العالم - فلسطين
فالعام الجاري الذي يوشك على الانتهاء شهد عمليات شبه يومية ضد مواقع قوات الاحتلال، خصوصا في مناطق التوغل في شمال وجنوب قطاع غزة، مثل بعضها محطات فارقة في جهود المقاومة في مقارعة الاحتلال والتصدي لتوغلاته واجتياحاته المستمرة، ويعتبر ذلك صمودا أسطوريا لا مثيل له في العصر الحديث.
المقاومة الفلسطينية استخدمت خلال معركتها المستمرة منذ عام تكتيكات عديدة في مواجهة جيش الاحتلال لمقاربة معادلة القوى التي لا تقارن بين الطرفين، ولعل ذلك يكشف سببا رئيسيا لفشل الاحتلال بتحقيق أهدافه في غزة طوال أكثر من أربعة عشر شهرا.
ورغم قساوة العام ألفين وأربعة وعشرين إلا أن التكتيكات التي استخدمتها المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة كبدت الاحتلال الإسرائيلي خسائر فادحة للاحتلال في العدد والعتاد.
وخير شاهد على شراسة المقاومة الفلسطينية سلسلة العمليات النوعية التي نفذتها مؤخرا في شمال قطاع غزة الذي يتعرض لعملية عسكرية مستمرة منذ أوائل أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وكان أخرها إطلاق عدد من الصواريخ من منطقة بيت حانون باتجاه غلاف غزة، وقد جاء ذلك بعد مرور أربعمائة وخمسين يوما على العدوان الإسرائيلي، إلى جانب أن المنطقة التي خرجت منها الصواريخ شهدت ثلاث عمليات إسرائيلية كبيرة، فضلا عن دخول جيش الاحتلال عشر مرات إلى بيت حانون.
وفي ظل زعم الاحتلال تحقيق انجازات ميدانية على الأرض في قطاع غزة إلا أن تصريحات المسؤولين الإسرائيلين تثبت أن قدرات المقاومة الفلسطينية ما زالت تربك الاحتلال، حيث حذر مسؤولون في جيش الاحتلال الإسرائيلي، رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، من استعادة حماس لقوتها السياسية، في ظل غياب السياسة الواضحة تجاه قطاع غزة.