تعودنا من الإعلام المعادي للعملية السياسية عموماً ومن الإعلام السني خصوصاً منذ نيسان 2003 قوته وإتقانه في تهويل الأحداث والتظلم من أمور ينطبق عليها قول القائل (أتغدى به قبل أن يتعشى بي) .!!!
إذ سرعان ما طالعتنا عناوين الأخبار من وسائل إعلامية معينة بأنباء عن حصول حادثة قتل أكثر من 70 مواطن في مسجد مصعب بن عمير في محافظة
ديالى مع إتهامات وصل بعضها بتسمية بعض القوى والأحزاب الشيعية التي غالباً ما يصفونها بالميليشيات بإرتكاب هذه الحادثة .
ثم تصاعد حجم التفاعل مع الحادثة من قبل بعض القوى المعروف سلفاً هواها وإسلوبها فأعلن بعضها تعليق مشاركته في مفاوضات تشكيل الحكومة وبعضها الآخرالسعي لإجراء تحقيق لمعرفة مرتكبي الحادثة ليوصل الأمر إلى المحاكم الدولية وهو ما لم يحصل جزء بسيط جداً منه مع حادثة مجزرة معسكر سبايكر أو مجزرة البشير أوغيرهاالعشرات . ولذلك فإن الأمر يستحق التوقف والتأمل والتحليل للوصول إلى نتائج مفيدة .
1/ الحادثة حصلت بعد نداءات قادة الكتل السياسية وخصوصاص التحالف الوطني بضرورة عقلنة سقف المطالب للقوى السنية للمشاركة في الحكومة المقبلة والتي وصلت حداً لا يطاق بل وصل الأمر بهذه القوى المطالبة بشروط تعجيزية مثل المطالبة بإطلاق سراح المدان سلطان هاشم أحمد وزير دفاع النظام الصدامي المباد والمدعو أحمد العلواني المتهم بقتل ضباط وجنود من الجيش العراقي والعفو عن المجرم المدان طارق الهاشمي .. إلخ .
وهو ما دفع المرجعية الدينية إلى المطالبة بصراحة في خطبة هذه الجمعة 22/آب في كربلاء من القوى هذه بضرورة ترشيد سقف المطالب لهذه الكتل وبما يتناسب مع الواقع .
لذا فإن هناك شكوك قوية جداً بأن من يقف خلف هذه الحادثة له علاقة قوية مع هذه القوى ذات سقف المطالب المرتفع من أجل مساعدتهم في الضغط أكثر على التحالف الوطني الذي يملك أغلبية عظمى في البرلمان وبالتالي تشكيل حكومة يكون صوته فيها عالياً وهو ما تخشى منه هذه القوى خصوصاً بعد أن فقدت أبرز أعذارها في شخصنة المشاكل بشخص نوري المالكي .
2/ الحادثة حصلت قبل يوم واحد فقط من إنعقاد جلسة مجلس النواب لمناقشة مجزرة (قاعدة سبايكر) التي ذهب ضحيتها قرابة 2000 ألفي شهيد مُعظمهم من الشيعة ، فكانت حادثة مسجد مصعب بن عمير مع حملة من التهويل والإستعداء الإعلامي بقيادة قنوات معروفة بمواقفها من العملية
السياسية والمكون الشيعي تحديداً مثل قناة العربية والشرقية والتغيير ... إلخ خير معين للتغطية على مجزرة سبايكر الفظيعة في بعدها الطائفي وطريقة الإجهاز على أرواح الجنود العزل .
3/ الإنتصارات التي حققتها فصائل المقاومة الإسلامية ومتطوعو الحشد الشعبي المنضوية تحت خيمة الجيش العراقي ضمن تشكيلات قانونية دستورية تسببت بإحراج وقلق كبير جداً لدى الإدارة الأمريكية والقوى المرتبطة بها من الأحزاب ذات الهوى السعودي والقطري والتركي .
ولأن إنهاء أو إيقاف زحف وإنتصارات هذه القوى والذي وصل الآن قاب قوسين أو أدنى من الموصل فإن أفضل طريقة يمكن أن تقوم بها هذه الجهات هي التهويل والتشويه والإفتراء بحق هذه الفصائل المقاومة (الشيعية) التي تبذل الغالي والنفيس من أجل أبناء الموصل وتكريت من السنة لأن هدفهم معلن وواضح لا علاقة له بالطائفية إنما بالقضاء على التكفيريين الدواعش وأمثالهم .
خلاصة القول فإن هذه الحادثة وغيرها أصبحت أساليب وألاعيب سياسية قذرة ومكشوفة ولم تعد خافية على أحد من السياسيين الصادقين إلا من لديه مرض أو غرض والله غالب أمره.
كتائب الإعلام الحربي الداعم لنداء المرجعية الدينية المباركة.
صاحب المقال : حسین الدهلکي