باختصار العراق وسوريا جبهة واحدة

باختصار العراق وسوريا جبهة واحدة
الجمعة ١٠ يناير ٢٠١٤ - ٠٢:١٦ بتوقيت غرينتش

ليس من أحداث تمر بلا خلفيات و وقائع، العالم لا يمزح عندما تتجه أهدافه لتصل حيث خطط. نفهم بالتالي ان ليس ما يجري أمامنا وعلى الشاشات هو الحقيقي، ما هو خلف المشهد أو الصورة هو الأهم والمثال.

يكاد ينطبق ذلك على معرك الانبار، وعلى معارك شمالي سوريا .. التواصل بين منطقتي الانبار والشمال السوري مؤكد من حيث أهميته الاستراتيجية للذين يعتقدون ان بالامكان ايجاد عازل بين سوريا والعراق أولا، يكون مقدمة للعزل السوري عن ايران، ومن ثم عن حزب الله، فالخطط القديمة التي اصيبت في الصميم من جراء سقوط منطقة القصير ثم منطقة القلمون، اعاد النظر لدى مخططي المشروع ومموليه لاستئناف سيناريو آخر، فالمهم دائما، منع التواصل بين اصحاب المشروع الواحد، الذين هم ابناء مستقبل واعد في المنطقة، وليس غيرهم.

لا شك ان الجيش العراقي قدم تجربة مهمة في حربه ضد التكفيريين، تجربة تكاد تعيد الأمل بنمو هذا الجيش و وصوله من جديد ليكون قبضة الأمة وليس العراق وحده في لحظات الشدة.

نمو هذا الجيش يعيد الثقة الى العراقيين والى المحيط المتأمل ان يقوى عوده كي يرتب عليه حلم اضافة القوة الجديدة على التجربة السورية في حربها ضد التكفيريين. هنالك مصلحة سورية في قوة الجيش العراقي وفي اعادة دوره الذي غاب سنوات بوصفه المناعة الوحيدة التي تمنح العراق حياة نظيفة.

صحيح أن من منح الجيش العراقي من سلاح سيفرض في النهاية شروطه، لكن المهم ان اتجاهات الجيش الأخيرة في ضرب منابع الارهاب على مستوى محافظة بكاملها توازي محافظة حمص وأكثر، ليست بعيدة عن الاتجاه الاميركي وعن عقلنته في هذا الخيار الذي هو خياره في الاساس.

لا نقول ان المطلوب وحدة ولو مؤقتة بين الجيشين السوري والعراقي، ريثما ينجلي الغبار الأخير عن تصفية كل القواعد التفكيرية على ارض البلدين، لكننا نعلم ان قيادة الجيشين تعملان ضمن مشروع واحد ان بتنسيق أو من دونه من اجل هذا الهدف الثمين الذي جاء توقيته ويجب إلا يغيب عن البال، كونه القادر على ادارة المعركة بشكل متكامل حتى لا تكون هنالك ثغرات يمكن ان يفر منها التكفيريون الذين نعلم انها لن تكون النهاية الحتمية لهم، لكنها الضربة القاصمة التي تجعلهم أمام خيار التسليم أو اعادة الكرة مرات الى اللحظة التي يقضى عليهم تماما.

تعرف القيادة العراقية كما القيادة السورية من هم ممولو مشروع التكفيريين وما هي الاسباب التي تدفعهم الى خيار من هذا النوع. ولدى القيادتين كل المعلومات الكافية عنه. ولذلك، يبدو الصراع جليا بين من هم خلف المشهد والصورة، وبين سوريا والعراق.. بين من يتأبطون شرا، وبين من يريدون طرد هذا الشر وسحقه.

صراع لن يجد فيه ممولوه ومخططوه سوى الهزيمة التي باتوا يعتقدون انها واقعة، ولهذا، كلما احتدمت المعارك وتتابعت الخسائر، تدافع الممولون لرمي المزيد في كل ما تحتاجه المعارك الأخرى طالما ان القاتل والمقتول من ابناء البلد الواحد. سوريا والعراق، البلدان الشقيقان، عليهما ثقل المعركة أو المعارك المقبلة، وهي من المسؤوليات الملحة التي تتطلب تنسيقا عاليا في ظروف بلدين يتم الاعتداء عليهما من قبل دول عديدة.. ومثلما نخاف على الجيش العربي السوري، فنحن نخاف ايضا على الجيش العراقي الذي يعيد الأمل في معاركه الأخيرة لكنه يفتح العيون الصهيونية عليه من جديد.

*زهير ماجد - المراقب العراقي