'معضلة صورة النصر'.. صفعة السنوار على وجه الاحتلال الإسرائيلي

'معضلة صورة النصر'.. صفعة السنوار على وجه الاحتلال الإسرائيلي
الثلاثاء ٠٣ سبتمبر ٢٠٢٤ - ٠١:٠٢ بتوقيت غرينتش

بعد مضي 8 أشهر من حرب الإبادة الصهيونية المتواصلة على قطاع غزة ونبش الإحتلال الإسرائيلي كل بيت ونفق ومكان كانت تتوقع أن تجد فيه السنوار، من أجل تحقيق صورة النصر في الحرب، ولكنه فشل في ملاحقته لــ"السنوار" ولم يعثر عليه لا فوق الأرض ولا تحتها في كل مناطق غزة...

العالم - الإحتلال

ويؤكد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، باستمرار رفضه إنهاء حرب غزة بطريقة تمنح السنوار و«حماس» صورة الانتصار، وذلك في إطار رده على انتقادات تصدر من مستويات سياسية وعسكرية في تل أبيب، لعدم وجود خطة استراتيجية لليوم التالي للحرب، وكذلك عدم التوصل إلى صفقة مع "حماس" تعيد الأسرى الإسرائيليين.

إذ يعتقد المسؤولون الأميركيون أن "قتل" السنوار او القبض عليه سيكون له تأثير دراماتيكي على الحرب ومن شأنه أن يمنح فرصة لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، لادعاء تحقيق انتصار عسكري كبير وربما يجعله “أكثر استعداداً لإنهاء العمليات العسكرية في قطاع غزة".

وأما السنوار مدرك بأن كيان الإحتلال الإسرائيلي يريد إغتياله أو أسره من أجل الزعم أنها انتصرت في الحرب و بحكم السنوات الكبيرة التي قضاها في السجون الإسرائيلية، فهو يفهم جيدا تفكير الإسرائيليين وقياداتهم، ولذلك أنه يدير الكثير من نواحي المعركة سياسيا واستيراتيجيا وبخاصة خلال المفاوضات وما يتخللها من شروط ينبغي التيقظ لها، وهو شخصية بارزة يُطلق عليه صفة "المفاوض العنيد" الذي يريد تحقيق شروط عليها إجماع فلسطيني، خصوصا فيما يتعلق بوقف الحرب بشكل كامل وانسحاب قوات الاحتلال من كل مناطق قطاع غزة".

ففي السياق جاءت صحيفة "الشرق الأوسط" بمقال كتبته تحت عنوان "رادار أميركي متطور ووحدة اسرائيلية لملاحقة السنوار" تناولت فيه "نجاح السنوار من تفادي الأسر او القتل، أمر يحرم "اسرائيل" من القدرة على تقديم ادعاء أساسي بأنها انتصرت في الحرب وقضت على حماس".

وتطرقت صحيفة "نيويورك تايمز" الى التهديدات الإسرائيلية بحق السنوار وكشفت عن تعاون اسرائيلي –اميركي لملاحقته وتقديم واشنطن للإحتلال رادارا يخترق موجات الأرض للمساعدة في العثور اليه ولكن "نجاح السنوار في التخفي حرم تل ابيب من ادعاء النصر".

من جانب آخر، نقلت شبكة "العربية" السعودية عما كشفته نيويورك تايمز فيما ذٌكر و بثت تقريرا تحت عنوان "مكالمات للسنوار رصدها السي آي إيه والموساد، في مضمونه حديث عن الفشل الأميركي في تعقب مكالمات السنوار، وكشف عن بعض هذه المكالمات التي ظهرت فرحة السنوار بالخلافات الإسرائيلية من الداخل ومدى متابعته للإعلام الإسرائيلي واستقاءه منه تحركات جيش الإحتلال.

كما نشرت صحيفة "الأخبار" اللبنانية، في يوم السبت الماضي، مقالة تحت عنوان "السنوار يتحدى تكنولوجيا أميركا و"اسرائيل"تسخير الجهود لإرتكاب جريمة اغتيال إضافية".

وتنقلت المقالة عن مصدر استخباراتي اسرائيلي بأن السنوار "على علم بأن التكنولوجيا الإسرائيلية يمكنها اكتشاف الحركة في الأنفاق" وناولت التصريحات العلنية لمسؤولين اسرائيليين وأميركيين حول اغتيال السنوار. إذ تعدد للمحطات الزمنية التي دعا من خلالها الإحتلال بضروة تنفيذ هذا الإغتيال والعمليات العدوانية التي رافقتها وصولا الى "رفح" المكان التي سفكت فيه المزيد من الدماء. وصولا الى انشاء الإحتلال لوحدة خاصة داخل مقر "جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي"، وتكليف وكالات التجسس الأميركية بالتحري عن شبكة اتصالات السنوار.

وقال المصدر:"بأن السنوار يحتاج إلى التحرك لتجنب بأن يصبح هذا الخطأ قاتلا بالنسبة إليه".

وقابل هذه التوقعات الصحفية طرح السؤال حول تأثير عملية الإغتيال على إطلاق سراح الرهائن ، إذ إن إغتيال "السنوار" قد يؤدي إلى جعل خلفائه أقل رغبة في إبرام اتفاق مع "إسرائيل".!!!

وتبقى قضية "السنوار" قائد المقاومة، عقدة عند قيادة الإحتلال الصهاينة.. وتبقى تحاليل صحفية، كلها ليست الا توهمات ولا توقعات.