العالم - لبنان
بلغت الازمة اللبنانية المترامية على جميع الجفرافية الاجتماعية ذروتها في ظل تعثر ملتبس حتى الان في ايجاد مخارج انقاذية تجنب البلد المزيد من الانهيار الاقتصادي.
وترى مصادر متابعة ان ما يجري في الداخل اللبناني بات مرتبطا بشكل او باخر بما يجري في المنطقة بفعل دفع بعض الادرارت الامنبية النافذة وعلى راسها الولايات المتحدة الامريكية تدويل الازمة للحصول على حوافز اكثر تؤمن مصالحها بعيدا كل البعد عنمصلحة لبنان واللبنانيبن. لا سيما فيما يتعىق باوراق الضغط المتبعة من البوابة المالية والاقتصادية. ومن هنا توحي كل الاجواء بالقلق.خاصة أجواء المصارف، وحال الناس، وتنبؤات السياسيين، القريبين والبعيدين، السوداوية. حتى أجواء التشكيلة الحكومية لم تكن أكثر تفاؤلاً.
لتتوقف المصادر عند
خبر زيارة مدير دائرة شمال افريقيا والشرق الأوسط في وزارة الخارجية الفرنسية كريستوف فارنو إلى لبنان موفداً من الرئيس إيمانويل ماكرون لتحرك المشهد المأزوم،وما سبقه من تصريح لوزير الخارجية الاميركي مارك بومبيو عن لبنان. ففثلا هذين الموقفين اشارتات أعطت الانطباع وكأن أزمة لبنان دخلت على خط المتابعة الدولية بعد أن كانت الدول الغربية عبر سفارتها تعمل على اخراج مطالب الشارع المحقة من مضمونها الاقتصادي الى ابعاد سياسية استراتيجية حسب توصيف المراقبين .
ليأتي تصريح بومبيو أشد وضوحاً، حتى تسيّدت بضع كلمات قالها المشهد السياسي بما بني عليه في أبعاده ومعانيه. فتأكيد عزم بلاده "مساعدة شعوب العراق ولبنان على التخلص مما اسماه النفوذ الإيراني وتحقيق تطلعاتهم" جاء ليؤشر إلى مسألتين أولاهما دخول الأميركي على خط الأزمة اللبنانية بشكل مباشر، والثانية محاولة عزل المقاومة او اضعافها.
ووفق مصدر ديبلوماسي مطلع على الموقف الاميركي فان ادارة الرئيس الاميركي دونالد ترامب "تميل أكثر نحو استخدام الضغط المالي وتعتبر الضغط العسكري مضيعة للوقت بدليل ما حصل في سوريا والعراق"، لاعتقادها أنّ الضغط المالي مؤلم وفعاليته أكبر وأسرع وتيرة. ويقول إنّ الأميركي يتجنب المبادرة إلى الفعل لكنه يسارع للبناء عليه والاستثمار فيه لمصلحته في السياسة، وليس خافياً على أحد أنه اتخذ قراراً بمواجهة ذلك حيث وجدت أدواتها في المنطقة لا سيما في لبنان والعراق.
وتشير المصادر الديبلوماسية في معرض تفسيرها لكلام وزير الخارجية الأميركي إلى أنّ الأميركي ربما وجد ضالته في الأزمة الراهنة في لبنان ليحقق هدفه الذي يعمل عليه وهو إبعاد "حزب الله" عن المعادلة السياسية اللبنانية "أقله ظاهرياً". فالولايات المتحدة كانت قد أدرجت "حزب الله" على قائمة ما يسمى الإرهاب وقررت مواجهته مالياً والتضييق عليه، وبدأت بفرض عقوبات على بيئته الحاضنة.
تتابع المصادر انه من المعلوم أنّ المطلب الاميركي كان ولا يزال يتمثل في إبعاد "حزب الله" عن الحكومة والتضييق على حلفائه السياسيين بمن فيهم "التيار الوطني الحر". وحين تحرك الناس ضد الفساد والمحسوبية وانتشرت أعدادهم في الساحات، لم يكن الأميركي قد اتخذ موقفاً واضحاً من خطته المسبقة لتمزيق لبنان، واكتفى بدايةً بالتنبيه من خطورة الفراغ الذي إذا حصل برأيه فإنه سيؤدي إلى توسيع رقعة نفوذ "حزب الله". فاستقالت الحكومة، فوجد فرصته في تضييق الطوق على "الحزب" الذي يدرك تماماً سعي الأميركي الحثيث لإحداث تعديل في موازين القوى السياسية، وهو أساساً يتحدث عن أجندة اميركية دخلت على خط الأزمة اللبنانية وأججت الوضعين المالي والسياسي .
لذا تقول المصادر ما بين أزمة مالية خانقة وأزمة سياسية أعمق، بات لبنان مفتوحاً على السيناريوات السوداوية.
وهذا يعني حسب المتابعين أنّ الأزمة طويلة ألّلهم إلا في حال حصول تقاطع عربي – دولي حول اعتبار أنّ الفراغ الحاصل في لبنان لا يصب في مصلحته.
وهنا، يبدو مصدر الأمل الوحيد معلقاً على اللبانيين انفسهم ووجوب التسريع في حل العقد الراهنة .لمنع الاستحواذ على ورقة لبنان وتكامل أدوار الاقطاب السياسيين في الداخل لانقاذالبلد من الفراغ القاتل.