العالم - كشكول
يبدو انه من الضروري توجيه الشكر للرئيس الاميركي دونالد ترامب لاظهاره حقيقة اميركا خالية من اي رتوش، فهو بالاضافة الى اماطته اللثام عن الوجه القبيح لاميركا امام العالم اجمع، جعلها ايضا منبوذة ومعزولة حتى عن حلفائها، بل هي عاجزة حتى عن تشكيل اي تحالف دولي ازاء اي قضية دولية، واخيرا سلب اي مصداقية من كل المسؤولين الاميركين ابتداء من وانتهاء الى سفرائه.
حديث وزارة الدفاع الاميركية عن معاودة ظهور "داعش" في سوريا بسبب انسحاب اميركا من هناك، وانه قد جدد قدراته في العراق، هو جديث ليس متخما بالتناقضات فحسب، بل انه يعكس كذب وتخبط ادارة ترامب ، التي حولت اميركا الى مادة للتندر لدى شعوب العالم.
اولا ، اذا كان سبب ظهور "داعش" في سوريا سببه انسحاب اميركا، ترى لماذا ظهر ايضا في العراق ، والعراق يعج بالاميركيين والقواعد الاميركية؟.
ثانيا، اذا كانت اميركا تحارب حقا "داعش" والجماعات التكفيرية، في سوريا والعراق، ترى لماذا تفرض الحظر على جميع من قاتل "داعش" في العراق وسوريا، بدءا بحرس الثورة الاسلامية والحشد الشعبي وحزب الله ، مرورا بفصائل المقاومة في سوريا ، وانتهاء بالحكومتين الايرانية والسورية..
ثالثا، اذا كانت اميركا تحارب "دعش" حقا ، فلماذا تسمح لـ"اسرائيل" ان تشن هجمات على من يقاتل "داعش" في العراق وسوريا؟.
رابعا، على اميركا ان تفند التقارير ، بالصوت والصورة للاسلحة والمعدات والدعم اللوجستي الذي تقدمه لـ"داعش" في العراق وسوريا.
ان اميركا تعتقد ان امتلاكها القوة العسكرية ، ستجعل الاخرين، ياخذون كلامها على محمل الجد حتى لو كان سخيفا، الا ان شعوب المنطقة التي اكتوت بنار "داعش" ، باتت تعلم علم اليقين ان "داعش" وباقي العصابات التكفيرية ، هي صناعة اميركية وبامتياز، وهذه المعرفة هي التي دفعت العراقيين والسوريين الى رفع السلاح بانفسهم لمحاربة ذراع اميركا المعروفة بـ"داعش".