'الأمن القومي' الاسرائيلي: بتنا معزولين ومنبوذين عالميا!

'الأمن القومي' الاسرائيلي: بتنا معزولين ومنبوذين عالميا!
الإثنين ٢٤ يونيو ٢٠٢٤ - ٠٣:٣٥ بتوقيت غرينتش

يسير الكيان الاسرائيلي بخطى حثيثة نحو العزلة الدولية، وهذا ما يقر ويعترف به أركان الاحتلال على خلفية العدوان الهمجي والبربري الذي يرتكبه ضد المدنيين العزل منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الفائت، وعبرت مصادر رفيعة في تل أبيب عن خشيتها من تداعيات نظرية سقوط أحجار الدومينو، أي انضمام دول أخرى لمقاطعة "إسرائيل".

العالم - الاحتلال

وفي هذا السياق، رأى مركز أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي في ورقة بحثية أطلق عليها اسم (تحذير إستراتيجي) أن "دولة" الاحتلال باتت معزولة ومنبوذة عالميا، لافتا في الوقت عينه إلى أن الهدف من عزل "إسرائيل" ونبذها هو سحب شرعيتها وعرضها كـ"دولة" عنصرية، لا تمتثل للقوانين الدولية، لأن إستراتيجية المقاطعة تهدف في نهاية المطاف إلى القضاء على "الدولة" العبرية، بحسب ما جاء في الورقة، التي نشرت على موقع المركز الالكتروني.

وشددت الباحثة بنينا شارفيط-باروخ على أن "إسرائيل" ومنذ إقامتها في العام 1948 عملت دون كلل أو ملل لإقامة تحالفات مع دول كثيرة في العالم، لأن هذه التحالفات تعتبر القاعدة والركيزة الأساسية لمواصلة نشاطها كـ"دولة" واستمرار ازدهارها.

كما أشارت الورقة إلى أن التحالف الإستراتيجي بين الكيان والولايات المتحدة الأمريكية، هو التحالف الأهم، لأنه يعتبر الركيزة الأساسية لـ"إسرائيل"، التي تعتمد كليا من الناحية الأمنية والدفاعية على واشنطن، وبالإضافة لأمريكا، أشارت الباحثة، ترتبط "دولة" الاحتلال بتحالفات مع دول غربية عديدة، وترى نفسها جزءا لا يتجزأ من منظومة الدول العربية، طبقا لأقوالها.

وتابعت الباحثة قائلة إن المعركة لعزل "إسرائيل" دوليا بدأت منذ عدة سنوات في المحيط العالمي، حيث تعمد القوى التي تنشط لعزل "إسرائيل" على بث رسالة مفادها أن "الدولة" العبرية هي "دولة" لا تقيم وزنا للقانون، عدوانية وعنصرية، والتي لا مكان لها بين الدول الغربية الديمقراطية، وكل هذه الجهود المبذولة هدفها عزل "إسرائيل" وإضعافها لتحقيق الهدف الأسمى وهو القضاء عليها، على حد تعبير الباحثة الإسرائيلية.

وأقرت الباحثة بأنه منذ بدء العدوان الأخير على غزة، في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر المنصرم، فقدت "إسرائيل" الشرعية، وأصبحت منبوذة، وأمست دولة مصابة بالجذام، مشيرة في الوقت عينه إلى أن ظاهرة عزل "إسرائيل" تبرز في صفوف الجماهير، مع التشديد على الجيل الشاب في جميع أصقاع العالم، وتؤثر سلبا على علاقات "إسرائيل" مع الدول والتنظيمات العالمية، كما قالت.

وأوضحت ورقة البحث الإسرائيلية أن التدهور القاسي في مكانة "إسرائيل" العالمية منذ اندلاع "الحرب" تعود بالنتائج السلبية والخطيرة جدا على الكيان وعلى مستوطنيه في عدة مجالات السياسية، الاقتصادية، سوق العمل، الأكاديمية والثقافية، وكنتيجة لهذه التطورات السلبية تعرض الأمن القومي الإسرائيلي لضربة قوية، كما أكدت الباحثة.

علاوة على ما ذكر أعلاه، أوضحت الباحثة أن الوضع الذي وصل إليه الكيان بسبب العزلة، يمنعه من العمل بحرية، كما أنه يمس مسا سافرا في قدرات "إسرائيل" لمواصلة "الحرب" على غزة وتوسيع "الحرب" لتشمل جبهات إضافية، بحسب أقوالها.

وأكدت الباحثة أن الوضع في المجال الاقتصادي أصبح صعبا للغاية نتيجة عزل "إسرائيل"، الأمر الذي يلقي بنتائجه السلبية على الاقتصاد والأمن الإسرائيليين، مشيرة إلى إن هذا الوضع سيستمر، وأكثر من ذلك فإنه سيزداد قوة.

وحذرت الباحثة من أن حالة العزلة الدولية، وتحديدا مع الدول الغربية، سيؤدي إلى تآكل "القيم الديمقراطية والليبرالية في إسرائيل" نفسها، ذلك أن هذه القيم مهمة جدا لشرائح واسعة من المجتمع الإسرائيلي، ولكن الأخطر والأسوأ من ذلك، أن هذا الوضع سيؤدي لفقدان "إسرائيل" التفوق القيمي للكيان على الدول الأخرى في المنطقة وعلى أعدائها، في إشارة واضحة للدول العربية المحيطة بدولة الاحتلال، وأيضا التنظيمات الفاعلة في المنطقة مثل المقاومة الفلسطينية وحزب الله اللبناني.

وخلصت الورقة البحثية الإسرائيلية إلى القول إن انتهاج سياسة العزلة الدولية، وفي الوقت عينه تجاهل المصالح الحيوية لـ"الدولة" العبرية، هي سياسة خطيرة جدا، موضحة أن مواطني الكيان بدأوا بدفع أثمانها، ومن شأن استمرار تبني هذه السياسة في نهاية المطاف أن تؤدي لهزيمة "إسرائيل" في "الحرب" ضد أعدائها ليس في المجال السياسي فقط، بل أيضا العسكري، على حد تعبيرها.

جدير بالذكر أن البروفيسور اليهودي الأمريكي جيفري ساكس، كان قد قال لصحيفة (هآرتس) العبرية إن "المبدأ الذي يوجه السياسة الخارجية الأمريكية هو المصالح الاقتصادية والعسكرية والأخرى"، لافتا إلى أن "واشنطن قامت بتعيين ديكتاتوريين وقتلة في الحكم"، وأنه "منذ العام 1947 كانت واشنطن متورطة في 80 محاولة انقلاب وتغيير الأنظمة الحاكمة في العالم، وقامت بذلك حتى ضد رؤساء انتخبوا بشكل ديمقراطي"، وجزم قائلا إنه "في السياسة الخارجية الأمريكية لا توجد قيم، بل مصالح"، طبقا لأقواله.