "لتقديم المساعدة والدعم لكل من يريد العودة إلى هويته الدينية وقيمه الإسلامية، في لبنان وفلسطين والبوسنة والهرسك وأفغانستان، في مواجهة كل من يريد أن يهاجم الهوية الإسلامية".
لا تقدم للمسلمين بدون الوحدة
وحول محاولات التفرقة بين المذاهب الإسلامية، رأى ولايتي أن "الإخوان السنة والشيعة كلهم مسلمون، وهناك العديد من الأمور المشتركة، والسنة والشيعة رؤيتين مختلفتين، ولكن لديهم العديد من المشتركات". واضاف: أن "المسيحيين رغم طوائفهم المتعددة، إلا أنهم متحدون في أوروبا"، وأن "إمكانات الوحدة في العالم الإسلامي متوفرة بشكلٍ كبير مقارنة مع الدول الأخرى"، وانه "بدون هذه الوحدة لا تقدم للمسلمين"، وأن على السنة والشيعة أن يسعوا لأن يصلوا إلى الوحدة.
واعتبر ولايتي أن كل صاحب عقل سليم لا يسعى إلى التفرقة بين المسلمين لأنها لا تنفع لا الشيعة ولا السنة، إنما تنفع الأعداء.
الحكومة العراقية، أثبتت قدرتها وكفاءتها
وحول الأحداث الأخيرة في العراق رأى ولايتي ان "الحكومة العراقية قوية، والسيد المالكي والإئتلاف الحاكم هناك ، متشكل من رئيس جمهورية كردي ورئيس برلمان سني، ورئيس وزراء شيعي، وخلال هذه المدة بعد إخراج الأميركيين أظهرت الحكومة العراقية المنبثقه من اصوات الشعب، قدرتها وكفاءتها"، موضحاً "نحن نعلم أن أعداء الشعب العراقي لن يصمتوا ولكن الحكومة العراقية ستواجههم بكفائتها".
واكد: ان ما حدث في سوريا، لن تحدث في العراق.
أميركا أضعف من أن تستطيع إيجاد خلل في ايران
وفي جانب اخر من حديثه ، اعتبر ولايتي أن اميركا تعيش الآن أضعف أيامها، في حين أن إيران أصبحت أقوى، مضيفاً ان "أميركا أضعف وأصغر من أن تستطيع تحريك أشخاص لإيجاد خلل في الحكومة الإيرانية".
علاقتنا بحماس استراتيجية وجيدة
ورداً على سؤال حول علاقة إيران بالمقاومة الفلسطينية وتحديداً حركة حماس، قال ولايتي "نعم (علاقاتنا) مازالت قوية، يمكن أن نختلف مع حماس في بعض الآراء لكن هذا أمر طبيعي، فلدينا العديد من المشتركات، والسبب الرئيسي لدعم حماس والجهاد الإسلامي هو مواجهة الصهاينة وتحرير الأراضي الفلسطينية، وإصرارهم على ذلك، والسبب الثاني هو إيمانهم بالإسلام، واعتمادهم على القيم والجهاد الإسلامي، لذلك فعلاقتنا بحماس استراتيجية وجيدة وسندعمها"، معتبراً أن الأحداث الحالية "عابرة".
مستعدون لاستئناف علاقات قوية مع مصر
وفيما يخص العلاقة مع مصر، أكد ولايتي أن ايران تريد "علاقاتٍ قوية مع مصر"، "وهذا قائم على رضى الطرفين، في أي لحظة يرغب المصريون فيها بهذا، فنحن جاهزون، ونعلم أنه لدى المصريون العديد من العراقيل، ونعلم أن السيد محمد مرسي يرضى بالعلاقات عندما تزول العراقيل، فالسيد مرسي يعيش وضعاً صعباً خاصة فيما يخص الوضع الداخلي، هناك بقايا النظام السابق والصهاينة وعوامل خارجية، وعلينا تفهم هذه المشاكل، لذلك هم أحرار، وفي أي لحظة يشعر بأن إقامة علاقات قوية مع إيران لن يؤثر عليه سلباً، نحن جاهزون ولا نضعه تحت أي ضغوط".
الغنوشي شخص متدين ومقاوم
وعن رأيه بمرشد حركة النهضة في تونس راشد الغنوسي، قال ولايتي "إنه شخص متدين ومقاوم، ومن الفاعلين في تيار الإخوان المسلمين لإحياء القيم الإسلامية".
حزب الله، مبعث فخر للعالمين الإسلامي والعربي
وحول حزب الله، أكد ولايتي أن الحزب "أصبح أكثر قوة من الماضي، قوة حزب الله قوة للإسلام والعالم العربي، فحزب الله هو مبعث فخر واعتزاز للعالمين الإسلامي والعربي، وهو داعم للفلسطينيين وتحرير فلسطين، ونحن لدينا ثقة راسخة بحكمة وإدارة السيد حسن نصر الله".
نعمل من اجل توحيد الاصوليين في الانتخابات
وأخيرا عن احتمال ترشيح نفسه لرئاسة الجمهورية الإسلامية، كشف ولايتي أنه اتفق مع الدكتور قاليباف والدكتور حداد عادل على العمل بهدف توحيد الاصوليين "وفي النهاية فإننا سنقدم من بيننا مرشحاً واحداً لرئاسة الجمهورية والباقون سيدعمونه".