إندبندنت: مجزرة حي الدرج ستجعل من التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار بعيداً

إندبندنت: مجزرة حي الدرج ستجعل من التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار بعيداً
الأحد ١١ أغسطس ٢٠٢٤ - ٠١:٤٢ بتوقيت غرينتش

نشرت صحيفة “إندبندنت” تقريراً لبيل ترو قالت فيه إن قصف كيان الاحتلال الإسرائيلي مدرسة التابعين ومسجداً في حي الدرج بمدينة غزة هو مثال جديد عن التصعيد الذي يجعل من إمكانية التوصّل لاتفاق وقف إطلاق النار بعيدا.

العالم - الاحتلال

وقالت إنه، وبعد أقل من 24 ساعة من إعلان الولايات المتحدة أنها ستفرج عن 3.5 مليون دولار كمساعدات عسكرية لتل ابيب، خرجت مشاهد الدمار في غزة بسبب غارة إسرائيلية على مدرسة التابعين ومسجد بمدينة غزة. وتم تبادل لقطات فيديو على منصات التواصل الاجتماعي تظهر أشلاء الضحايا وبرك الدم والأرض المحروقة. وقال الدفاع المدني في غزة إن أكثر من 90 شخصاً قتلوا، من بينهم 11 طفلاً و 6 نساء. وقالت حكومة “حماس”، التي تدير القطاع المحاصر، إن الحصيلة قريبة من 100 شخص.

نقل موقع أكسيوس عن مسؤولين إسرائيليين أن يوم الخميس سيكون لحظة “الآن أو أبداً” للتوصل إلى صفقة

ونقلت الصحيفة عن جراح بارز في المستشفى الأهلي الذي يعالج الجرحى أنه استقبل 70 جثة معلمة، و 10 جثث مكونة من أشلاء لم يتم التعرف على هوية أصحابها. وقال: “كانوا أشلاء، رؤوساً، والأطراف العليا، ولم نكن قادرين على التعرف بالمطلق عليهم”.

ورفض الجيش الإسرائيلي التعليق على الحادث مباشرة، وحوّل الصحيفة إلى بيان نشره المتحدث باسم الجيش نداف شوشاني على منصة إكس. وزعم البيان وجود 20 مقاتلاً من المقاومة بمن فيهم قادة بارزون. وقال إن “المجمع ضرب والمسجد داخله لأنه استخدم من حماس والجهاد الإسلامي كمنشأة عسكرية”، وشكّك بالرقم الذي أعلنت عنه السلطات في غزة. ونقلت الكاتبة عن أشخاص في المكان قولهم إنه كان مزدحماً بـ 300 نازح، وإن من بين القتلى نساء وأطفالاً. وهناك عدة أمثلة قام بها الجيش الإسرائيلي بضرب مدارس استخدمها النازحون كملاجئ في غزة.

وأخبر المفاوضون المشاركون في التفاوض على هدنة، عدة مرات، أنه كلما حدثت غارة كبيرة ضد المدنيين، فإنها تزيد من الضغوط على مفاوضات وقف إطلاق النار المتوقع استئنافها بعد أيام.

وأنكر الكيان الإسرائيلي استهدافه مركزاً مدنياً أو ارتكاب جرائم حرب، إلا أن مفوض السياسات الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل كتب على منصة إكس أن “التابعين” هي واحدة من 10 مدارس استهدفها الكيان الإسرائيلي، خلال الأسابيع القليلة الماضية، مضيفاً “لا يوجد أي مبرر لهذه المذابح”، و”نشعر بالغضب من الحصيلة الكلية للقتلى، وقتل أكثر من 40,000 فلسطيني منذ بداية الحرب”.

وفي الحقيقة؛ استهدف الاحتلال الإسرائيلي، في الأيام السبعة الأخيرة، سبع مدارس لجأ إليها المدنيون، أي بمعدل مدرسة في اليوم، حسب منظمة “فعل من أجل الإنسانية”.

وقالت المنظمة، ومقرها مانشستر في بريطانيا: “كانت كل مدرسة من هذه المدارس مزدحمة بالمدنيين، وهم ما يثير قلقنا عن السياسة المحتملة باستهداف المدارس التي تحولت إلى ملاجئ”.

ودعت بريطانيا تحديداً لتعليق الأسلحة للاحتلال. في وقت أعلنت فيه وزارة الخارجية الأمريكية عن تقديم واشنطن 3.5 مليار دولار إلى تل ابيب لكي تنفقها على شراء المعدات والأسلحة الأمريكية.

وفي الوقت نفسه تُواصل بريطانيا والولايات المتحدة بالدفع من أجل صفقة لوقف إطلاق النار وعودة الأسرى الإسرائيليين لدى “حماس”.

وفي الوقت الحالي ليس لدى سكان غزة الذين كان عددهم قبل الحرب 2.3 مليون نسمة أي مكان للهرب إليه، وسط متاهة أوامر الجلاء التي يصدرها الجيش الإسرائيلي، وكان آخرها من خان يونس، هذا الأسبوع. وهم يعانون من القصف الجوي والبحري والمدفعي والمسيّرات وتوغل دبابات الجنود والحصار الذي أدّى، حسب الأمم المتحدة، إلى مجاعة. والأمل الوحيد هو مفاوضات وقف إطلاق النار المتوقع استئنافها يوم الخميس إما في العاصمة القطرية، الدوحة، أو المصرية، القاهرة.

وفي إشارة عن اليأس العالمي من توقف الصراع المتصاعد، الذي امتد إلى ما هو أبعد من حدود غزة، وقع الرئيس الأمريكي جو بايدن والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والأمير القطري الشيخ تميم بن حمد آل ثاني على البيان الذي يدعم محادثات 15 آب/أغسطس. مع أن مقتل العشرات في غارة على مدرسة تؤوي النازحين لن يؤدي إلا إلى جعل التوصل إلى اتفاق أكثر استحالة.

وفي سياق مختلف، قال موقع “أكسيوس” إن الولايات المتحدة تحضر لأسبوع مهم للتفاوض على وقف إطلاق النار، مضيفاً أن قطاراً من المسؤولين الأمريكيين يخططون للسفر إلى الشرق الأوسط، في محاولة لمنع اندلاع حرب واسعة.

وتعتبر الجولة الدبلوماسية مهمة لأنها قد تزيد من غرق المنطقة في النزاع، أو تؤدي، ولأول مرة منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، إلى تغير بالمسار، بشكل يعلم إرث بايدن السياسي. وسيحاول المفاوضون العمل، وخلال الأيام الماضية، على سد الفجوات بين “حماس” والكيان الإسرائيلي، وقبل الجولة الأخيرة من المفاوضات بين الأطراف.