ويبين مراسلنا محمد غريب وفي تقرير من إحدى هذه المخيمات الواقع في إحدى مناطق البقاع اللبناني أن الصغار يلعبون في أزقة هذا المخيم دون النظر إلى ما سيأتي به فصل الشتاء المقبل عليهم ـ وهو لن يتأخر كثيراً ـ ليكونوا أول المتضررين من هطول الأمطار وانخفاض درجات الحرارة.
ويبين أحد السكان أن المازوت لم يأت إلى المخيم لحد الآن ويضيف: "لدينا أطفال.. كما ترون المخيم مليء بالأطفال.. لباسهم صيفاً شتاءاً هو واحد! ماذا يلبسوا؟ كيف يعيشوا؟ فمصير كلهم سيكون إلى المشفيات!"
في مخيمات اللاجئين السوريين التي زارتها كاميرا العالم هذه الأيام لايمكن الحديث عن وضع طبيعي يعيشه أي لاجىء. ونقل رجل من اللاجئين بهذا المخيم صورة قاسية من العام الماضي تبين ما أصاب طفلته جراء البرد حيث أفصح أنها قضت في المخيم متجمدة بفعل البرد.
والقضية هي أن مخيمات اللاجئين السوريين المتوزعة بين منطقة لبنانية وأخرى باتت متروكة دون أي عناية مقبولة من قبل المؤسسات الدولية التي تعنى بشؤونهم. وقد تكون المشاهد هناك خير دليل. وهذا عدا مايقوله بعض المتابعين اللبنايين الذي يعي هذا الغياب وتداعياته.
وتحدث رئيس اتحاد بلديات صور بجنوب لبنان عبدالمسحن الحسيني عن المأساة لمراسلنا بالقول "كم هي إمكانية لبنان كدولة حتى يقوم بهكذا عدد وهكذا كمية هائلة من النازحين؟ ما الذي قدموه للبنان؟ وما الذي تقدمه المؤسسات الدولية الموجودة؟!"
ولايعتبر لبنان الرسمي مخيمات اللاجئين السوريين هذه رسمية؛ وهو يسعى لأن يعود أكثر من مليون وخمس مأة ألف لاجىء من هؤلاء إلى بلادهم؛ لكن دون فائدة؛ هذا عدا عن عدم قدرته على تقديم مايلزم لهم في ظل غياب المساعدات الدولية لأجل هذا الغرض.
وبات واقع لجوء السوريين في لبنان لايحسدون عليه.. ومع قدوم فصل الشتاء فصورة مخيمات لجوءهم ستكون أسوأ مما هي عليه الأن.. باعتبار أن المسؤول عن مساعدة هؤلاء من المؤسسات الدولية لم يحرك ساكناً بعد.
10.31 FA