تقرير:

أزمة المياه تهدد حياة الآلاف في شمال غزة

أزمة المياه تهدد حياة الآلاف في شمال غزة
الإثنين ٠٣ فبراير ٢٠٢٥ - ٠٥:٠٧ بتوقيت غرينتش

بعد عودة آلاف النازحين من جنوب قطاع غزة إلى شماله، بدأت تطفو على السطح مشكلات يعاني منها السكان، تزيد من صعوبة الحياة هناك، مثل شح مياه التنظيف والشرب، وعدم توفر المراحيض في مراكز الإيواء والخيام، بعد تدمير آلاف الوحدات السكنية.

العالم - فلسطين

ويحاول العائدون إعادة الحياة إلى الشمال المنكوب من خلال نصب خيامهم فوق أنقاض منازلهم، ويناشدون الجهات المختصة مساعدتهم على الصمود من خلال توفير المياه في المخيمات على الأقل.

مياه مفقودة

وحسب صحيفة "فلسطين"، وقفت وسام أسليم (53 عامًا) أمام بيتها في حي الصبرة جنوب مدينة غزة، والمكون من 4 طوابق، مذهولة من هول الدمار الذي أصابه. غلبتها الدموع وهي تقول: "شقى عمري راح، وصفّينا أنا وولادي الأربعة في الشارع". حاول أبناء أسليم إزاحة بعض الركام وتنظيف مساحة بالقرب من المنزل المدمر، ووضع خيمة تؤوي والدتهم ووالدهم فيها بشكل مؤقت، لكن العقبة الأكبر التي واجهتهم كانت عدم توفر مياه التنظيف في المكان.

تقول أسليم: "ترددتُ كثيرًا قبل عودتي إلى الشمال رغم أنني كنت متحمسة لذلك في اليوم الأول؛ بسبب عدم توفر مياه للتنظيف والشرب في معظم الأحياء، واضطرار الناس إلى المشي عشرات الكيلومترات من أجل الحصول عليها بشق الأنفس، وهذا ما لا أقوى على فعله، سيّما أنني أعاني ضعفًا في عضلة القلب، وزوجي يعاني مشكلات صحية في عموده الفقري".

إقرأ أيضا.. مقرر أممي: تلوث مياه غزة قنبلة تأثيرها أكبر من التي تدمر المباني

مياه للصمود

من جانبها تبدأ هناء أبو الخير، يومها منذ الساعة السادسة صباحًا بالبحث عن مصدر للمياه بالقرب من مخيم النزوح الذي تقيم فيه في ساحة أحد المتنزهات بمدينة غزة، حيث تحمل جالونات المياه، ويساعدها أطفالها في حملها والعودة بها إلى الخيمة.

وتقول أبو الخير: "المياه عصب الحياة، وبدونها لا يمكن أن تستمر الحياة في أي مكان. أقاربي حتى اليوم يرفضون العودة إلى الشمال بسبب عدم توفر شبكات مياه للأعمال اليومية، وينتظرون ضخها في المخيم حتى يتمكنوا من العودة". وتكمل: "أكثر ما أخشاه هو إصابة أطفالي بالأمراض بسبب عدم توفر مياه للتنظيف، ولا مياه صالحة للشرب. لقد عانيت من هذه المشكلة طوال الأشهر الخمسة الأولى من بداية الحرب، ووجدتُ صعوبة بالغة في توفير الأدوية لعلاجهم، وهذه مصيبة أكبر".

وتناشد أبو الخير الجهات المعنية بالإسراع في توفير شبكات المياه اللازمة للأعمال اليومية من أجل تمكين الناس من الصمود، حتى لا يضطروا إلى العودة جنوبًا مجددًا.

مراحيض مؤقتة

وتتوافق حاجة ميار الفران للمياه مع سابقاتها، بالإضافة إلى الحاجة لتوفير مراحيض في المخيمات لمنع ازدحام النساء، خاصة على دورات المياه الثلاث المتاحة لجميع المخيم.

وتضيف الفران: "توفير مراحيض موصولة بشبكات صرف صحي أمر غاية في الأهمية لجميع المخيمات، حيث يضطر البعض إلى حفر حفرة امتصاصية في الأرض بشكل بدائي، كبديل مؤقت للمرحاض".

وتتابع: "ينتج عن هذا الأمر الكثير من المشكلات، أخطرها وقوع الأطفال فيها، لأنها تكون بجوار الخيمة، ناهيك عن انبعاث الروائح الكريهة منها، والتي تؤدي إلى انتشار الحشرات والفئران، مما يسبب العديد من الأمراض الجلدية، والتنفسية، والهضمية".

إقرأ أيضا.. بلدية خان يونس: الاحتلال دمر 70% من آبار المياه

loading