بن سلمان.. بين المطرقة الأوروبية والسندان الأميركي

بن سلمان.. بين المطرقة الأوروبية والسندان الأميركي
الخميس ٢٥ أكتوبر ٢٠١٨ - ١٠:٥٥ بتوقيت غرينتش

تستمر ردود الفعل الأوروبية والغربية المنددة بمقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي وبالرواية السعودية بشأن ما جرى في القنصلية، فقد اتصل الرئيس الفرنسي ورئيسة وزراء بريطانيا بالملك السعودي سلمان بن عبد العزيز للتعبير عن موقفيهما من الحادثة، في حين دعا أوروبا إلى إجراء تحقيق دولي محايد في القضية.

العالم- تقارير

ألمانيا تدين 

أدانت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ما وقع لخاشقجي، بينما سحبت التشيك أحد دبلوماسييها من الرياض بعدما استدعت السفير السعودي لديها.

فقالت ميركل،  إن ما حدث لخاشقجي في القنصلية السعودية "لا يمكن تصوره، وهو أمر يعكس أن الكرامة الإنسانية لا تحظى بالاحترام في كثير من أنحاء العالم".

باريس تتوعد السعودية

وقد عبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في اتصال مع الملك سلمان عن غضبه الشديد إزاء مقتل خاشقجي.

وقالت الرئاسة الفرنسية في بيان إن ماكرون دعا إلى كشف ملابسات القضية كاملة، ونقلت قوله إن باريس "لن تتردد في تنفيذ عقوبات دولية على المسؤولين عن مقتل خاشقجي عبر التنسيق مع الشركاء".

ماي: التفسير السعودي لجريمة قتل خاشقجي "بلا مصداقية"

من جهته، أكد مكتب رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي أنها أجرت اتصالا هاتفيا بالملك السعودي، وأعربت عن مخاوف بريطانيا الشديدة بشأن مقتل خاشقجي.

وأشار المكتب إلى أنها أبلغت الملك سلمان بأن تفسير السعودية لمقتل خاشقجي "يفتقد المصداقية". كما حثت الرياض على التعاون مع السلطات التركية والتزام الشفافية بشأن نتائج التحقيق.

وكانت ماي أكدت أمام مجلس العموم البريطاني أن حكومتها ستمتنع عن المشاركة في منتدى "دافوس الصحراء" بالسعودية والذي وصفه المنتقدين ب"كابوس الصحراء" بسبب تداعيات قتل خاشقجي على المملكة، بينما سيتخذ وزير خارجيتها تدابير ضد المشتبه بهم لمنعهم من دخول أميركا.

أوروبا يطالب بتحقيق دولي محايد في قضية خاشقجي

وأثناء في جلسة للبرلمان الأوروبي في ستراسبورغ، حذّر رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك دول الاتحاد الأوروبي من مغبة السقوط في "دائرة النفاق" في ملف مقتل خاشقجي، مؤكدا أنه يتوقع من دول الاتحاد ومؤسساته تجنب أي "لعبة غامضة"، في إشارة إلى مخاوفه من تغليب المصالح الاقتصادية على الحقيقة.

كما دعت مسودة قرار للبرلمان الأوروبي -ستعرض للتصويت اليوم الخميس- إلى إجراء تحقيق دولي ومحايد في قضية خاشقجي، وطالبت بالتعليق الفوري لعضوية السعودية في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، وبإنشاء "لائحة خاشقجي" التي تتضمن كل المتورطين في الجريمة لفرض عقوبات عليهم.

"الرئيس التاجر" يدخل الخط ويتهم بن سلمان بقتل خاشقجي 

نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الأربعاء، أنه يعتبر ولي العهد السعودي محمد بن سلمان من يدير السعودية، "لذلك فإنه إن ثبت تورط المملكة رسميا، فإن ابن سلمان متهم".

وبحسب تقرير الصحيفة، فإن ترامب يعتقد أن ولي العهد السعودي كان على الأرجح على علم بمؤامرة قتل خاشقجي. 

وقال ترامب للصحيفة الأمريكية، إنه لا يزال غير مقتنع بالنسخة السعودية من الأحداث، ويعتقد أن ولي العهد كان على الأقل على علم بالخطة.

وقال ترامب إنه يجب أن يكون هناك نوع من العقاب للسعودية رداً على قتله، إلا أنه لم يحدد الإجراء الذي قد يتخذه.
وقال: "الأمير يدير الأمور هناك لا سيما في هذه المرحلة... إنه يدير كل شيء في المملكة، لذا فإنه إذا كان أي شخص سيكون متهما بالقضية، فسيكون هو".

ردا على قتل خاشقجي.. الكونغرس يمنع بيع السلاح للرياض؟

في سياق متصل، قال عضو مجلس النواب الأميركي جيمس مكغفرن إن مجموعة من المشرعين الجمهوريين والديمقراطيين طرحوا مشروع قانون في المجلس من شأنه وقف معظم مبيعات الأسلحة للسعودية، ردا على مقتل الصحفي جمال خاشقجي.

ويشمل المشروع حظرا على المساعدة في مجالات الأمن والمخابرات والتدريب والعتاد، دون أن يمتد إلى أنشطة متعلقة بحماية المواقع الدبلوماسية التابعة للولايات المتحدة أو الدبلوماسيين الأميركيين.

كما يتيح المشروع للرئيس دونالد ترامب أن يطلب استثناءات من حظر بيع الأسلحة، إذا قدم هو أيضا تقريرا عن تحقيق أميركي بشأن أي شخص ضالع في مقتل خاشقجي الحاصل على إقامة دائمة في الولايات المتحدة.

وذكر مراسل الجزيرة في واشنطن فادي منصور أن مشروع القانون "يضع قيودا جدية على الرئيس ترامب لا يستطيع أن يتجاوزها إلا أن يبرر قراراته بمصالح الأمن القومي الأميركي".

وتسرع إدارة ترامب وصناعة الدفاع الأميركية الخطى لإنقاذ الصفقات الفعلية القليلة ضمن حزمة أسلحة للسعودية قيمتها 110 مليارات دولار جرى الترويج لها كثيرا، خاصة مع تنامي المخاوف بشأن دور محتمل لقيادة المملكة في مقتل خاشقجي.
 

مديرة "سي آي أي" اطلعت على "الدليل" بقضية خاشقجي

من جهتها قالت صحيفة واشنطن بوست -نقلا عن مصادر- إن جينا هاسبل مديرة وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي أي) استمعت خلال زيارتها لتركيا إلى تسجيل صوتي "لاستجواب الصحفي جمال خاشقجي وقتله".

وذكرت الصحيفة أن ذلك يجعل عضوا أساسيا بحكومة الرئيس دونالد ترامب مطلعا على الدليل الذي تستخدمه أنقرة لاتهام السعودية بتدبير جريمة قتل متعمدة.

ونقلت واشنطن بوست عن مصدر قوله إن "التسجيل الصوتي دامغ، ومن شأنه أن يضاعف الضغط على الولايات المتحدة من أجل محاسبة السعودية على مقتل خاشقجي".

وكذلك أوردت قول المسؤول السابق بالاستخبارات الأميركية بروس ريدل إن الضغط لن يكون إعلاميا بعد اليوم، ولكن الكونغرس سيستدعي هاسبل ليسألها عما سمعته بالضبط.

 

محمد حسن القوجاني

كلمات دليلية :