روحاني: اذا طلب العراق مساعدتنا رسميا فاننا مستعدون

روحاني: اذا طلب العراق مساعدتنا رسميا فاننا مستعدون
السبت ١٤ يونيو ٢٠١٤ - ٠٦:٥٤ بتوقيت غرينتش

أكد الرئيس حسن روحاني تعليقا على الاحداث الجارية في العراق، ان الارهاب سيتحول الى وبال على الدول التي تساعد على بقائه وتقويته، مضيفا ان سقوط مدينة كبيرة كالموصل لم يحدث بين ليلة وضحاها بل ان سقوطها يؤكد وجود تنسيق وراء الكواليس.

واوضح الرئيس روحاني "في مؤتمر صحفي بمناسبة مرور عام علي الانتخابات الرئاسية التي جرت في الرابع عشر من حزيران/يونيو الماضي والتي ادت الى فوزه"، ان بعض الدول الغربية تقدم الدعم السياسي والاعلامي للارهابيين، كما ان من الواضح أن الجماعات الارهابية تتلقى الدعم من بعض دول المنطقة.
وصرح روحاني بان الشعب العراقي لديه القدرة على دفن الارهاب لوحده دون حاجة للآخرين موضحا ان العراق دولة صديقة وشقيقة والحكومة والشعب العراقي لم يطلبا منا التدخل في هذا المجال وان ايران مستعدة للرد في اطار القوانين الدولية اذا طلب العراق ذلك رسميا.
واكد الرئيس الايراني ان الارهاب لا يطيق الديمقراطية في أية منطقة وان مسالة الارهاب في المنطقة تحظى باهمية كبيرة وانه ليس هناك خيار آخر أمامنا سوى مكافحته.

واوضح الرئيس الايراني بان مسالة دخول قوات ايرانية الى العراق للتصدي لعناصر تنظيم "داعش" لم تطرح لغاية الان واستبعد ان يحدث هذا الامر لكنه اكد في الوقت ذاته بانه "لو اقتربوا من حدودنا فاننا سنتصدى لهم بالتاكيد".

اعتبر الرئيس الايراني سقوط مدينة الموصل لا يعني تحركا ناجحا لزمرة ارهابية في العراق بل ان هنالك قضايا اخرى كامنة وراء الستار، واضاف، ان فشل (بعض الجهات) في الانتخابات لا ينبغي التعويض عنه بقتل الشعب.

الضغط والتهديد لايمکن ان يكسرا عزم الشعب الايراني
من جهة اخرى، قال الرئيس روحاني ان الملحمة التي سطرها الشعب الايراني في الانتخابات الرئاسية التي جرت العام الماضي، اثبتت ان الشعب عازم على مواصلة مسيرته وان الضغط والتهديد لايمکن ان يمسا  من عزمه، مضيفا ان الشعب اثبت من خلال مشارکته الواسعة في الانتخابات ثقته بثورته وبنظامه.
وشدد بالقول ان الانتخابات في العام الماضي هي احياء للثقة العامة ذلك الرأسمال الاجتماعي الکبير الذي جسد ثقة الشعب بنفسه وبصوته وبتواجده على الساحة وبالحکومة التي تعتمد نهج التدبير والامل والاعتدال.
ومضى يقول: ان الشعب الايراني شعب له جذور و حضارة عريقة، استطاع ان يصمد امام کل الضغوطات وان انتخابات 14حزيران کانت رسالة ضد التطرف وجميع المتطرفين الذين تصوروا بانهم قادرين على اخضاع هذا الشعب عبر الضغوط و التهديد.
وشدد بالقول ان رسالة الانتخابات الرئاسية في ايران هي رسالة الاعتدال و السلام والتعامل مع العالم و كذلك التطور المتوازن و المنسق والمستدام.
كما شكر الرئيس روحاني قائد الثورة الاسلامية لتوجيهاته الحکيمة ودعمه للحکومة التي انتخبها الشعب وقال: لاشك ان يقظة الشعب ووعيه الى جانب ارشادات سماحة القائد والعناية الربانية والتفاتات ولي العصر والزمان هي التي مکنت شعبنا الايراني العظيم من انتخاب حکومته وان يکون هو الفائز الاول في الانتخابات.

لیست هناك مشکلة في تبادل الرسائل مع الرئیس الاميرکي

كما اکد الرئيس حسن روحاني خلال هذا المؤتمر انه لم يتسلم رسالة من الرئيس الاميرکي باراك اوباما عبر قسيس او اي شخص آخر.
واوضح ان "تبادل الرسائل بيني و بين اوباما لا يحتاج الى تعقيد فهو کتب في بداية رئاستي رسالة فقمت بالرد عليه وليست عندنا مشکلة في هذا المجال".
وشدد "إذن، توجد طرق کثيرة وقنوات رسمية وغير رسمية کما التقى مسؤولون في الخارجية الايرانية نظراءهم بالخارجية الاميركية ويمکن ان يتم بهذا الطريق".
التوصل لاتفاق نووي انجاز کبير وقد ندخل مرحلة إعداد الإتفاق هذا الاسبوع

وقال الرئيس روحاني ردا علي سؤال حول اقتراب موعد الاتفاق النهائي وهل يمکن التوصل الى نتيجة ام لا؟  ان الحکومة الايرانية اعلنت ومنذ البداية ان الموضوع لايمکن حله الا عبر المباحثات مع مجموعة 5+1ونحن حاولنا کي نتوصل الى اتفاق في فترة قصيرة وهذا بحد ذاته إنجاز کبير وهو ما أثار إستياء البعض بمن فيهم الصهاينة.
واضاف: اهم ما تحقق حتى اليوم هو ان ايران اثبتت لکل العالم انها تدعو إلى المباحثات وهي اهل لذلك وجادة في الامر.
ومضي قائلا: "العشرون من يوليو/تموز هو موعد التوصل الى اتفاق نهائي فاننا إن لم نتوصل لذلك فالظروف لا يمکن ان تعود الى ما کانت عليه سابقا فجدار الحظر قد تصدع وهذا ما استطعنا اثباته للجميع".
وقال ان ايران باتت منفتحه على العالم والوضع لايمکن ان يعود الى الماضي تحت أي ظروف حتى الاميرکيين يعرفون ذلك ففي حال لم تتوصل المباحثات الى نتيجة فالعالم کله يعرف ان اميرکا و الصهاينة هم السبب في ذلك وان ايران عازمة على التوصل الى حل. الحکومة جاده في المباحثات لکنها في نفس الوقت مستعدة لاي ظروف واتخذت الخطوات اللازمة.
وقال ان الغرب لابد ان يستفيد من الفرصة فلازالت امامنا 5 اسابيع و الاستراتيجية الايرانية قائمة على التعامل البناء مع العالم.
وشدد بالقول ان الخلافات مع مجموعة 5+1 لابد أن تحل بحسن النية والارادة الجادة.
وحول وجود بعض الخلافات بين ايران و مجموعة 5+1 وهل ان ذلك يعرقل التوصل الى الاتفاق النهائي اکد الرئيس روحاني نحن نتابع مسارنا ومقبلون على عمل عظيم.
واوضح ان مکانة الجمهورية الاسلامية في ايران لا يمکن مقارنتها بمکانتها السابقة واعتقد ان ايران جادة مع الطرف الاخر والمباحثات لو وصلت الى نتيجة فالجميع سيربح منها و اذا لم تصل الى مبتغاها فلن تکون لصالحهم لان ايران الان هي بلد مهم وباتت مرکزا اقتصاديا مهما يجذب الاستثمارات الاجنبية مما سينعش الاقتصاد ويؤدي الى ازدهاره.
وصرح الرئيس الإيراني بأنه قد يدخل المفاوضون الإيرانيون والغربيون مرحلة إعداد الإتفاق النووي خلال مفاوضاتهما التي ستنطلق الأسبوع الحالي.
وشدد علی أن الوصول إلی إتفاق مع مجموعة 5+1 لايعني نهاية التعاون مع العالم بل هو البداية وهذا الإتفاق هو من أكبر الإتفاقات في التاريخ السياسي لا علی الساحة الإقليمية بل وعلی مستوی العالم ايضا وهو يصب في مصلحة المنطقة وإيران والعالم والإستقرار والأمن وكل شئ.

 العلاقات مع دول الجوار تحظى بأهمية بالغة
واکد الرئيس روحاني ان العلاقات مع الدول الجوار تحظى باهمية بالغة ونحن ندعو الى علاقات جيدة و حسنة مع جميع هذه الدول ولاشك ان تبادل الزيارات ستکون ارضية مناسبة لبحث سبل تعزيز التعاون و انهاء سوء الفهم.
و اضاف الرئيس روحاني "انه لابد ان نقوم بتبادل وجهات النظر بشأن القضايا التي تحظى باهمية بالغة ولا شك ان الارهاب له تداعيات سلبية علي المنطقة کلها وان الدول التي تقدم الدعم للمجموعات الارهابية ستکون الخاسر والمتضرر الاکبر لذلك يجب طرد الارهاب و معاقبة الارهابيين و هذا لا يمکن ان يتحقق الامن خلال تعاون دول المنطقة".
وردا على سؤال حول امکانية تعاون ايرن و اميرکا للتصدي لتنظيم داعش الارهابي قال: نحن قلنا ان کل البلدان لابد ان تتعاون مع بعضها البعض لمکافحة الارهاب ولاشك ان العراقيين هم اليوم قادرون على التصدي لهذه الظاهرة واميرکا لم تعلن بعد عن الخطوات التي قد تتخذها في هذا المجال.
وفي جانب آخر من مؤتمره الصحفي تحدث الرئيس روحاني حول مشارکة المنتخب الايراني لکرة القدم في مونديال البرازيل وقال: ان العالم يتابع ما يجري على الصعيد الرياضي وان الشعب الايراني من مشجعي کرة القدم و نرجو ان يکون حضور المنتخب في هذه البطولة مقدمة للمزيد من النجاحات في الساحات الرياضية المختلفة.
واعرب عن امله في ان يتمکن المنتخب الايراني من ادخال الفرحة الى قلوب الشعب الايراني.