اردوغان يغير قناعه!!
تقول الصحيفة في مستهل مقالها بدأت تركيا ترى تحطم انجازات حلفائها الاسلاميين في المنطقة وكذلك تبديد احلامها في سوريا، فلقد اسقط محور المقاومة في المنطقة وصمود الجيش السوري طموح تركيا في هذا البلد.
وتشعر تركيا في هذه الظروف، التي تركتها حلفائها الغربين وحيدة، في المنطقة وفي الحرب ضد سوريا، بالعزلة الاقليمية بصورة كاملة.
ان هذا البلد يعيش خطر العودة الى منتصف العقد التسعين، حيث بلغت التوترات الإقليمية لهذا البلد مع اوروبا والدول الاوروبية والاقليمية ذروتها.
وان وسائل الاعلام العالمية تشير إلى ان ترکيا بدأت ببذل جهود کبيرة من اجل التقارب مع جاريها العراق والجمهورية الاسلامية في إيران، لتحسين صورتها الاقليمية التي تضررت کثيرا وعزلتها في منطقة الشرق الاوسط نتيجة للنزاع الدائر في سوريا وتوتر علاقاتها الدبلوماسية مع مصر .
فمنذ سنوات اظهر رئيس الوزراء الترکي "رجب طيب اردوغان" الرغبة في فرض بلاده کلاعب اساس على المسرح السياسي الاقليمي، لكن النزاع المستعر الدائر في سوريا منذ اذار 2011 اسقط طموح وبدد احلام "اردوغان" المعادي للنظام في دمشق فيما تسود البرودة علاقاته مع إيران والعراق وحتى مع الكيان الصهيوني، ليضاف الى ذلك اليوم الازمة الدبلوماسية بين انقرة والقاهرة، فقد طرد النظام المصري السبت السفير الترکي في القاهرة بعد تصريحات لاردوغان قال فيها انه لا يکن اي احترام لمسؤولين يعينهم الجيش في اشارة الى اولئك الذين طاحوا بالرئيس المصري السابق محمد مرسي.
وتمضي الصحيفة موضحة بان السفير الترکي السابق في واشنطن "فاروق اوغلو" نائب رئيس حزب الشعب الجمهوري المعارض قال، ان ترکيا اليوم هي البلد الذي يسبح وحده في الفراغ.
واردوغان الذي شوهت صورته في الخارج بعد القمع العنيف للمظاهرات الشعبية التي حصلت في ترکيا في تموز الماضي، دافع عن سياسته من خلال اعلانه أن بلاده تقف الى جانب "اهل الحق"، أيا کان عرقهم أو دينهم. واکد ان حکومته تدعم الاحزاب الديمقراطية في العالم، وقال نحن لا نحترم ابدا اولئك الذين لا يحترمون الحقوق السيادية للشعب!!.
ان بعض الخبراء الاتراك اشاروا إلى تصريحات اردوغان هذه، وقالوا ان تركيا ادركت فشل سياستها وبدات بالشروع في البحث عن توازن جديد، ولهذا فان أردوغان بصدد اعادة تقييم موقع ترکيا الاقليمي في ضوء اخفاقات سياستها في سوريا، رغم انها لم تکن تتصور أن سقوط هذا النظام سيستغرق وقتا طويلا، ولهذا بدأت أنقرة فعليا باتخاذ خطوات من اجل التقارب مع إيران والعراق.
وتابع المقال ان "اردوغان" نوه اخيرا الى ان المشاريع المشتركة مع ايران والعراق يمكنها ان تساعد على استتباب الامن والاستقرار في المنطقة، معلنا عن ان مؤتمر جنيف 2 يمكن ان يكون خطوة على طريق حل الازمة في سوريا.
واخيرا فان اردوغان الذي كان لغاية امس من المؤيدين الاشداء للارهابيين السوريين ومن الاعداء المعاندين ضد نظام الاسد، لكنه الان وفي تغيير عجيب، اتهم المعارضين السوريين بارتكاب اعمال العنف وسفك الدماء في سوريا.