العالم - كشكول
التحدي الاول هو ان هذا الحادث الدموي استهدف مرة اخرى الصفوف المتقاربة بين المسلمين الشيعة والسنة وانه في الظروف بعد انهيار داعش بصدد اثارة التشاؤم والتصادم بين هؤلاء المسلمين في العراق والتحدي الثاني هو ان الحادث يدل على ان داعش لازال حيا وانه عازم على ان يتحدى مرة اخرى السيادة العراقية والتحدي الثالث هو ان الحادث الذي وقع بعد تسلم بايدن الحكم في اميركا يهدف الى ان تصبح القضية العراقية على سلم توجهات بايدن السياسية لكي يتم نسيان الجهود السابقة المبذولة لاخراج القوات الاميركية من العراق واخيرا ان يشغل هذا الحادث الدموي الساسة العراقيين سواء في الحكومة او البرلمان بالقضايا الهامشية بدل التركيز على القضايا الرئيسية وضرورة اجراء اصلاحات اساسية وعملية اعادة بناء الاقتصاد العراقي .
النقطة الملفتة للنظر في حادث الخميس الدموي في العراق هو اعتداء داعش على الابرياء والناس العاديين والفقراء بحيث ان الانتخاب هذا الهدف دليل على ان داعش ليس بمقدوره مواجهة المقاتلين العراقيين في جبهات القتال كما ان الحادث يدل ايضا على ان هذه الزمرة الارهابية وحلفائها وحماتها ليس لديهم اي خطوط حمراء في ضرب السلام والاستقرار في العراق.
ان تغيير بعض المسؤولين الامنيين والاستخباريين من قبل رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي ربما يكون احد الحلول للحد من وقوع احداث مماثلة الا انه يبدو ان هذا الاجراء ليس اكثر الاجراءات فاعلية . ربما حان الوقت ان تجف للابد جذور واسباب حالة زعزعة الامن وحالة عدم الاستقرار في العراق من خلال القيام بعمل ثوري.
لو ان مشروع طرد المحتلين من العراق يصبح نهائيا وعمليا وتتضاعف المساعدات الحكومية الى مقاتلي الحشد الشعبي للقضاء على داعش فيمكن ان يكون هناك امل في عدم تكرار جرائم مثل جريمة الخميس الدموية في العراق . ومن البديهي لو يشعر اعداء العراق بان مصالحهم تكون في التواجد في هذا البلد فانهم لن يتركوا الشعب العراقي بان يشعر بالراحة والامان والاستقرار. كما انه في الظروف الراهنة فان الاجراءات المسكنة مثل تغيير المسؤولين الامنيين في العراق ستشبه قصة عداء يعدو في الظلام والذي في النهاية لايصل الى خط النهاية.