غالانت.. بالون منفوخ

غالانت.. بالون منفوخ
الخميس ١١ يوليو ٢٠٢٤ - ١٠:٠٢ بتوقيت غرينتش

قال وزير الحرب "الإسرائيلي" يوآف غالانت ردا على أسئلة في الهيئة العامة للكنيست، امس الأربعاء : "سنحاسب كل من عمل ضد مواطني إسرائيل، سواء كان إرهابياً مُعلناً أو مواطناً شارك في أعمال القتل الشنيعة. لن تكون هناك تنازلات بشأن هذه القضية. سنحاسب الجميع، سواء بالاعتقال أو بالتصفية.. الأمر لا يتعلق هنا بمعركة أو حرب، هذا يتعلق بأسوأ انحطاط إنساني، من خلال أفعال هؤلاء الحيوانات البشرية".

العالمالخبر و إعرابه

-ليست هذه المرة الاولى التي يصف بها هذا الارهابي المطارد من قبل العدالة الدولية، الفلسطينيين بـ"الحيوانات البشرية"، فقد وصف الفلسطينيين في بداية العدوان على غزة، بانهم "حيوانات بشرية"ايضا، وعلى هذا الاساس سيتعامل معهم، و "شرعن" بذلك استراتيجيته في التعامل مع اهالي غزة، والقائمة على قطع الماء والكهرباء والغاز والوقود عن القطاع، ومنع وصول المواد الغذائية والطبية الى اهله، الامر الذي خلق اسوا مأساة انسانية، يشهدها العالم منذ الحرب العالمية الثانية.

-هذا الارهابي قال ان قواته قتلت واصابت، 60% من مقاتلي حماس، وفككت الكتائب الـ24 لحماس أو الأغلبية الساحقة منها، من دون ان يذكر انه قتل في حرب الإبادة التي يشنها على غزة، نحو 40 ألفاً، واصاب 90 ألفاً اغلبهم من الاطفال والنساء، في الحرب المستمرة منذ تسعة أشهر، وهجر اكثر من مليوني انسان، وهدم 80 بالمائة من مباني غزة، الا انه مازال يصر على مواصلة الحرب حتى النصر .

-من المؤكد ان حلم غالانت، الذي كان "جيشه" يُهزِم دولا ويحتل اراض اكثر من مساحة فلسطين في ايام معدودة فقط، لم ولن يتحقق، فهو ورغم مرور 9 اشهر على عدوانه على غزة، لم يقض على حماس ولم يحرر الاسرى، ولم يتمكن من مسك الارض، ومازالت قواته تتكبد الخسائر وبشكل متصاعد.

-العالم بات على يقين ان غطرسة غالانت ونتنياهو وبن غفير وسموتريش وباقي العصابة الصهوينة، هي غطرسة فارغة، لا تقوى الا على الاطفال والنساء والمنازل والمستشفيات ومراكز الإيواء والمدارس ومقرات ومؤسسات الإغاثة. كما انها غطرسة فارغة تعتمد كليا على المال والسلاح الامريكي، ولولا هذا المال والسلاح، لما تجرأ شخص مثل غالانت ان يهدد حتى، بعد ان راى العالم كيف ذهب الى امريكا يتوسل ادارة بايدن لضخ السلاح لكيانه، لمواجهة مجموعة من المقاتلين المحاصرين في ارض ضيقة، وكأنه يجارب دولا وجيوشا جرارة، الامر الذي يكشف عن عجز وجبن وضعف هذا الكيان و"جيشه الذي كان لا يقهر"!!.

-يرى خبراء القانون ان غالانت ونتنياهو المطاردان من قبل المحكمة الجنائية الدولية، ليسا المجرمين الوحيدين المسؤولين عن جرائم غزة، فلولا الامريكي لما كان بمقدور هذا الكيان المزيف ان يرتكب ما ارتكب خلال الـ9 اشهر الماضية، فنظام روما، الناظم لعمل المحكمة الجنائية الدولية في إطار المادة (25)، قد نظم طبيعة المسؤولية الجنائية عن الجرائم الدولية، حين أشار إلى أن الشخص يُسأل جنائيا إذا ارتكب هذه الجريمة سواء بصفته الفردية أو بالاشتراك مع آخر؛ أو أمر، أو أغرى، أو حث على ارتكاب جريمة وقعت بالفعل، أو يتم الشروع فيها؛ أو قدم العون أو حرض أو ساعد بأي شكل آخر لغرض تيسير ارتكاب هذه الجريمة، أو الشروع في ارتكابها، بما في ذلك توفير وسائل ارتكابها؛ أو ساهم في كل ما سبق، إما بهدف تعزيز النشاط الإجرامي لجريمةٍ تدخل في اختصاص المحكمة، إلى جانب علمه بنية ارتكاب الجريمة لدى هذه الجماعة. لذلك فان المسؤولية الجنائية تمتد لتشمل المسؤولين في الحكومة الأميركية عن أعمالهم في الإمداد العسكري بشكل رئيس، رغم علمها ان الإمدادات العسكرية سوف تستخدم في استهداف المدنيين والأعيان المدنية، وهو ما يحدث على أرض الواقع.

-اللافت ان امريكا لم تدعم القتلة بالسلاح والمال فقط، بل شاركت وبشكل مباشر في الحرب على غزة، وكمثال على مشاركتها في الحرب، ما جرى في يوم السبت الموافق 8 يونيو 2024 ، خلال العملية الميدانية لتحرير أربعة "أسرى إسرائيليين" لدى المقاومة الفلسطينية من مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، حيث كشفت وسائل إعلامٍ أميركية وإسرائيلية، عن المشاركة الأمريكية المباشرة في هذه العملية التي خلفت 274 شهيدا، وحوالي 700 جريح، وقد استعملت قوات الإحتلال بالشراكة مع القوات الأميركية في هذه المجزرة سيارات الإغاثة للتمويه على عملها، إلى جانب الرصيف البحري للدخول والخروج من مخيّم النصيرات. وقبل ذلك كشفت وزارة الدفاع الامريكية في نهاية شهر أكتوبر 2023، عقب عملية "طوفان الأقصى"، عن وصول قوات "دلتا فورس" الأميركية إلى فلسطين المحتلة لمساعدة قوات الاحتلال.

-ان على غالانت ان يعلم، انه ليس سوى بالون منفوخ، ولولا النفخ الامريكي، لكان يُداس تحت الاقدام، وان عنترياته لن تغير من الواقع المزري لكيانه وقواته وشخصه، فغزة ومحور المقاومة، كشفا عن حقيقتهم، فلم تعد "اسرائيل" وقواتها و تهديدات زعمائها، تخيف احدا، بعد ان ذهب "طوفان الاقصى"، بكل ردعهم، الذي اصبح شيئا من الماضي.