برج البراجنة بلدتي و «الضيعة» بالنسبة إلينا نحن أهل البرج السنّة والشيعة والمسيحيون والعلمانيون. هي البرج التي احتضنت وتحتضن مواطنين أتوا من كل المناطق اللبنانية إما هرباً من احتلال أو سعياً لحياة أفضل قريباً من المدينة الحاضنة بيروت.
هي البرج التي احتضنت مخيماً للاجئين الفلسطينيين على أمل أن تتحرر فلسطين ويعودوا إلى بيوتهم التي لا يزالون يحتفظون بمفاتيحها في فلسطين. وهو أمل لم ولن يزول.
هي البرج التي فتحت بيوتها للاجئين السوريين الذين لجأوا هرباً من مرارة الحرب في بلدهم، وما زالوا ينتظرون الفرج منذ خمس سنوات.
برج البراجنة حياة وأمل. ذاك السوق الذي استهدف كنا نقصده صغاراً مع أمهاتنا ومراهقين لوحدنا نحتفي فيه بشراء ثياب وأحذية تماشي الموضة بسعر يستطيع اهلنا توفيره لنا. ترى كم من الأطفال والأمهات والمراهقين كانوا في السوق للغاية نفسها عندما قرر الجاهل والحاقد تفجير نفسه.
البرج ليست مذهبية، فلا تُلبسوها ثوباً ليس ثوبها. البرج بناسها وأهلها وسكانها الطيبين لن تحيد عن الحق ولكن ليس على أساس المذهب احتراماً للبلدة و»الضيعة» وتاريخها.
برج البراجنة هي المدرسة التي ارتدتُها والى جانبي رفاق دراسة من كل المذاهب والطوائف.
برج البراجنة التي لا أزال اذكر وأنا في عمر العاشرة، كيف توحدت في مواجهة الاجتياح الإسرائيلي في العام 1982 وتوزعت خيرات الأرض على من بقي من أهلها تحت الحصار وكذلك لإطعام المقاومين من فلسطينيين ولبنانيين.
برج البراجنة تعددت فيها الأحزاب يساراً ويميناً، منها العلماني ومنها الديني. اجتازت الأصعب، ستعيش عواقب الفاجعة وستواسي أهالي الضحايا والشهداء وتساند الجرحى وتستمر، وستواجه التحريض والتطرف بالوحدة والمحبة.
هي بلدتي. أنا بنت البرج.
* زاهرة حرب/ السفير