العالم - مقالات
رغم الانتصارات الاستراتيجية التي حققها الجيش السوري بدعم من حلفائه، واقرار أعداء سوريا بهذا الانتصار التاريخي وعودة عشرات الدول لمحاولة فتح قنوات التواصل مع الحكومة السورية، يشير مصدر دبلوماسي لـ"العهد" الى أن بعض الأطراف في الداخل اللبناني ما تزال تصّر على "طمر الرؤوس في الرمال" ومحاولة تزوير الحقائق، وانكار حق الدولة السورية في الدفاع عن نفسها.
انطلاقا من ذلك، ماذا يعني هذا الموقف المنطلق من أحقاد وأجندات خارجية بحق سوريا وقيادتها؟
يؤكد المصدر الدبلوماسي أن "هذا السلوك العدائي حيال عودة العلاقات بين لبنان وسوريا الى حالها الطبيعية، ليس له ما يبرره سوى الأحقاد أو الارتهان لأجندات خارجية، بل إنه يعبرّ في الحقيقة عن املاءات نظام آل سعود وفي الحد الادنى عن تجاوبهم لنصائح هذا النظام ومعه "المايسترو الاميركي"، وكل ذلك بهدف استخدام هؤلاء الحلفاء بما يتعارض مع المصلحة اللبنانية بالدرجة الاولى، في وقت يدرك هؤلاء أن الأوضاع اللبنانية بلغت حافة الهاوية، خصوصا على المستويات المالية والاقتصادية والمعيشية، بينما عودة العلاقة الى طبيعتها بين البلدين سترتد بشكل كبير على كامل الاوضاع اللبنانية الا اذا كان هؤلاء يدفعون لانهيار الوضع الداخلي بهدف تسليم مفاصل الاقتصاد اللبناني الى صندوق النقد الدولي واخواته من هيئات مالية دولية يحركها الأميركي بما يتناسب مع هيمنته على الدول الصغيرة.
المصدر يلاحظ أنه لا خيار في النهاية سوى بفتح قنوات الحوار والتواصل مع سوريا وحكومتها وقيادتها، مع أن التأخير في هذا القرار لبنانيا سيؤدي الى خسارة لبنان الكثير من الميزات التي من شأنها الانعكاس ايجابا على مستويات متعددة لو ان البعض لا يستمع الى نصائح خارجية لا تخدم المصلحة الداخلية للبنانية. ويشير الى ان من بين أهم هذه النتائج الايجابية الاسراع في اعادة آمنة وكريمة للاجئين السوريين وبالتالي التخفيف كثيرا مما يتحمله لبنان ماليا واقتصاديا وخدماتيا جراء بقاء أكثر من مليون ونصف مليون نازح في لبنان. يضاف الى ذلك فتح الافق الواسعة امام مشاركة لبنان في عملية اعمار سوريا ونتائج هذه المشاركة في انتعاش الواقع اللبناني على كل المستويات.
حسن سلامة / العهد