العالم - سوريا
الجنوب السوري يعيش وضعا ضبابياً في ظل التطورات الجديدة التي تشهدها البلاد بعد سيطرة المعارضة المسلحة على الحكم، حيث يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي توغله في المنطقة العازلة جنوب سورية، مع الدفع بتعزيزات جديدة، وإقامة مراكز عسكرية في عدد من المناطق، فضلاً عن إطلاق عمليات تهجير ممنهجة بعد إبلاغ سكان عدد من القرى بمغادرة قراهم.
وفي هذا السياق، كشفت مصادر محلية سورية أن القوات البرية الإسرائيلية تقدمت في عمق الأراضي السورية، وتمركزت في مدينة البعث وعدد من القرى في القنيطرة. كما قامت بالدفع بمزيد من التعزيزات وإقامة حواجز ودوريات في إطار عمليات تضييق مستمر على السكان، بحجة التأكد من خلو المنطقة من أية تهديدات.
وأمام حالة التضييق الإسرائيلي، وفرض حظر للتجوال، وعمليات التفتيش المستمرة في بعض المنازل، وتدمير عدد من المنازل، بدأ سكان عدد من القرى إطلاق مناشدات لوقف عمليات التهجير التي يحاول الاحتلال الإسرائيلي تنفيذها، بعد أن وجّه إنذاراً إلى السكان بمغادرة قراهم خلال بضع ساعات.
التوغل الإسرائيلي في الأراضي السورية، والسيطرة على مناطق إستراتيجية بينها قمة جبل الشيخ، تزامن مع عدوان جوي هو الأعنف على البلاد، طاول المطارات العسكرية، وألوية وبطاريات الدفاع الجوي، ومخازن للأسلحة، والأسطول البحري، ومراكز البحوث العلمية، إلى جانب عمليات برية خاطفة استهدفت تدمير مخازن للصواريخ في بعض المناطق بريف دمشق.
وفي مقابل العدوان الإسرائيلي غير المسبوق على سورية، عبر احتلال الأراضي، والقضاء على ما تبقى من القدرات العسكرية، خرجت بعض التصريحات العربية والإقليمية والدولية الخجولة، التي تدين هذا السلوك لكن الاغرب من ذلك هو الصمت الذي تتحلّى به السلطات الجديدة في دمشق، حيث اعتبر قائد هيئة تحرير الشام في سوريا أبو محمد الجولاني أن الناس منهكة، وأن البلاد ليست مستعدة لحرب أخرى.