حسام أبو صفية.. رمزا للصمود الإنساني والطبي

حسام أبو صفية.. رمزا للصمود الإنساني والطبي
الثلاثاء ٣١ ديسمبر ٢٠٢٤ - ٠٥:٥٠ بتوقيت غرينتش

في قلب قطاع غزة، حيث تصبح الحياة اليومية مقاومة مستمرة، برز اسم الدكتور حسام أبو صفية كرمز للصمود الإنساني والطبي. الطبيب الفلسطيني الذي تحدّى الظروف القاسية، تجاوز الألم الشخصي والجراح، ليصبح صوتًا للأمل والمقاومة في وجه الاحتلال الصهيوني.

العالم _ فلسطين المحتلة

وُلد حسام إدريس أبو صفية، المعروف بكنيته “أبو إلياس”، في 21 نوفمبر/تشرين الثاني 1973 في مخيم جباليا بمحافظة شمال قطاع غزة. نشأ في عائلة فلسطينية هُجّرت من بلدة حمامة عام 1948، في قضاء عسقلان.

حصل الدكتور حسام على درجة الماجستير وشهادة البورد الفلسطيني في طب الأطفال وحديثي الولادة، وكرّس حياته لخدمة أطفال غزة. شغل منصب مدير مستشفى كمال عدوان في شمال القطاع، والذي تحوّل، في ظل الحصار والقصف الإسرائيلي، إلى رمز للصمود في وجه الاحتلال.

في 5 أكتوبر/تشرين الأول 2024 فرض الجيش الصهيوني حصاراً خانقاً على محافظة شمال قطاع غزة، ومنع دخول الطعام والماء، كما شن غارات جوية وقصفا متواصلا، مما أسفر عن مجازر بحق المدنيين في المنطقة.

اقرأ ايضا.. لازاريني: 258 من موظفي الأونروا قتلوا في غزة

وقد حدّ حصار الشمال من عمل المستشفيات في المناطق المحاصرة، ومنها مستشفى كمال عدوان، ورغم ذلك فإن أعضاء الكادر الطبي المكون من طبيبين -أحدهما أبو صفية- وعدد قليل من الممرضين واصلوا أداء واجبهم الإنساني، ورفضوا الانصياع لأوامر الجيش المتكررة لإخلاء مباني المستشفى ومغادرة المحافظة رغم استمرار اعتداءاته بحقهم.

اقتحمت قوات الجيش الإسرائيلي يوم 25 أكتوبر/تشرين الثاني 2024 مستشفى كمال عدوان، واعتقلت مديره حسام أبو صفية مع مئات المصابين والطواقم الطبية، وبعد إفراجها عنه تلقى خبر استشهاد ابنه إلياس في غارة صهيونية.

وفي 24 نوفمبر/تشرين الثاني من العام نفسه أصيب أبو صفية جراء استهدافه من مسيّرة إسرائيلية أثناء خروجه من غرفة العمليات، وأوضح أنه أصيب بـ6 شظايا اخترقت منطقة الفخذ سببت تمزقاً في الأوردة والشرايين.

شاهد..هل يخطّط الإحتلال الإسرائيلي للبقاء في الجنوب اللبناني؟

في 27 ديسمبر/كانون الأول 2024، اقتحمت قوات الاحتلال مستشفى كمال عدوان المحاصر. انتشرت صورة مؤثرة للدكتور حسام قبل اعتقاله، تُظهره يمشي وسط ركام المستشفى الذي أُحرق بفعل القصف الإسرائيلي، بينما تُحيط به الدبابات. اعتقلته القوات الإسرائيلية مع زملائه من الطاقم الطبي، ووجهته إلى معتقل “سدي تيمان” سيّئ السمعة.