صفقة نتنياهو 'الجزئية' لتحرير الأسرى.. أسبابها وأهدافها

صفقة نتنياهو 'الجزئية' لتحرير الأسرى.. أسبابها وأهدافها
الإثنين ٢٤ يونيو ٢٠٢٤ - ٠٦:١٤ بتوقيت غرينتش

قال رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في مقابلة مع القناة الـ14 الاسرائيلية يوم امس الاحد، إنه مستعد للتوصل إلى صفقة يستعيد خلالها بعض الاسرى لدى حماس وباقي الفصائل، ثم يعود بعدها إلى "الحرب".

العالم - الخبر وإعرابه

-تصريح نتنياهو، هو اعتراف واضح وصريح بفشل خيار "الحرب" لتحرير أسراه، والقضاء على حماس والمقاومة في غزة، وبخلق هوة بين المقاومة وحاضنتها الشعبية، رغم انه استخدم اسلحة ومتفجرات في العدوان تكفي لتدمير غزة 10 مرات، فهي توازي استخدام نحو 7 قنابل نووية من تلك التي ألقيت على هيروشيما.

-تصريح نتنياهو، فضح عرّابيه في واشنطن امثال الرئيس الامريكي جو بايدن ووزير خارجيته انطوني بلينكن، فهو يُكذّب "التأكيد" الأميركي على موافقة نتنياهو على مقترح الاتفاق الذي قدمه بايدن نهاية مايو/ أيار الماضي، والذي ينص على إنهاء كامل لـ"الحرب"، ورفض حماس لها، وبات واضحاً للعالم أن نتنياهو هو الذي يرفض ويعطل ما ورد في خطاب بايدن، وقرار مجلس الأمن الأخير، وليس حركة حماس.

-تصريح نتنياهو، بيّن صوابية موقف المقاومة من صفقة بايدن المؤلفة من 3 مراحل وتشمل تبادلا للأسرى بالمرحلة الاولى، وادامة وقف إطلاق النار بالمرحلة الثانية، وإعادة إعمار غزة بالمرحلة الثالثة، وذلك عندما طالبت بالتأكد من الانتقال إلى المرحلة الثانية من صفقة تبادل الأسرى، لقطع الطريق على محاولات نتنياهو المراوغة والخداع وإدامة العدوان وحرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني.

-تصريح نتنياهو، اثار غضبا واسعا لدى عائلات الاسرى في الكيان الاسرائيلي، الذين سارعوا لمهاجمته بشدة، معتبرين تصريحه لعقد صفقة جزئية فقط، دون وقف "الحرب"، هو سكين في القلب، وطعنة في الظهر، وعصي في دواليب مساعي الصفقة، وتخل عن 120 اسيرا. واعلن الناطقون باسم هذه العوائل، ان حديث نتنياهو عن تحقيق النصر، دون عودة ابنائهم، هو كذب وخداع.

-بات واضحا بعد تصريح نتنياهو، ان ادارة بايدن، ليست جادة في قضية وقف "الحرب" على غزة، خوفا من خسارة تاييد اللوبيات الصهيونية في امريكا لها، بينما موعد الانتخابات الرئاسية في امريكا باتت على الابواب. كما بات واضحا ان نتنياهو، يواصل المماطلة طمعا بانتصار، أو صورة انتصار، وهو لم ولن يتحقق، بعد فشل دام نحو 9 اشهر، فلا هو حرر اسراه، ولا هو قضى على حماس، وهذه الحقيقة اعترف بها الناطق العسكري باسم قوات الاحتلال الاسرائيلي دانيال هاغاري، عندما قال ان "مهمة القضاء على حماس ذرا للرماد في العيون".

-بعض المحللين برروا مماطلة وتسويف نتنياهو، بالقول انه يحاول كسب الوقت في انتظار "فرج" ما، وهذا الفرج وفقا لهؤلاء المحللين، هو المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية في امريكا دونالد ترامب، الذي يأمل نتنياهو، في حال فوز ترامب، ان يخرجه من البئر العميقة من خلال دعم جارف غير محدود لـ"إسرائيل"، وهو أمل لن يغير من مصير نتنياهو المحتوم وهو السجن، لان ترامب، شخص لا يمكن التنبوء بتصرفاته، فهو غير راض على نتنياهو لانه هنأ بايدن بعد فوزه بالانتخابات رغم ان ترامب كان يعتبرها مزورة، وحتى لو افترضنا ان ترامب تحرك وفقا لتوجيهات اللوبيات الصهيونية، فهل سيدعم نتنياهو، باكثر مما دعمه بايدن، الذي وضع كل امكانيات امريكا العسكرية والاقتصادية والمالية والسياسية والاعلامية، في تصرف نتنياهو، دون ان يحقق الاخير ايا من اهدف عدوانه على غزة، رغم انه اسفر حتى عن استشهاد واصابة اكثر من 123 ألف فلسطينيا، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن 10 آلاف مفقود وسط دمار شامل ومجاعة اودت بحياة العديد من الأطفال.