وقال الشيخ قاسم في كلمة القاها في الليلة الخامسة من محرم الحرام في ثانوية شاهد- طريق المطار: واجهنا في الفترة الأخيرة التكفيريين الذين أطلوا برؤوسهم وعديدهم وعدتهم من سوريا ومن بعض المناطق اللبنانية، هؤلاء مشروع تدمير للإنسانية ليس على مستوى لبنان وسوريا والمنطقة بل على مستوى العالم.
واضاف: نستطيع أن نقول أن التكفيريين هم مأزق دولي، ولكن الاستكبار العالمي ومعه دول إقليمية دعموا التكفيريين بكل إمكاناتهم ليقفوا بوجهنا ووجه مشروع المقاومة، ظنًّا منهم أنهم يتخلصون منّا بواسطة التكفيريين بسرعة ولكن الحقيقة غير ذلك هم أعجز من أن يتخلصوا منّا، الوحيدون القادرون على مواجهة الخطر التكفيري هم المنتمون لمشروع المقاومة والدليل على ذلك: لم يُضرب التكفيريون ضربة قاسية إلا في لبنان وسوريا والعراق بسبب هذا الالتفاف حول مشروع المقاومة في مواجهة هذا الخطر التكفيري، وقد منعنا إقامة إمارات على حدود لبنان سواء من الجانب اللبناني أو من الجانب السوري بسبب التضحيات ومواجهة هؤلاء التكفيريين.
وصرح الشيخ قاسم : من كان يعتقد أنه يمكن أن يستغل التكفيريين قوة ضدنا فهو مخطئ وسيدفع ثمنًا كبيرًا وسيضاعف النتائج التي تحصل، ومشروع المقاومة والحمد لله تعالى فعَّال وسطَّر نجاحات في المنطقة، هل هناك مشروع ناجح في المنطقة إلاَّ مشروع المقاومة؟ .
وتابع : استطعنا في لبنان وفلسطين أن نوجه ضربات قاسية جدًا للمشروع الإسرائيلي، وتحرر لبنان ووقف في مواجهة المشروع الإسرائيلي الذي يرعى المشروع التكفيري، ومشروع المقاومة هو الذي نجح. اليوم المقاومة الفلسطينية حرَّكت الإسرائيليين في كل مناطقهم بالسكين، هذا دليل نجاح فالآخرون يراهنون أن الشباب الذين سيولدون بعد "أوسلو" أو بعد اتفاق "كامب ديفيد" لن يكون عندهم حسٌّ اتجاه فلسطين، فتبين أن هؤلاء الشباب الصغار هم الذين يواجهون أقسى بكثير مما واجهه الإسرائيليون خلال فترات طويلة من الزمن. لولا مشروع المقاومة لما صمدت سوريا خمس سنوات في الوقت الذي وقف العالم بأسره من أجل أن يكسرها، فانكسر العالم ولم تنكسر سوريا. مشروع التكفيريين تمت مواجهته في العراق فتحرر أكثر من ثلث المنطقة المحتلة من قبل التكفيريين ببركة جهاد العراقيين والشعب العراقي والمجاهدين هناك ولكن لم نجد أي شيء من قبل الدول المستكبرة.
وتابع الشيخ قاسم:كل ما قلناه من بداية مواجهة التكفيريين في سوريا حتى الآن، أن هؤلاء خطر على لبنان يجب إزاحته، فتمت إزاحته، وكنا نقول أنه خطر على سوريا فتم ضربه بحيث لا يستطيع أن يدمرها.
وحول الاوضاع الداخلية في لبنان قال الشيخ قاسم:لايمكن أن يستقر البلد طويلًا بعقلية تخرب وتثير النعرات وتطلق تصريحات مستبدة بحسابات دنيئة لا يمكن أن تكون منسجمة مع مصلحة لبنان ومع مصلحة مواطنيه، نجاح الشراكة في لبنان يتطلب حلولًا ولكنهم لا يقدمون الحلول، نحن قدمنا حلولًا في مواقع مختلفة لتنشيط المجلس النيابي وتنشيط مجلس الوزراء ومحاولة معالجة الخطوات التي تؤدي إلى انتخاب رئيس جمهورية ولكن كلها باءت بالفشل لأن الطرف الآخر لم يقبل بها ولا يزال يعرقل حتى الآن.قبلنا بالحوار سواء الثنائي أو الجماعي من أجل أن تهدأ الساحة، ومن أجل أن يرتاح الناس، لأن الحوار ولو لم يحقق إلا حالة من الهدوء فهذا أمر إيجابي فضلًا عن أن يكون هناك عمل أفضل من هذا، ولكن التصريحات من هنا وهناك تتبارى فيما بينها بالإساءة الإعلامية وتوتير الأجواء لحسابات لها علاقة بالمناصب فيما بينهم. بالنسبة لنا هذا التوتير هو قنابل صوتية لا قيمة لها وغير نافعة ولا تقدم ولا تؤخر، وهذا التوتير لن يغير في قناعتنا التي ثبتت بالدليل القاطع أنها كانت دائمًا صحيحة وتحقق إنجازات لمصلحة لبنان، هذا التوتير ماهو إلاَّ وضع عصي في الدواليب الذي سيتعثرون بها لأنهم هم الذين يعتمدون على أخذ مكتسبات الدولة، بينما نحن نعطي ولا نأخذ مكتسبات ونضحي ولا نسأل عن المواقع والمناصب.
واضاف أن "حزب الله هو الجهة الأكثر حرصاً على الوضع والإستقرار الداخلي في لبنان، لذا فهو لم يستجب للفتنة الطائفية، وقد حاولوا تسعيرها كثيراً، ووأدها في المهد ولم ينجر إلى المهاترات السياسية لبعض المتشدقين الذين يتحدثون بالمطولات على المنابر وكأنهم يفهمون وكأن معهم جماعة، لكن حزب الله طوى عنهم كشحاً وتركهم يتكلمون في الفراغ لأنه يعلم أنه لا أثر لكلامهم ولا لمواقفهم " .
وتابع أن "حزب الله هو الأحرص على بناء الدولة وقد تمسك بالحكومة وبالمجلس النيابي وبالدعوة لانتخاب رئيس للجمهورية حرصاً على بنية الدولة، ولكن ماذا فعل الآخرون غير التعطيل"، مشيراً إلى أن "الذي يعطل المجلس النيابي هو جماعة 14 آذار وهم من يعطل الحكومة، حيث اتفقنا على بعض التسويات البسيطة التي تطلق عجلة الحكومة، حتى يكون الشركاء مقتنعين بأنهم شركاء لا أن يكونوا على هامش العمل الحكومي لذا فهم من يعطلون فلم يقبلوا هذه التسويات ويسببون هذه المشاكل" .
وسأل الشيخ قاسم المعطلين :"لماذا لا تريدون انتخاب رئيس تريده جماعته ويريده الشعب اللبناني وتريده الأكثرية؟!، وإذا أردتم إثباتاً على الأكثرية فهناك طرق كثيرة لتعرفوا من تريده الأكثرية، أما إذا أردتم أن تستغلوا مناصبكم لتأتوا برئيس لا يحقق استقرار لبنان ومستقبله فنحن لن نكون معكم (ومن لا يقبل فليضرب رأسه بالحيط) فليعطوا مثلاً واحداً على أنهم مع بناء دولة، فمن عطل سلسلة الرتب والرواتب ومن منع إقرار القروض التي يريدها لبنان للمشاريع التي يمكن أن تؤدي خدمات كثيرة" .
وتمنى الشيخ قاسم أن تتوقف مهزلة إعطاء التوظيفات والمكتسبات للفئات السياسية الموجودة في لبنان، وأن تكون المباراة في كل شيء وهي سبب النجاح بصرف النظر عن الطائفة والمذهب والإنتماء السياسي، وعندها يكون المواطن الناجح الذي يتسلم مكانه بدل أن يأتوا ببعض الزبانية الذين لا يفهمون شيئاً ولا يعرفون شيئاً.