طريق ممهد للنصر في منبج..

طريق ممهد للنصر في منبج..
الجمعة ٢٨ ديسمبر ٢٠١٨ - ١٠:٢٤ بتوقيت غرينتش

اثر إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأسبوع الماضي قراره سحب قوات الولايات المتحدة من سوريا تصاعدت سخونة الاوضاع في منبج بريف حلب الشمالي الشرقي، وكانت ذروة التصعيد تمكن الجيش السوري من دخول المدينة ورفعه العلم السوري عليها.

العالم- سوريا

اعلنت القيادة العامة للجيش السوري دخول القوات السورية الى مدينة منبج في ريف حلب الشمالي الشرقي ورفعها العلم السوري فوقها واظهرت مشاهد تناقلتها صفحات سورية على وسائل التواصل الاجتماعي اللحظات الاولى لتحرك ارتال الجيش السوري ودخول مدينة منبج وانتشارها داخل احياء المدينة بعد رفعها العلم السوري فوق الأبنية الرسمية.

وياتي دخول الجيش السوري الى منبج غداة مناشدة وحدات حماية الشعب الكردية دمشق ودعوتها اياها إلى"تأكيد السيطرة"على المناطق التي انسحبت منها لحمايتها من الهجمات التركية.

هذا فيما اعربت قوات ما يسمى بـ"سوريا الديمقراطية" نعمل مع دمشق على سد الطريق أمام تركيا ومن ثم نحل المشاكل الداخلية دون تدخل أحد.

ولاقت هذه الخطوة ترحيبا من قبل الرئاسة الروسية باستعادة الحكومة السورية اليوم سيطرتها على مدينة منبج شمالي البلاد قرب الحدود التركية، التي كانت خاضعة خلال السنوات الأخيرة لسيطرة الأكراد.

وشدد المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، في تصريح صحفي، على أن دخول القوات الحكومية إلى منبج ورفع العلم الوطني السوري فيها يمثل من دون أدنى شك خطوة إيجابية ستسهم في استعادة استقرار المنطقة.

ياتي هذا التطور فيما انتشر امس الاربعاء مقطع فيديو على موقع "يوتيوب" ظهر فيه عشرات سيارات الدفع الرباعي وهي تحمل علم الجمهورية العربية السورية وعلى متنها جنود، ورافق الفيديو تسجيل صوتي يوضح أن هذه القوات هي "رتل قوات خاصة يستعد لدخول منبج».

وفي فيديو آخر ظهر الرتل ذاته وقبله مئات الجنود ومن خلفه عدة شاحنات على متنها دبابات للجيش، على حين أوضحت بعض المواقع الإلكترونية أن هذه الحشود تضم أيضاً قوات من الحرس الجمهوري ووحدات أخرى من الجيش انتشرت أمس في القرى والبلدات الواقعة جنوب مدينة منبج.

وبدأ انتشار وحدات الجيش في محيط منبج مع إعادة تفعيل مركز المصالحة الروسي في بلدة العريمة بالقرب من منبج أول من أمس، في وقت يستعد به كلاً من الميليشيات المسلحة المدعومة من نظام أردوغان وجيشه لمعركة مرتقبة ضد «قسد» في المنطقة الواقعة شرق الفرات.

بموازاة ذلك، أكد "المرصد السوري لحقوق الإنسان" المعارض استمرار الاستنفار من قبل ميليشيا "جيش الثوار" و"قوات مجلس منبج العسكري" التابعين لـ"قسد" في منطقة منبج، على الرغم من الأوامر التي وصلت إلى المسلحين الموالين لتركيا، بتأجيل العدوان الذي جرى الاستنفار له أول من أمس الثلاثاء، والتحضر للانطلاق بها، ضد منطقة منبج في القطاع الشمالي الشرقي من ريف محافظة حلب.

ولفت "المرصد" إلى أن الدوريات الأميركية استمرت أمس بالتجول في مدينة منبج وريفها، مع ترقب لبدء تسيير دوريات مشتركة تركية – أميركية على خط الساجور، وهو خط التماس بين مناطق سيطرة ميليشيات أردوغان ومناطق سيطرة «مجلس منبج العسكري».

كما نشر نشطاء في داخل منبج صورا تظهر عناصر للتحالف الدولي الذي تقوده واشنطن، وهم يتجولون في شوارع المدينة بالأسلحة والعتاد.

وذكرت المصادر الموثوق بها لـ"المرصد" أن سكان منبج أعربوا، في استطلاع للرأي سلمت نتائجه إلى الرئاسة الأمريكية، عن رفضهم القاطع لدخول الجيش التركي وحلفائه إليها، لا سيما وسط أنباء عن تهديد عناصر للفصائل المدعومة من أنقرة بـ"ملاحقة الأكراد".

في غضون ذلك، نقلت صحيفة "الوطن" السورية عن مصدر ميداني قوله إن وحدات "حماية الشعب" جاهزة للمعركة المتوقعة في شرق الفرات، وعمدت إلى حفر أنفاق على طول حدود المناطق التي من المنتظر أن تشن تركيا هجوما بريا عليها.

في المقابل ذكرت وكالة «فرانس برس» أن القوات التركية عززت مواقعها عند خطوط التماس مع «قسد» في محيط مدينة منبج، بعدما واصلت منذ أيام إرسال مسلحين إلى خطوط التماس في محيط منبج.

وأشارت الوكالة إلى أن الهدوء سيطر على المنطقة برغم التعزيزات، لافتة إلى أن معبر مرور المدنيين بين مناطق «قسد» ومناطق سيطرة الميليشيات قرب منبج «لا يزال مفتوحاً». ونقلت عن المتحدث باسم ميليشيا «الجيش الوطني» المدعوم من أردوغان، يوسف حمود قوله: «اتخذنا كافة الترتيبات والتعزيزات اللازمة، وأصبحت قواتنا في جاهزية كاملة من أجل تنفيذ المعركة» في منبج وشرق الفرات. وأضاف: «ننتظر التفاهمات الأميركية – التركية حول آلية الانسحاب»، وتابع «نحن مصرون على أن نكون البديل (عن القوات الأميركية) في المنطقة (…) المعركة محسومة»، على حين قال المتحدث باسم «مجلس منبج العسكري» شرفان درويش للوكالة: إن «دوريات التحالف لا تزال في مكانها ولم يتغير شيء بهذا الصدد»، مؤكداً «نحن جاهزون لصد أي هجوم» تشنه تركيا والميليشيات الموالية لها.

من جهتها نقلت مواقع إلكترونية معارضة عن الناطق باسم «مكتب منبج العسكري» التابع لـميليشيا «الجيش الحر» أحمد الجادر: أنه لا يوجد تواصل بينهم وبين «قسد»، لكنهم يسعون لتجنيب المدينة معركة.

وأضاف الجادر: إن السلطات التركية تضغط على الجيش الأميركي، بهدف انسحاب «قسد» من المنطقة، وتطبيق اتفاق «خريطة الطريق» الموقع بين الطرفين.

وبالانتقال إلى جبهات غرب البلاد، بيَّن مصدر إعلامي لـ«الوطن» أن مجموعات إرهابية ترفع شارات تنظيمات «جبهة النصرة» و«حراس الدين» و«الجبهة الوطنية للتحرير» الإرهابية، تسللت نحو نقاط الجيش على محاور محردة بريف حماة الشمالي، وغرب جسر الشغور بمنطقة الغاب، فتصدت لها الوحدات العسكرية العاملة في المناطق المذكورة وأرغمتها على الفرار بعدما أردت العديد من أفرادها بالرشاشات الثقيلة والمتوسطة.

وأوضح المصدر، أن الجيش دك بمدفعيته تحركات ومواقع محصنة لـ«النصرة»، وذلك رداً على خرقها «اتفاق إدلب» في قطاع حماة من المنطقة «المنزوعة السلاح» التي حددها الاتفاق، وتحديداً في تل هواش والزكاة وتل عثمان والجنابرة ومعركبة ومورك وعطشان، ما أدى إلى مقتل العديد منهم وجرح آخرين وتدمير عتادهم الحربي ومنه عربات بيك آب مزودة برشاشات.
كما دك الجيش برمايات من مدفعيته الثقيلة وقذائف الدبابات، مواقع لـ«الحزب الإسلامي التركستاني» و«حراس الدين» و«الجبهة الوطنية للتحرير»، وذلك في قطاع ريف إدلب من المنطقة «المنزوعة السلاح»، وتحديداً في التينة وخطرة والفرجة والكتيبة المهجورة والمشيك وتل واسط وغرب جسر الشغور، محققاً فيها إصابات مباشرة كان من نتيجتها تدمير العديد منها على رؤوس الإرهابيين، إضافة لإصابة آخرين إصابات بالغة.

وتحشد تركيا قواتها على الحدود مع سوريا استعدادا للهجوم على منبج، وهى بلدة تقع شمالى محافظة حلب، وتسيطر عليها فصائل مسلحة كردية.
وتقول الصحيفة التايمز، بحسب مقتطفات نقلها موقع هيئة الإذاعة البريطانية، إن منبج هى أول اختبار حقيقى للعلاقات الروسية التركية بعد إعلان الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، الأسبوع الماضى انسحاب القوات الأمريكية.

وفي هذا السياق قال المحلل السياسى التركي، يوسف كاتب أوغلو:"إن تركيا لن تسمح بأن يكون ملئ الفراغ بعد الانسحاب الأمريكي من قبل أي قوات تكون مساندة للقوات الكردية المسلحة، وبالتالي فإن ملئ الفراغ سيكون من قبل قوات تركية لتطهير الحدود حتى لا يحدث اختراقات لأمنها القومي، مشيرا إلى أن منبج كانت محور المحادثات بين أمريكا وتركيا منذ شهر آذار، كما أكد رفض أنقرة تعاون الجيش السوري مع القوات الكردية، مستبعدا أن يكون هناك صدام مسلح بين تركيا وسوريا في الفترة الراهنة بسبب وجود تفاهمات بين روسيا وتركيا".

التطورات في سوريا وبالتحديد في منبج متلاحقة ويبدو قريبا ان الجيش السوري سيزف اخبارا سارة متلاحقة من هناك.