على طريقة داعش.. 'إسرائيل' تفجر في البيوت والأحياء والأسواق والعيادات اللبنانية

على طريقة داعش.. 'إسرائيل' تفجر في البيوت والأحياء والأسواق والعيادات اللبنانية
الأربعاء ١٨ سبتمبر ٢٠٢٤ - ٠٩:٢٣ بتوقيت غرينتش

هل شاركت أجهزة الاستخبارات الأمريكية في مجزرة “اتصالات البيجر” وماذا ستُغيّر هذه العملية في مُعادلة الحرب بين إسرائيل وحزب الله؟.. تل أبيب تنقل من الليلة الثقل العسكري إلى الجبهة مع لبنان...

العالم - مقالات

شبّهت أوساط لبنانية وعربية العملية الإسرائيلية بتفجير آلاف من أجهزة اتصالات في لبنان، بعمليات تنظيم داعش الإرهابي، على اعتبار أن ما قامت به "إسرائيل" هو تفجير لأجهزة موجودة في البيوت والأحياء والمستشفيات والعيادات والأسواق، العملية لم تسفر فقط عن جرح أعداد كبيرة من عناصر وموظفين يعملون في مؤسسات مدنية تابعة للمقاومة لكنه أيضا أصابت وقتلت الأطفال وافراد من عائلات، وقد أعلن وزير الصحة اللبناني استشهاد 9 أشخاص بينهم طفلة، وإصابة نحو 2750 ومن بين الشهداء نجل القيادي والنائب في حزب الله علي عمار. ووجه وزير الصحة نداء إلى كافة المستشفيات باستقبال جميع المصابين، في حين قال الدفاع المدني اللبناني إن المستشفيات في الجنوب تجاوزت قدرتها الاستيعابية، ونعمل على نقل الجرحى خارج المحافظة.


آلاف اللبنانيين أصيبوا وليس فقط عناصر من حزب الله، حسب ما أعلنت المقاومة والأجهزة الرسمية اللبنانية، وهذا تجاوز لكل الخطوط الحمراء، وهذا استهداف جماعي للمدنيين ومجزرة تماثل ما قامت به "إسرائيل" من مجازر ضد المدنيين في قطاع غزة، ولكن على طريقة التنظيمات الإرهابية المتطرفة التي تفجر غدرا بشكل عشوائي.


اعتبار حزب الله أن "إسرائيل" مسؤولة عن استهداف المدنيين وليس فقط عناصر المقاومة، يعني أن حزب الله يعتبر أن "إسرائيل" تجاوزت خطا أحمر كبيرا، وأن الحزب سيرد باستهداف مماثل وأن المدنيين في "إسرائيل" لن يعودوا في منأى عن استهداف المقاومة، لكن لا يبدو ان "إسرائيل" سوف تنتظر ردا من حزب الله إنما ستواصل التصعيد والذهاب نحو المواجهة المفتوحة مع لبنان.


معادلة الحرب بعد هذا الهجوم اختلفت، ومع التهديدات الإسرائيلية في تغيير الوضع في الشمال بالقوة العسكرية، والاجتماعات الأمنية والعسكرية التي انقعدت في "إسرائيل"، والتي كلها تؤشر الى أن "إسرائيل" ذاهبة الى تصعيد في الشمال، وأنهم يفكرون في اجتياح بري لاحتلال عدة كيلومترات في عمق شريط حدودي فإن المقاومة بدأت الاستعداد لهذه المواجهة، وأن أيام قتالية قاسية على الحدود باتت شبه مؤكدة، وأن احتمالات تدحرجها واردة.


وقد ذكرت القناة 14 الإسرائيلية أن ابتداء من هذه الليلة سينتقل الثقل الأمني والعسكري من قطاع غزة إلى الجبهة الشمالية، كما ذكر موقع والاه أن جنود احتياط تلقوا أمرا للتجنيد الفوري، مؤكدا حالة تأهب في غرف الاستنفار ووحدات الجيش.


ونقلت صحيفة يسرائيل هيوم عن مصدر أمني إسرائيلي قوله إنه ربما يجلس جميع المواطنين الإسرائيليين قريبا في الملاجئ، وإن الحرب قد تنتهي بخسارة إسرائيلية إذا اندلعت في الشتاء لذلك يتجه الجيش الإسرائيلي لبدئها الآن، وأضاف أن نتنياهو أدرك أنه من المستحيل الانتظار أكثر ضد حزب الله لذلك هدّد بإقالة غالانت المعارض للحرب وغالانت اصطف الآن مع نتنياهو ويستعد للتحرك ضد حزب الله.


أصابع الاتهام بدأت في بيروت تتوجه نحو الولايات المتحدة، وهناك اعتقاد سائد أن الأجهزة الاستخبارية الأمريكية قد تكون متورطة في العملية ضد اللبنانيين في تفجير أجهزة الاتصالات، حتى الآن لم تنته التحقيقات حول تفاصيل ما جرى.


التسريبات تقول إن أجهزة الاتصال التي انفجرت كانت ضمن شحنة جديدة ومزودة ببطاريات ليثيوم ويبدو أنها انفجرت نتيجة تسخين زائد. وإن شريحة ما تم زرعها في كافة أجهزة البيجر قبل استيرادها واستخدامها من قبل عناصر حزب الله.


وفُعّلت هذه الشريحة من خلال موجات الراديو المرسلة عبر طائرات مسيّرة تم إطلاقها في مختلف أرجاء لبنان من قبل الاحتلال الإسرائيلي، بحيث تعمل تلك الموجهات على تفجير الشريحة أو رفع سخونة بطارية الجهاز، مما يؤدي إلى انفجارها. ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن مركز أبحاث للأمن قوله إن ما حدث في لبنان ناجم عن أوسع عملية استبدال لأجهزة اتصال مستوردة بشحنة تحوي متفجرات.


وتبقى نظرية المساعدة التقنية الأمريكية العسكرية حاضرة، وأن هذه النظرية إذا ما صحّت وأثبتت فإنها تضع الولايات المتحدة شريكا في هذا العمل الإرهابي الذي استهدف الآلاف من اللبنانيين على رقعة جغرافية واسعة داخل لبنان ووصلت إلى داخل الأراضي السورية.

*المصدر: رأي اليوم