العالم - من طهران
وقال الادميرال ايراني في برنامج من طهران من على شاشة قناة العالم: ان البحر لا يخلو من التهديدات، ومنطقة شمال المحيط الهندي وبسبب وجود 3 مضائق استراتيجية فيها؛ هي باب المندب وهرمز وملقه، تمثل ممرا استراتيجيا عالميا وكانت دائما موضع اطماع الدول الاستعمارية والمستكبرة والتي لا تريد لشعوب المنطقة التطور والتنمية، وتحاول اختلاق أزمات تستهدف امن المنطقة.
واضاف ايراني: وهناك سببان رئيسان لاستهداف امن المنطقة، الاول هو تبرير حضورهم في المنطقة وانه يجب ان يكونوا حاضرين لكي يستتب الأمن، لكن على مدى التاريخ كان الامر على عكس ذلك، فكلما زادوا من مستوى حضورهم انخفض مستوى الامن، حتى القرصنة البحرية ارتفع خطرها فجأة، وفي الفترات التي لم يكونوا حاضرين في المنطقة وتولت دول وشعوب المنطقة الامن والاستقرار فيها، وسيطرت القوات البحرية المحلية على الامور فيها، واجهنا أقل مستوى من الأخطار والاضرار، وتمكنا من حفظ الامن والاستقرار في المنطقة بنسبة 100%.
وتابع: فمثلا تمثل عصابات القرصنة البحرية او عصابات التهريب المسلحة جانبا من التهديدات.. والسؤال هو: هل هذه المجموعات تقوم بصناعة اسلحتها بنفسها؟ بالطبع لا. فغالبية سلاح هذه المجموعات من المصانع الغربية.. وهل يمكن الحصول على السلاح بسهولة؟ بالطبع لا.. بل يجب ان يكون هناك دعم لها، فهؤلاء يحتاجون الى دعم وتدريب، خاصة أنهم في وسط البحار ويحتاجون الى تدريب خاص ولا يستطيع اي شخص عادي ان يستهدف أمن البحار ويجب ان يعرف على الاقل الاسس الاولية عن البحار.
واردف الادميرال ايراني: نحن فيما يتعلق باستراتيجيتنا والتي نمضي عليها منذ اكثر من عقدين، سعينا الى ايجاد حالة تضامن ومشاركة وتقويتها لضمان امن خطوط نقلنا البحرية بالاضافة الى خطوط النقل البحري للدول الاخرى في المنطقة، وحتى اليوم لم نشهد اي مستوى ولو قليل من التهديد البحري.
واكد ان البحرية الايرانية لم تسجل حتى اليوم تلقيها نداء استغاثة ولم تتمكن من الاستجابة له وتقديم المساعدة، الا اذا كان النداء من موقع خارج نطاق المنطقة المحددة لنشاطها وتغطيتها من قبل منظمة الملاحة البحرية الدولية، واذا كانت هناك مناطق لا تخضع لتغطية ودعم اي قوة عسكرية فعلى السفن ان تمر بالممرات والطرق المحددة التي تحظى بالدعم الامني واللوجستي.
خطط توسيع تعاون البحرية الايرانية مع الدول الصديقة والمجاورة
وفي هذا المجال قال الادميرال ايراني: من البداية حددنا اولوياتنا على هذا الاساس: الدول الجارة والصديقة الاسلامية والعضو في منظمة التعاون الاسلامي وفي التكتلات الاقتصادية والمتشاركة المصالح، ومن ميزات البحار ايجاد المصالح المشتركة، فربما اليوم هناك بلد في المنطقة ليس من جيراننا ولا نرتبط معه بحدود برية، ولكن نعتبر جيرانا عبر المياه المشتركة وهذا بحد ذاته يمثل فرصة ذهبية.
واضاف ايراني: هناك بعض الدول المجاورة التي تربطنا علاقة جيرة بها عبر مياه الخليج الفارسي، كما ان لنا علاقة جيرة معها عبر البحر الاحمر، وخصوصيات البحار تفرض ذلك من مشاركة وتضامن، خاصة اننا مقيدون في البحار بالمياه الاقليمية، وهذا التضامن والمشاركة تخضع لبروتوكولات واتفاقات على المستوى الدولي، هذه يمكن ان نضعها في اطارين، الاول هو الاتفاق الثنائي وهو مع الدول التي ترغب في مشاركة الخبرات والاستفادة منها وان نخصص لذلك وقتا اطول، والاطار الثاني هو الاطار المتعدد الاطراف او الاقليمي، وبحمد الله تم تحديد الاهداف لكل منهما، وحتى اليوم كانت الفرص جيدة.
الطائرات المسيرة والبحرية الايرانية
وقال: هناك امكانية اصبحت متوفرة اليوم في بلادنا وفي ظل توجه الشباب نحو التخصصات التكنولوجية في الجامعات ووجود العلماء في البلاد والاتجاه نحو الاليات المسيرة، وهذا يستلزم المتطلبات الخاصة به، ونظرتنا الى هذا الامر ذات بعدين؛ الاول هو البعد الدفاعي والردعي والبعد الاخر هو تقديم الخدمات العامة، ونحن توجهنا الى الاليات المسيرة من هاتين الزاويتين في القوة البحرية، والحمد لله تمكنا في مجال الطائرات المسيرة والعوامات والغواصات من توفير الامكانيات الجيدة للبلاد، وبمديات بعيدة جدا والاولوية هي للمساعدة في تقوية الامن البحري في المنطقة والملاحة البحرية وخاصة في مجال المراقبة، فمسيراتنا اليوم صحيح انها عسكرية لكن مهماتها هي مهمات اشراف ومراقبة على اساس القوانين الدولية ومنع استهداف امن البلاد.
تطوير البحرية في ظل الحظر والقيود
وأوضح الادميرال ايراني أن الحظر على ايران ليس جديدا عليها، فهو مفروض عليها منذ اكثر من 4 عقود، أي بعد انتصار الثورة الاسلامية، لكن الدول التي فرضت الحظر عليها تعرف اليوم جيدا عدم جدوى ذلك، وتساءل: الى متى يريد هؤلاء ان يستمروا في سياساتهم هذه، ومتى سيكفون عن ذلك؟ لاننا اليوم مستفيدون من الحظر وانا اتحدث فيما يتعلق بالمجال البحري لاننا مضطرون لان نوفر الامكانيات لانفسنا بنفس المستوى العالمي، وهذا يستدعي ان نملك الامكانيات المناسبة، وهذا ليس مزحا ولا من نافلة القول حيث يجب علينا ان نحافظ على مستوانا بحسب المعايير الدولية، واذا لم نفعل ذلك فإننا لا نستطيع التعاون على المستوى الدولي.
واضاف: الامر ليس مزحا، واذا ما ارادت دولة ما ان تقيم تعاونا مشتركا معنا في المجال البحري او اقامة مناورات مشتركة لن تقوم بذلك اذا لم تجد عند الطرف الاخر امكانيات بمستوى ما لديها لان ذلك سيسبب مخاطر لها، ونحن اليوم امكانياتنا في اعلى المستويات واليوم نحن تجاوزنا في هذا المجال تحديات الحظر مهما بلغت، فاليوم نتمتع باعلى مستوى التكنولوجيا وهو ما يتعلق بالغواصات التي تصنع اليوم في بلادنا ولا سقف في انتاج اكثر منظوماتها تعقيدا وهي منظوماتها التسليحية، وقريبا سنشهد ازاحة الستار عن انجازات في هذا المجال.
واكد الادميرال ايراني: اذا لا مكان للحظر في هذا المجال، ربما يكون الحظر مؤثرا على الجوانب الاقتصادية في البلاد والهدف الرئيسي من الحظر هو الاضرار بالناس ولا يستطيع ان يضر بشكل ملحوظ بالقدرات العسكرية والدفاعية للبلاد، ونحن نحافظ ونصون قدرات البلاد على هذا المستوى، وسرعتنا في مجال تحديث القدرات تزداد ولا يكلفنا ذلك كثيرا لانه يتم بإمكانيات محلية.
وقال: فعلى سبيل المثال جهاز المحاكاة البحري يحتاج الى صيانة وتحديث، وهو امر مكلف بالنسبة لاجهزة المحاكاة الاجنبية بما يعادل ربما كلفة جهاز محاكاة جديد والحال ان اجهزة المحاكاة لا تخضع للحظر لكن ليس من الاقتصادي بالنسبة لنا ان نشتري حاجتنا منها من الخارج، بل اليوم هناك امكانية لتصنيع اجهزة المحاكاة في داخل البلاد، ومنها الاكثر تعقيدا والذي يستخدم تحت الماء وكذلك في مجال الصناعات الجوية والمروحيات والمسيرات والعوامات والغواصات، وبامكاننا ان نستخدمها لاغراض متعددة وهذا يدل على ان الحظر فاشل وعليهم ان يغيروا سياساتهم وان يتعاملوا في اطار الاحترام المتبادل ويترك نظره الاستعلاء مع شعوب المنطقة التي لا ذنب لها سوى انها شعوب مؤمنة ومسلمة.
دور البحرية في المهام الانسانية
وقال قائد القزة البحرية الايرانية: ان مهامنا تنقسم الى عدة اجزاء؛ الجزء الاول هو القطع البحرية التي تتعرض لاي مشكلة من الناحية الفنية او تواجه مشاكل في مجال الدعم اللوجستي مثل حدوث خرق في مخزن الماء وبالتالي مواجهة مشكلة توفير المياه الصحية، والحاجة الى اغاثة وامداد، او ربما يحدث حريق في القطعة البحرية وسط مياه البحار، ونحن بمجرد استلام نداء الاستغاثة سواء من نفس القطعة البحرية او من المنظومات التي تشغلها الدول الاخرى في موانئها ومنظوماتها البحرية فتسرع طواقمنا الاغاثية الجوية والبحرية الى اغاثة القطعة البحرية التي تواجه مشكلة.
واضاف: جزء اخر من مهامنا الامدادية هي حول المشاكل التي يمكن ان تحصل في السواحل ونداءات الاستغاثة، والحمد لله ان امكانياتنا في هذا المجال اليوم متعددة الاغراض واساطيرنا كسبت خبرات جيدة من جولتها حول الارض التي تعرف بالرقم 360 ويقصد بها جولة كاملة حول محيط الكرة الارضية وغالبية المهام فيها هي امدادية وسرعة التدخل وكذلك استمرارية العمل الامدادي التي تعتبر امرا مهما وحيويا في هذا المجال.
وتابع: والجزء الثالث من مهامنا انقاذ البشر لان القطعة البحرية يمكن ان تكون منتهية ويجب التحرك بسرعة لنتمكن من انقاذ الركاب، والحمد لله اننا على كافة المستويات الثلاثة لدينا جهوزية كاملة والتدريبات تجري بصورة منتظمة حتى في البحار وهي من ضمن التدريبات التي نقوم بها في المناورات المشتركة، كما ان هناك جانبا من مهامنا يتعلق بقضايا البيئة، حيث يجب ان يكون عملنا بشكل لا يلحق اضرارا جادة بالبيئة وهذا الجزء نستعين فيه بمنظمة الموانئ.
الرؤية المستقبلية للبحرية خلال 10 سنوات القادمة
وقال الادميرال ايراني: بشكل عام الاقتصاد البحري على مستوى العالم يشهد تطورا ونموا كبيرا واينما يكون نمو اقتصادي فان جانبي الامن والسلامة يكتسبان أهمية مضاعفة، وهذا الامر يكون ملموسا بشكل اكبر في مجال البحار، فاليوم اكثر من 70% من الحركة الاقتصادية في العالم تتم عبر البحار، سواء على مستوى المواد الخام او الوقود الاحفوري وحتى الطاقة المتجددة، وهذه النسبة تزداد وستصل الى 90% بالتأكيد.
وتابع: لقد بلغت الكثير من الدول التي اتجهت الى الاقتصاد البحري نسبة 90%، وبالتأكيد يجب ان نتهيأ لتلك الظروف ونطور اساطيلنا وامكانياتنا من حيث العدة والعدد، كما يجب ان نوسع من دائرة حضورنا، فالاقتصاد في كل الدول يتطور وبالتالي الكل يحتاج الى الامن والسلامة حتى تتم التجارة في ظل امن وسلامة تامين، ولا تتعرض لأي خطر والاهم من ذلك ان البحر بيئة قاسية ويجب تجنب التعرض لأي ضرر جراء عنف البحار ودور القوات البحرية في هذا المجال حيوي ومهم ويجب ان نحافظ على مستوانا في هذا المجال
دور البحرية الايرانية في تعزيز الدبلوماسية البحرية مع دول الجوار
واوضح الادميرال ايراني ان غالبية مهام البحرية الايرانية هي على المستوى الدولي، اي خارج الحدود، وهكذا هي كل القوات البحرية في العالم، وهذا يتطلب التمتع بأداء دبلوماسي خارج الحدود، فالكل بحاجة اليك في مجال الامن، والكل يريد منك المساعدة والاستشارة وجزء كبير من القطع البحرية الحاضرة في المياه تعود لدول المنطقة، وهذه الحاجة متبادلة فلربما احتاجت قطعنا البحرية الى مساعدة وكانت القطع البحرية للدول الاخرى حاضرة في الموقع.
وقال: لذلك فاننا جعلنا الدبلوماسية البحرية من ضمن اولوياتنا، ونحاول ان نستفيد من كل الفرص في هذا المجال، وقد حققنا انجازات اساسية في هذا المجال، واولى خطواتنا هو اعداد كتاب بعنوان لغة مشتركة للاستفادة منه في التواصل مع القطع البحرية للدول المختلفة، والكتاب يضم كافة الامور المتداولة والاحداث التي يكثر وقوعها في البحار وبالتالي يصبح التواصل حولها امرا سهلا ومتاحا.
واضاف ايراني: والخطوة الاخرى الى جانب هذا هي اقامة التدريبات المشتركة وتسيير الدوريات المشتركة وهذا الكتاب يحل كل هذه القضايا ويتيح ان يكون شخصان من قوتين بحريتين لدولتين الى جانب بعضهما في مهمة واحدة وهذا امر ليس سهلا ويتطلب ان يكون الطرفان بمستوى قريب من المعرفة والخبرة والكفاءة حتى يتمكنا من تغطية بعضهما البعض وانجاز مهمة مشتركة، والحمد لله خلال السنوات الاخيرة تم انجاز هذا الامر بشكل جيد.
وتابع: والى جانب ذلك يتم تبادل الخبرات، ونحن بسبب المهام التي انجزتها خلال السنوات الاخيره يتمتع اليوم زملائنا بمهارات وتجارب قيمة وتبادل الخبرات في هذا المجال امر مهم يتم خلال اللقاءات والندوات المشتركة، حيث قمنا بتوفير الارضية اللازمة لذلك.
انجازات البحرية الايرانية في التدريبات المشتركة
وقال: لقد قمنا بالتواصل الاقليمي والدولي على مستويات عدة، ومنها في اطار ندوة قادة بحريات دول المحيط الهندي، والحمد لله تم عقدها هذه السنة لأول مرة وكانت اصداؤها جيدة جدا، النقطة المهمه فيها هي ان غالبية الدول المجاورة والصديقة والشقيقة المسلمة كانت حاضرة فيها، والى جانب ذلك هناك مناورة سنوية ثلاثية الاطراف، وأقمناها منذ العام الماضي وقد زادت الاطراف المشاركة فيها ولم تعد ثلاثية، والدول التي شاركت كمراقب في العام الماضي انضمت هذا العام الى المناورة والتي تشارك هذا العام كمراقب ستشارك في السنة المقبلة في المناورة.
خطط البحرية لتعزيز الحضور في منظمة آي ام أو
واوضح الادميرال ايراني ان ايران دولة عضو في منظمةآي أم أو، وبالطبع بمحورية منظمة الموانئ الوطنية، والجمهورية الاسلامية بعنوان البحرية الايرانية تشارك في الجانب الامني، وكان التوجيه في هذا الجانب من قبل القائد العام للقوات المسلحة بشكل يوفر الالتزام الكامل بالقوانين الدولية، ودائما ما شكروا الجمهورية الاسلامية وقوتها البحرية بسبب تمتعها بنظرة مهنية شاملة في هذا المجال.
دور البحرية الايرانية في ضمان أمن الممرات المائية الدولية
وقال: اليوم علاقتنا مع دول المنطقة تتمتع بمستوى عال جدا، وهذا يعني اننا مستمرون بتبادل الزيارات واللقاءات بين الوفود من الجانبين ونخطط لاقامة مناورات وتدريبات مشتركة ومتعددة الاطراف على المدى القصير والطويل، بالاضافة الى تسيير الدوريات البحرية المشتركة، وكل هذا في اطار توفير الامن في المنطقة ومواجهة اي اخطار امنية يمكن ان تشكل تهديدا او تحديا فيها، ومن مجالاتها مكافحة الارهاب البحري ومكافحة التهريب بابعاده المختلفة من اجل ضمان امن وسلامة الشعوب وعدم مواجهة التجارة البحرية اية اخطار او اضرار محتملة وحتى مواجهة الطبيعة العنيفة للبحار.