"إسرائيل".. من النصر الكامل الى العار الكامل

السبت ٠٨ يونيو ٢٠٢٤ - ٠٨:٠٥ بتوقيت غرينتش

ذكرت وسائل اعلام في الكيان الاسرائيلي، ان الأمم المتحدة ادرجت الكيان رسميا، و بصورة نهائية، في "قائمتها السوداء"، او ما يعرف بـ"قائمة العار"، بسبب ارتكابها انتهاكات جسيمة لحقوق الأطفال، في عدوانهاعلى قطاع غزة.

العالم الخبر و إعرابه

-منذ انشاء "قائمة العار"، من طرف الأمين العام للأمم المتحدة عام 2002، كوسيلة للضغط على الدول والجماعات التي تنتهك حقوق الأطفال جراء النزاعات المسلحة، طالبت العديد من المنظمات الحقوقية الدولية، وبشكل متكرر، بادراج "اسرائيل" على قائمة العار، لما ترتكبه من فظائع بحق الاطفال الفلسطينيين، الا ان هذه المطالبات كانت ترتطم بجدار الرفض الامريكي، ولكن يبدو ان الفظائع التي ارتكبتها قوات الاحتلال خلال الاشهر الثمانية الماضية بحق الاطفال في غزة، كانت اكبر من قدرة امريكا على التغطية عليها.

-استهداف قوات الاحتلال الاسرائيلي للاطفال والنساء، وخاصة الامهات الحوامل، في الاراضي الفلسطينية المحتلة، ليس امرا جديدا، بل هو استراتيجية كان ومازال يتبعها الكيان الاسرائيلي، منذ اكثر من 70 عاما، لقتل رمز الامل في ديمومة الحياة لدى الشعب الفلسطيني، والطفولة والامومة، الا ان الجديد في الامر، هو ان العالم بات يطلع على هذه الفظائع، بفضل وسائل التواصل الاجتماعي وثورة المعلومات، بينما كانت هذه الفظائع ترتكب وبشكل يومي منذ ان زرع الاستعمار البريطاني هذا الكيان منذ عام 1948 ، وحتى قبل هذا التاريخ، فـ"اسرائيل" كانت ومازالت رمز العار وعنوانه.

-رغم ان القرار جاء متأخرا، فقد طالب الأمين العام للأمم المتحدة، بوقف إطلاق النار في قطاع غزة، مرارا وتكرارا، محذرا من أن القطاع يتحول إلى "مقبرة للأطفال"، فيما قالت المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) كاثرين راسل، إن هذا المعدل من الوفيات بين الأطفال في غزة، لم يسبق تسجيله في أي صراع آخر في العالم تقريبا. وهناك اطفال يعانون من فقر الدم وسوء التغذية الحادين وليس لديهم حتى الطاقة للبكاء. الا ان القرار سوف لن يكون دون تأثير، فانه سيضع على الاقل داعمي مجرمي الحرب في الكيان الاسرائيلي، وعلى راسهم امريكا والمانيا وبريطانيا وفرنسا و..، في قفص الاتهام، امام الراي العام العالمي، والضغط عليهم، للحيلولة دون تدفق وسائل الموت التي تغذي بها قاتلي الاطفال وعلى راسهم نتنياهو.

-بعد ادراج "اسرائيل" على قائمة العار، وبعد اصدار مذكرات اعتقال من قبل المحكمة الجنائية الدولية ضد رئيس وزراء الكيان الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير حربه يواف غالانت، لارتكابهما جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية في غزة، وبعد قرارات محكمة العدل الدولية بضرورة وقف العدوان الإسرائيلي ومنع وقوع ابادة جماعية في غزة، وبعد ارتكاب الاحتلال، منذ 8 أشهر، 3.276 مجزرة، شكل الأطفال والنساء نسبة 70% من ضحاياها، وارتقاء أكثر من 36.730 شهيدا، بينهم 15.517 طفلا، بينما يتعرض 35 ألفا اخرين لخطر الموت بسبب سوء التغذية، بالاضافة الى أكثر من 10 آلاف مفقود، واصابة نحو 100000 فلسطيني، تُرى ماذا ينتظر مجلس الامن الدولي، لمحاسبة "اسرائيل"،؟!، الا يجب ان يشكل كل ذلك زخما للمنظمة الدولية، ولدول العالم، ويدفعها الى ان تقول لامريكا وبصوت عال، كفي عن دعمك لقتلة الاطفال، فلو كانت "اسرائيل" دخلت قائمة العار للسنوات الاربع القادمة، فانك دخلت ومنذ سنوات طويلة، قائمة العار الابدية.

-بغض النظر عما سيسفر عنه القرار الاممي بادراج "اسرائيل" على قائمة العار، على ما يجري في غزة، فان الذي جرى يعتبر سابقة، وهي سابقة ما كانت لتقع لولا الصبر الاسطوري لاهالي غزة، والصمود الملحمي للمقاومة، ودعم محور المقاومة لغزة، فـ"اسرائيل" التي كانت تتبجح يوما انها "الديمقراطية الوحيدة في المنطقة"، وان "جيشها هو الاكثر اخلاقية في العالم" ، نراها اليوم في نفس القائمة مع "القاعدة" و"داعش" و"بوكو حرام"، وسيتم الاستشهاد بالقرار في جميع هيئات الأمم المتحدة، مثل الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي ومحكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية، لإدانة الكيان الاسرائيلي، كما سيكون زخم مبادرات المقاطعة اقوى، وزخم تدفق الاسلحة اضعف، بينما عزلة "اسرائيل" ستتضاعف، وقد أصاب زعيم حزب "إسرائيل بيتنا" أفيغدور ليبرمان، عندما قال:"بعد 8 أشهر من الحرب حصلنا على العار الكامل بدلا من النصر الكامل".