معالم تصعيد وشيك شمالي سوريا.. أنقرة ودمشق تهاجمان 'قسد'

معالم تصعيد وشيك شمالي سوريا.. أنقرة ودمشق تهاجمان 'قسد'
الإثنين ٢٠ يناير ٢٠٢٥ - ٠٦:٣١ بتوقيت غرينتش

صعّدت تركيا عملياتها الجوية والبرية ضد مناطق سيطرة "قسد" في شمال شرق سوريا، حيث شنّت فصائل "الجيش الوطني"، المدعوم من أنقرة، هجمات عنيفة على محورَي "سد تشرين" وجسر قرقوزاق، في محاولة للسيطرة على المنطقتَين، وعبور ضفة نهر الفرات الغربية في اتجاه الضفة الشرقية.

العالم - سوريا

وحسب موقع "الاخبار"، سُجّلت غارات جوية على مواقع متفرّقة لـ"قسد" في كل من القامشلي وجبل عبد العزيز وأبو رأسين في الحسكة، والهيشة وصرين وعين العرب وعين عيسى في أرياف حلب والرقة، بالتزامن مع دفْع "الجيش الوطني" تعزيزات إضافية إلى محاور "سد تشرين" ومسكنة ودير حافر في ريف حلب.

كذلك، أعلنت وسائل إعلام سورية مقرّبة من الإدارة الجديدة في دمشق "إرسال تعزيزات عسكرية إلى جبهات التماس مع قسد في مناطق شمال شرق سوريا، وسط حديث عن انتهاء المهلة التي مُنحت لقسد للإعلان عن حلّ نفسها وتسليم سلاحها للإدارة الجديدة"، مشيرة إلى أن "وزارة الدفاع التركية أبلغت وسائل إعلام محلية بقرب الإعلان عن عملية مشتركة بين الجيشَين السوري والتركي ضدّ وحدات حماية الشعب الكردية وقسد وحزب العمال الكردستاني في سوريا".

وفي الإطار نفسه، نقلت وكالة "رويترز" عن وزير الدفاع في الحكومة السورية المؤقتة، مرهف أبو قصرة، قوله إنه "لن يكون من الصحيح أن يبقى المسلحون الأكراد المتمركزون شمال شرق البلاد، ككتلة عسكرية داخل القوات المسلحة السورية"، مشيراً إلى أن "قيادة الجماعة المسلحة الكردية المعروفة باسم قسد تماطل في تعاملها مع المسألة".

اقرأ ايضا... قسد: لن نسلم سلاحنا.. ونريد الانخراط في جيش سوريا المستقبل

والظاهر أن أنقرة ودمشق بدأتا حملة ضغط إعلامية على كلّ من "قسد" وواشنطن، خصوصاً مع بدء الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، مهامّ عمله اليوم، وذلك في محاولة لاستحصال موافقته على شنّ عملية عسكرية في المنطقة، بعد تقديم ضمانات بعدم المساس بالقواعد الأميركية الموجودة في مناطق سيطرة الأكراد.

كما يبدو أن أنقرة أبدت حساسية عالية تجاه تصريحات المرشح لمنصب وزير الخارجية في إدارة ترامب، ماركو روبيو، والتي أعلن فيها أن بلاده ستطلب من تركيا "عدم تنفيذ أيّ أعمال عدائية ضدّ الكرد"، مؤكداً "استمرار دعم قسد في الحرب ضدّ تنظيم داعش".

ويبدو أن تصريحات الرئيس التنفيذي لـ"منظومة المجتمع الديمقراطي" والقيادي البارز في "حزب العمال الكردستاني"، جميل بايك، واتهامه حكومة "حزب العدالة والتنمية" بعدم السير في حلّ جدّي للقضية الكردية، ومحاولتها "تعميق المشكلة بدلاً من حلّها"، زادت من حدّة التوتّر بين الجانبين، وأضعفت من فرص التوصّل إلى حلّ دبلوماسي لملف "الكردستاني".

وقال بايك، في تصريحات إعلامية، إن "تركيا تقول إن على المقاتلين الكرد إمّا أن يستسلموا ويلقوا سلاحهم، أو سيُدفنون معه"، داعياً الأتراك إلى "التفكير جيداً وأن يغيّروا عقليتهم في الملف لأنهم هم مَن سيُدفنون تحت التراب".

وفُهم التصريح، على أنه تهديد مباشر موجّه إلى "العدالة والتنمية"، ما دفع الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، إلى تجديد التأكيد أن "الوحدات الكردية تحتلّ ثلث مساحة سوريا، وتنهب قسماً كبيراً من مواردها الطبيعية"، وأن "هذه الوحدات هي العائق الأكبر أمام الأمن والسلام في هذا البلد".

ولفت إلى أن "تركيا لن تشعر بالأمان التام ما دام هناك إرهابيون انفصاليون يحملون السلاح في سوريا"، مضيفاً: "بهذه الطريقة، نهدف إلى ضمان أمننا وإزالة العراقيل التي تقف أمام سلامة أراضي جارتنا ووحدتها السياسية وسلامتها الداخلية".

اقرأ ايضا... التلفزيون السوري: اشتباكات بين قوات الإدارة السورية الجديدة وقسد بدير الزور

من جهته، قال وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، إن "دمشق لمست رغبة لدى إدارة الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، في حلّ موضوع قسد".

وخلال مؤتمر صحافي في دمشق، مع نظيره النروجي إسبن بارث إيدي، أضاف الشيباني أن "الإدارة الجديدة تتطلّع بإيجابية إلى حلّ موضوع قسد بشكل سريع يضمن وحدة سوريا". وفي المقابل، اعتبر مسؤول في "الكردستاني"، في تصريحات إعلامية، أن "مستقبل سوريا سيتحدّد بعد الـ20 من الشهر الجاري، موعد تولّي ترامب السلطة"، لافتاً إلى أن "الموافقة على مغادرة شمال شرق سوريا مرتبطة بالدور الذي سيُمنح لقوات سوريا الديمقراطية في قيادة مشتركة للبلاد".

كما أشار إلى أن "حزب العمال، إذا غادر سوريا، فإنه سيواصل المراقبة عن بعد، وسيعمل ضدّ القوات التركية، أو يتّخذ إجراءات أخرى، وفق ما يقتضيه الواقع".

ورفضت مصادر مطّلعة، في تصريح إلى "الأخبار"، اعتبار "التصريحات الأخيرة للإدارة السورية الجديدة بمثابة نعي لطريق السلم في ملف قسد والتوجّه نحو الحلول العسكرية"، مؤكدةً أن "هناك توافقاً عاماً على ضرورة توسيع الحوارات إلى حين التوصّل إلى حلول ترضي الطرفين، وتجنّبهما المواجهة العسكرية".

وتوقّعت المصادر أن "توافق قسد على سحب عناصر حزب العمال الكردستاني، والاندماج في الجسم الجديد لوزارة الدفاع مع الاحتفاظ بالجزء الأكبر من قواتها ضمن مناطق سيطرتها". ورأت أن "قسد تنتظر موقف الإدارة الأميركية الجديدة لتحديد سقف مطالبها"، وأنها "تدرك أن تركيا ستمارس أقصى درجات الضغط للقضاء على قواتها في شمال شرق سوريا".