العالم - الاحتلال
وتحت عنوان “أنا أتهم نتنياهو بالخيانة”، كتب أولمرت مقالاً بصحيفة “هآرتس” العبرية قال فيه: “إنني أتهم نتنياهو باتخاذ إجراءات متعمدة لإطالة أمد الحرب" بين الكيان المحتل ومنظمات المقاومة الفلسطينية.
وأضاف أن “الرغبة في إطالة أمد القتال دون تحديد موعد نهائي، هي السبب وراء عدم وضع أهداف محددة للقوات المقاتلة”.
كما اتهم نتنياهو “بقصد توسيع العدوان والبدء بمواجهة عسكرية مباشرة وشاملة مع “حزب الله” في الشمال، بدلاً من التوصل، إلى اتفاق مع الحكومة اللبنانية، من شأنه أن يضع حداً للصراع العنيف الحالي”.
وبشأن الضفة الغربية، اتهم أولمرت رئيس وزراء حكومة الاحتلال “باتخاذ إجراءات متعمدة تهدف إلى التسبب في اندلاع أعمال عنف واسعة النطاق في الضفة الغربية، مع العلم أن هذا من شأنه أن يؤدي إلى توسيع جرائم العدوان على الفلسطينيين.
وبالتزامن مع عدوانه على غزة، صعَّد جيش الإحتلال والمستوطنون اعتداءاتهم في الضفة بما فيها القدس الشرقية، ما خلّف 553 شهيداً فلسطينياً، بينهم 133 طفلاً، ونحو 5 آلاف و300 جريح، وفق وزارة الصحة.
وأشار أولمرت إلى أن نتنياهو “تخلى عمداً عن الرهائن الإسرائيليين الذين ما زالوا محتجزين لدى حماس”.
ونهاية مايو/ أيار، ادعى الرئيس الأمريكي جو بايدن أن كيان الاحتلال قدم مقترحاً لاتفاق من 3 مراحل يشمل “تبادلاً للأسرى” بأول مرحلتين، و”إدامة وقف إطلاق النار” بالمرحلة الثانية، و”إعادة إعمار غزة” بالمرحلة الثالثة، وهو ما وافقت عليه “حماس” وتبنّاه مجلس الأمن، ورفضه نتنياهو قبل أن يدعي الاثنين التزام تل أبيب به.
نتنياهو ينشر السم
أولمرت تابع في مقاله مهاجماً نتنياهو: هو ينشر السم والتحريض والازدراء، ومحاولة زعزعة ثقة الاسرائيليين بالقادة الذين يقودون القوات المقاتلة.
وأوضح أنه يعرض “حياة الجنود للخطر وخسائر في الأرواح بشكل شبه يومي، وذلك بسبب رفضه تحديد أهداف القتال ووضع جداول زمنية لتحقيقها، أو مناقشة كيفية حكم قطاع غزة والضفة الغربية عندما تنتهي المعارك”.
وسبق أن قال مسؤولون إسرائيليون، في أكثر من مناسبة، إن الجيش يدفع “أثماناً باهظة” في معاركه البرية داخل قطاع غزة، ويخوض “اشتباكات شرسة” مع مقاتلي الفصائل الفلسطينية، وسط اتهامات لتل أبيب بالتكتم على الحصيلة الحقيقية لقتلاها وجرحاها من الجنود.
كما اتهم أولمرت نتنياهو بمحاولة متعمدة لتدمير التحالف السياسي والأمني والعسكري بين الكيان المحتل والولايات المتحدة.
وطالب بمثول نتنياهو أمام المحاكمة، “وكل يوم إضافي يستمر فيه هذا الرجل الملعون في تحمّل المسؤولية الاسمية عن إدارة الكيان المحتل هو يوم يشكل خطراً ملموساً على مستقبله ووجوده.
وأكد أولمرت في مقاله أن “نتنياهو يريد حرباً لا تنتهي أبداً، مع إضعاف علاقات "إسرائيل" مع جيرانها ومع الولايات المتحدة، ويريد تدمير "إسرائيل"، لا أقل من ذلك، لقد حان الوقت لطرده”.
ومنذ أشهر، تدعو المعارضة الإسرائيلية إلى استقالة الحكومة وإجراء انتخابات مبكرة، وهو ما يرفضه نتنياهو، بزعم أن ذلك من شأنه “شلّ الكيان المحتل” وتجميد مفاوضات تبادل الأسرى مع حركة “حماس” لمدة قد تصل إلى 8 أشهر.
وتتهم المعارضة نتنياهو باتباع سياسات تخدم مصالحه الشخصية، ولا سيّما استمراره في منصبه، والفشل في تحقيق أهداف العدوان على غزة، ولا سيّما القضاء على “حماس” وإعادة الأسرى من القطاع.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، يشن كيان الاحتلال عدوانا مدمرا على غزة بدعم أمريكي مطلق، أسفر عن نحو 124 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وأكثر من 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال.
ويواصل هذا الكيان اللقيط عدوانه متجاهلا قراري مجلس الأمن الدولي بوقفه فوراً، وأوامر “محكمة العدل الدولية” بإنهاء اجتياح رفح، واتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية، وتحسين الوضع الإنساني المزري بغزة.