وفد حوثي في السعودية.. وهدنة «حدودية» غير معلنة

اليمن: هل يمهّد «اختبار النيات» لوقف العدوان؟

اليمن: هل يمهّد «اختبار النيات» لوقف العدوان؟
الأربعاء ٠٩ مارس ٢٠١٦ - ٠٩:٠٧ بتوقيت غرينتش

في ظلّ تصعيد سعوديّ في مختلف جبهات المنطقة، هدأ «الحزم» قليلاً بالإعلان، يوم أمس، عن لقاءات يجريها وفد من حركة «أنصار الله» في المملكة بعد دعوة الأخيرة له، وبوساطة عمانية، في ما قد يقود لاحقا الى نهاية محتملة لحربٍ مدمّرة يقودها «التحالف» السعودي ضدّ الشعب اليمني منذ ما يقارب العام.

ان الإعلان عن الزيارة، ولو أنَّه ليس رسميّاً بعد، يأتي بعد أيّام على وقف عمليّات الجيش اليمني واللجان الشعبية في الداخل السعودي وعلى الحدود بين البلدين، في مقابل وقف الغارات الجويّة على محافظات في الشمال اليمني، وفق إفادة السكّان.
وبينما كانت اللقاءات تتواصل خلف الحدود، أقيم في العاصمة صنعاء مهرجان بعنوان «الوفاء لسيّد الوفاء»، تعبيراً عن «الشكر» لمواقف الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله المنحازة للشعب اليمني، في ظلّ هجمة سعوديّة غير مسبوقة على الحزب.

مفاوضات مباشرة
تقول رواية مصادر متعدّدة أنَّ وفد «أنصار الله» شقّ طريقه من محافظة صعدة إلى منفذ عَلب الحدودي، يرافقه ضابط سعودي رفيع المستوى كان قد وقع في الأسر، كما نقل معه جثامين لجنود سعوديّين، قُتلوا في المواجهات على الخطّ الحدوديّ.
كانت وكالة «رويترز» أوّل من كشف عن الزيارة، نقلاً عن مسؤولَين في «اللجنة الثورية العليا»، أكَّدا أنَّ وفداً من الحركة يزور السعودية، للمرة الأولى منذ بدء العدوان السعوديّ على اليمن قبل عام، لإجراء محادثات تهدف إلى وقف الحرب المتواصلة.
الزيارة التي بدأت أمس الأول برئاسة المتحدث الرسمي باسم الحركة محمد عبد السلام، جاءت تلبيةً لدعوة من مسؤولين سعوديّين بعد أسبوع من المحادثات التحضيريّة السريّة، وفق المسؤولَين.
هذه اللقاءات أكَّدها أيضاً مصدر ديبلوماسيّ يتابع الشأن اليمني، إذ قال إنّه كانت هناك اتّصالات ومحادثات مباشرة بين السعوديين و(أنصار الله).
أمَّا الهدوء على الشريط الحدودي بين البلدين فبدا لافتاً، وفق سكَّان أكَّدوا أنَّه متواصل لليوم الخامس على التوالي، فيما ذكرت قناة «المسيرة» أنَّ آخر غارات تحالف العدوان على محافظة صعدة، كانت في الثالث من آذار الحالي.
وبرغم تلك الإفادات، إلَّا أنَّ مصادر «فرانس برس» قالت إنَّها قريبة من المفاوضين، أشارت إلى أنَّ الوفد أُرسل للتفاوض بشأن وقف لإطلاق النار على الحدود الجنوبية للمملكة، مع الإشارة إلى أنَّ «المحادثات تتركّز فقط (على هذا الجانب) من دون أيّ التزام بشأن قصف المدن والمناطق التي يتواجد فيها أنصار الله».
ونقلت «الأناضول» عن مصدر في «أنصار الله» تأكيده أنَّ هناك مفاوضات «سريّة» مباشرة، تجري بين الحركة والسعودية برعاية عُمانية أثمرت عن تسليم أسير سعودي يدعى جابر الكعبي، وتبادل جثامين، ووقف لإطلاق النار على طرفَي الحدود.
ووصف المصدر المفاوضات، بـ «اختبار حسن النوايا»، على أن تعقبها جولة أخرى تؤدّي إلى وقف تام لإطلاق النار.
ووفق قيادات مقربة من «أنصار الله»، فإنَّ اللقاء جاء تتويجاً لجلسات سريّة عقدت في مسقط وفي العاصمة الأردنيّة عمّان، بين ممثلين عن الحركة وآخرين عن الحكومة السعودية بإشراف أوروبي، وتركزت على موضوع تأمين الحدود، مقابل وقف الغارات، والانخراط في تشكيل حكومة وحدة وطنية.

«أنصار الله» تشكر «السيّد»
بعد خطابه ما قبل الأخير الذي جدّد فيه الوقوف إلى جانب الشعب اليمني، أقامت الهيئة الإعلاميّة في حركة «أنصار الله»، يوم أمس، فعالية «وفاء وشكر وامتنان» للأمين العام لـ «حزب الله» السيّد حسن نصر الله، بعنوان «الوفاء لسيّد الوفاء».
وفي كلمته الافتتاحية، ثمّن رئيس الهيئة الإعلاميّة، أحمد حامد، مواقف السيّد حسن نصر الله، معتبراً أنَّه «عبَّر عن إيمانه العميق وأصالته العربيّة وعظمة القضيّة التي يحملها الشعب اليمني والمشروع الذي يحارب من أجله».
وقال «نحن في خندق واحد، نخوض معركةً واحدة ونواجه عدواً واحداً وإن اختلفت لغته وتعدّدت مشاريعه وتوسعت جغرافية إجرامه»، مبيّناً أنَّ موقف السيد «كشف صهاينة العرب على حقيقتهم وأظهر سوءهم وعمالتهم».
من جهته، أشاد رئيس «تكتل الأحزاب والتنظيمات السياسية المناهضة للعدوان» - أمين عام «حزب الكرامة» اليمني، عبد الملك الحجري، بمواقف «حزب الله» وأمينه العام «العروبيّة المشرفة التي جاءت في لحظة تاريخيّة صعبة، صمت فيها العالم أجمع تجاه المجازر والجرائم التي يرتكبها تحالف العدوان في اليمن».
وحيّا أمين عام «حزب الحق»، حسن محمد زيد، المواقف الشجاعة لـ «حزب الله» وأمينه العام «إزاء ما يتعرّض له الشعب اليمني من عدوان همجي»، معتبراً أنَّ مواقف الحزب «تجاه اليمن والأمة العربيّة والإسلاميّة تجسّد روح الضمير الإنساني الحيّ في ظل صمت عربي ودولي مخجل ومعيب».
ودان المتحدّثون قرار مجلس التعاون الخليجي وبيان وزراء الداخلية العرب اعتبار «حزب الله» منظّمة إرهابية، وقالوا إنَّ «مبرّرات هذا القرار واهية وفي أصله مطلب صهيوني تجاه مقاومة وطنية عظيمة تقاوم الاحتلال وجبروته بحق أبناء الشعوب العربية وفي مقدمتها الشعب الفلسطيني».

السفير

4-2