العالم - خاص العالم
في قطاع غزة الذي دمرته الحرب المستمرة منذ أكثر من عام وأعادته سبعين عاماً إلى الوراء، يقوم فلسطينيون بترميم منازلهم بما تيسر من مواد تحسباً من برد الشتاء.
ووسط الأنقاض يخلط عبد الرحمن أبو عنزة بيديه الطين بالماء تمهيدا لبناء جدار جديد بالحجارة المتبقية من منزله الذي سوي بالأرض.
وانتشرت حول أبو عنزة مبان يجري تشييدها على نفس المنوال بعد تضررها جراء عدوان جيش الاحتلال الاسرائيلي على قطاع غزة منذ أكثر من عام.
ومثله تماماً، يستخدم العديد من سكان مدينة خان يونس الواقعة جنوب قطاع غزة، الوسائل الضئيلة المتاحة لترميم منازلهم مع بدء انخفاض درجات الحرارة، فيما تذكر كثيرون كيف غمرت في الشتاء الماضي مياه الأمطار خيام آلاف النازحين بسبب القتال، ما جعلهم يرتجفون في ليالي القطاع الساحلي عالية الرطوبة.
وقبل بعض سكان قطاع غزة منذ زمن بفكرة العيش في منازل مؤقتة بسبب نقص مواد البناء.
وفي غزة، لا تنخفض درجات الحرارة في فصل الشتاء عن ست درجات مئوية، لكن معدلات الرطوبة تشكل التحدي الرئيسي وتتسرب عبر الملابس التي لا تجف في مثل هذه الظروف المعيشية الهشة.
وقبل الحرب، كانت مواد البناء بالكاد تصل إلى قطاع غزة بعدما فرضت السلطات الإسرائيلية قيوداً صارمة على استيراد الأسمنت خشية من أن تستخدمه فصائل المقاومة لبناء الأنفاق. وحالياً أصبحت هذه المواد محظورة كلياً، ودعت العديد من منظمات الإغاثة الدولية منذ الصيف إلى إدراجها مجدداً على قائمة المواد المصرح بها تحسباً للبرد.