الوفد البرلماني الكويتي زار ايران في وقت حساس

الوفد البرلماني الكويتي زار ايران في وقت حساس
الأربعاء ١٩ يونيو ٢٠١٣ - ٠٦:٢٧ بتوقيت غرينتش

طهران (العالم) 19/6/2013- اكد رئيس لجنة الصداقة البرلمانية الكويتية الايرانية النائب الكويتي السابق احمد عبدالمحسن المليفي اهمية زيارته والوفد المرافق له للعاصمة الايرانية طهران في هذه المرحلة التي تمر بها الامة الاسلامية والامة العربية من حراك سياسي وحراك مجتمعي وكذلك الهجمة الخارجية على الامتين.

واشار المليفي في لقاء خاص مع قناة العالم الاخبارية تم بثها اليوم الاربعاء الى لقاءاته مع رئيس البرلمان الايراني علي لاريجاني وكذلك مع وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي واهداف زيارته الى طهران وقال : ان زيارتنا في هذه المرحلة التي تمر بها امتنا الاسلامية وامتنا العربية من حراك سياسي وحراك مجتمعي وكذلك الهجمة الخارجية علينا فهي مهمة جدا ومن المهم جدا التباحث وجها لوجه ومن المهم جدا ان نضع كل الامور على طاولة البحث لكي نستطيع ان نحقق اكبر قدر ممكن من الفائدة من خلال هذا الحراك السياسي ومن خلال مشاركة شعبية اعمق تكون اكثر فاعلية في ترشيد القرار السياسي ، ولاشك بان زيارة ايران كدولة لها مكانتها ولها تاثيرها في كل مايحدث في المنطقة وبالتالي فان الجمهورية الاسلامية الايرانية لايمكن تجاوزها فيما يحدث على الساحة السياسية في العالم حولنا وفي المنطقة .

واشار "اننا استطعنا خلال هذه الزيارة ان نناقش بكل وضوح وشفافية القضايا الثنائية والقضايا المطروحة في المنطقة واعتقد اننا وجدنا انفسنا باننا نقف في منطقة مشتركة وهي اننا ننبذ العنف وننبذ استخدام القوة او التهديد باستخدام القوة ، فنحن نتحدث عن الحوار ومناقشة كل القضايا وليس خطأ او عيبا ان تكون هناك مشاكل بين الجيران وهذا محدود ويحدث بين العائلة الواحدة وبين الدولة الواحدة لكن الخطأ هو ان لانناقش هذه المسائل وان نقفز منها الى مشاكل اخرى وهنا كان منطق الحوار في حل هذه القضايا والوصول دائما الى منطق وسط واعتقد انها واحدة من القضايا الوسط التي وصلنا اليها من خلال نقاشنا مع المسؤولين في ايران."

العلاقات الكويتية الايرانية
وحول بقاء العلاقات الايرانية الكويتية متينة رغم وجود بعض التوتر في علاقات ايران مع دول في الخليج الفارسي قال المليفي : ان العلاقات الايرانية الكويتية هي علاقات عميقة وتاريخية وقديمة وذات ابعاد كثيرة فنحن يجمعنا الدين وتجمعنا العلاقات الاجتماعية والنسب وتجمعنا كذلك العلاقات التاريخية والاقتصادية وبالتالي فان مثل هذه العلاقات تواجه بعض المحطات وخلافات في تاريخ مرورها لكن تبقى هذه الخلافات عبارة عن نقاط صغيرة في سجل تاريخ طويل جدا لا يمكن ان تؤثر فيها .
وتابع: نحن في الكويت نثمن موقف الجمهورية الاسلامية اثناء الغزو العراقي للكويت وبالتالي موقف الجمهورية الاسلامية بدعم الحق الكويتي ورفض الغزو العراقي الصدامي البعثي على الكويت وهذا موقف لن ينساه الكويتيون ، في الحقيقة مهما حدثت من خلافات ونحن كقيادة رسمية وكحكومة الكويت وكشعب كويتي ونحن نمثل البرلمان الكويتي لدينا القدرة لان نفصل بين الاستراتيجية في العلاقة بين جار مسلم وقوي مثل ايران وبين ما يحدث من خلافات وان الخلافات نضعها في حدودها ونناقشها في حدودها دون ان تؤثر على مجمل العلاقات بصورة عامة بيننا وبين اخواننا واشقائنا في الجمهورية الاسلامية ولذلك بهذا التفكير وبهذه الرؤية وبهذه الروحية التي نحن نعيشها ككويتيين ويعيشها اخواننا في ايران استطعنا ان نتجاوز الكثير من المطبات والكثير من الازمات في الطريق وقد بقيت هذه العلاقة قوية وقد بلغت مستمرة ولاتنقطع .

الموقف الكويتي من احداث سوريا
وفيما يتعلق بموضوع سوريا وتأثير ذلك على العلاقات بين ضفتي الخليج الفارسي وكيفية العمل المشترك بين ايران وباقي الدول العربية وخاصة دول الخليج الفارسي من اجل التوصل الى حل سلمي للازمة السورية بما يمكن من تحقيق مطالب الشعب السوري مع النأي بسوريا من التدخلات الاجنبية قال : ان ما يحصل في سوريا امر محزن وامر مؤلم ان يكون جزء من الوطن العربي يعيش في مثل هذه الحالة وان المتضرر في النهاية هو الشعب الذي يعيش الان خارج وطنه مشردا ولاجئا .
وتابع: ان ما يحزننا ايضا ان يحصل هذا الشيء لسوريا الذي هو وطن كان في المواجهة مع العدو الصهيوني وان ينشغل في مشاكله الداخلية وهذا يهمنا جميعا وانه بالتالي فان رؤيتنا مع اخوتنا في الجمهورية الاسلامية قريبة من بعضها كثيرا لانه يجب ان يكون هناك حوار ويجب ان يكون هناك اصلاحات داخلية في سوريا لكي يأخذ الشعب حقه ويأخذ دوره في المشاركة في اتخاذ القرار وكذلك رفض التدخل الخارجي والاجنبي.
واضاف: اعتقد ان الخروج من هذه الازمة ليس بمزيد من العنف وانما بمزيد من الحوار حتى تستطيع سوريا ويستطيع الشعب السوري ان يخرج من هذه الازمة باقل الاضرار واكثر المنافع .

الدور الكويتي في ترطيب العلاقات الايرانية السعودية
وفيما يتعلق بعلاقات ايران مع السعودية والدور الذي يمكن للكويت ان تلعبها في ترطيب هذه العلاقات بين ايران والسعودية وايران ودول مجلس التعاون في الخليج الفارسي قال : ان زيارتنا لم تكن فقط لتعزيز العلاقة بين الكويت وايران او بين البرلمان الكويتي والبرلمان الايراني ونحن نريد ان لا تكون ثمار علاقتنا الثنائية على البلدين وانما على المنطقة ككل ونحن كبرلمانيين الذين نمثل الشعوب ويهمنا استقرار المنطقة لدينا طموح بان تكون هذه العلاقة مفتاح لتقوية العلاقة وازالة كل بوادر الخلاف او اي سوء فهم بين كل المنطقة ككل ونريد ان نكون طرفا مع الجمهورية الاسلامية الايرانية في حل القضايا عن طريق الحوار وفي الحقيقة سمعنا كلاما طيبا جدا من وزير الخارجية الايراني وكان كلاما طيبا جدا وقد ابدى استعداده شخصيا لان يذهب لحل القضايا المطروحة كالسعودية وسوريا والامارات والبحرين كذلك وقد سمعنا رؤية ايجابية ورؤية منفتحة واستعدادا كاملا لحل مثل هذه القضايا من خلال الحوار والنقاش لحلها حتى نزيل هذه الخلافات ونتطلع الى المستقبل .
وتابع: نحن لانريد ان نعيش في حاضرنا ونتطلع الى الماضي ونحلم بمستقبل آمن لهذه المنطقة خاصة ونحن في منطقة الخليج عندنا امكانيات كبيرة وثروات بشرية ومادية وتراث كبير جدا واعتقد اذا اخرجنا المنطقة من هذا الصفيح الساخن وبدأنا نتفرغ الى التنمية الحقيقية نعتقد باننا نستطيع ان نحقق تنمية ومستقبلا باهرا لشعوب هذه المنطقة وللمنطقة كلها ونستطيع ان ننافس دولا كبيرة جدا خاصة ونحن في عصر العولمة ولم يعد للكيانات الصغيرة تأثير حقيقي خاصة في الجانب الاقتصادي كالكيانات الكبيرة التي تستطيع ان تنافس الآخرين.
واضاف : نحن قادرون على التغلب على المشاكل وان عوامل التعاون بيننا وعوامل الاتفاق كثيرة جدا ولو قدمناها لم نجد الوقت حتى نتحدث عما نختلف عنه ونحن فعلا كنا متفقين حول حل قضايانا بالحوار الحضاري والحوار الاخوي واعتقد اننا سنستطيع ان نخرج من هذه الازمة ومن عنق الزجاجة هذه على امل ان يحقق المستقبل ان شاء الله الخير والتنمية لشعوب المنطقة خاصة ونحن قلقون من قضايا بدأت تبرز مثل التطرف الديني والطرح العنصري والطرح الطائفي من كل الاطراف وهذا في الحقيقة امر خطير جدا ومقلق وان ما يحدث من طروحات من هذا النوع يقلقنا لانه لايتفق مع الاسلام .

الفتنة الطائفية في المنطقة
وحول الفتنة الطائفية التي تضرب دولا وشعوبا في المنطقة وتاثر الكويت التي لديها خليط من الشيعة والسنة بها وكيفية امتصاص خطر هذه الفتنة الطائفية والمذهبية قال : انا اعتقد ان هناك اكثر من اداة واكثر من وسيلة لكنها تاخذ وقتا فيجب تربية الجيل القادم باحترام الرأي الآخر وعدم اقصاء الرأي الآخر والتعايش مع الرأي الآخر وانا اعتقد عندما نخلق جيلا يجب ان نتفرغ للتربية والثقافة ويجب ان نعلم ان ثقافة المجتمع هو احترام الرأي الآخر واحترام الانسان بانسانيته والقدرة على التعايش مع الرأي الآخر اضافة الى تحقيق العدالة والمساواة في كل مجتمع .
وتابع: يجب على الانسان سواء كان مواطنا او مقيما ان يأخذ حقوقه بعيدا عن التمترس بطائفيته او بقبيلته او بعائلته او بعرقه ويجب تحقيق العدالة ومحاربة الفساد بكل اشكاله فهذا يجعل الانسان يلتف حول مؤسسة الدولة وليس مؤسسة الطائفة والقبيلة والعرق بل يلتف حول مؤسسة الدولة ويحميها .
واضاف : علينا نحن كمفكرين وكسياسيين وكقادة ان لانستخدم هذا الخطاب لتحقيق المزيد من الشعبوية او حل قضايا اخرى لان هذا الخطاب يتلقاه الانسان البسيط ويؤثر فيه تأثيرا كبيرا جدا ويجعله قوة كبيرة جدا يصعب بعد ذلك التحكم فيها ونحن كقادة وكمثقفين مسؤولين ان لانستخدم هذا الخطاب الطائفي سواء للهروب من مشاكل فشلنا نحن في حلها ونذهب الى هذه المسائل لاشغال الناس بها او لتحقيق المزيد من الشعبوية حتى على مستوى الانتخابات المحلية وان هذا سيؤثر على العلاقات السياسية والدولية بين الدول الاخرى .
وتابع : انا على يقين بان الخطاب العرقي والطائفي يقسم مجتمعاتنا الى جزر صغيرة وهذا اخطر خطاب واخطر تقسيم لانه ينطلق من العقيدة والثقافة والقيم واذا الانسان انطلق من عقيدة خاطئة وفكر خاطئ فمن الصعب جدا ان تصلحه وبالتالي علينا مهمة كبيرة جدا بان لا نتكلم عن واقع بل نحلم بالمستقبل ونتعايش كاخوة وكمتحابين واذا اختلفنا تكون لخلافاتنا حدود لانخرج عنها بحيث لاندمر بعضنا البعض ولايصعد بعضنا على حطام الآخر او لايفكر بان يصعد على حطام الآخر .
وحول مسؤولية علماء الدين وخاصة بعد قيام بعض علماء الدين المتشددين بتبني خطاب متشدد يكفر الطرف الآخر ما يغذي الفتنة الطائفية والمذهبية في المنطقة وكيفية اصلاح هذا الوضع قال : كما قلت لك ان هذا مسؤولية جماعية على القادة السياسيين وعلى المفكرين وعلى رجال الدين ويبقى العنصر المهم هو خلق مواطن واع , ان رجل الدين هذا ومن اجل ان يحصل على تصفيق الجماهير يطرح الطرح الطائفي او العنصري هذا لانه يجد اناسا تستمع اليه لكن اذا خلقنا هذا المجتمع الذي يرفض هذا الخطاب سيجد رجل الدين هذا نفسه منبوذا من المجتمع  او الرجل السياسي هذا نفسه منبوذا من المجتمع عندما يطرح خطابا لا يتفق مع ما تربى عليه فكر الانسان ونما عليه الانسان من احترام الفكر الآخر وعدم اقصاء الطرف الآخر , اننا لانريد اليوم ان يعيد التاريخ نفسه وندخل في حروب طائفية او حروب عرقية لان حروب السابق كانت بالسيف والخنجر لكن حروب المستقبل حروب مدمرة ولايوجد فيها منتصر ويجب ان نجنب الاجيال القادمة من خلال مانزرعه اليوم من فكر حر ومتطور وقادر على ان يستوعب الآخر دون ان يقصيه .

الكويت والنووي الايراني
وحول الحساسيات الموجودة لدى الكويت تجاه محطة بوشهر النووية وكذلك التهديدات الاسرائيلية بضرب المنشآت النووية الايرانية ومن بينها محطة بوشهر النووية قال : ان الاخ وزير الخارجية الايراني ابدى استعداده لاستقبال اي وفد ونحن سننقل هذه الرسالة للمسؤولين ونحن لسنا اصحاب القرار التنفيذي في هذا الجانب اما فيما يتعلق ب"اسرائيل" فانها في ظل الاوضاع التي تمر بها الامة الاسلامية والدول العربية هي الوحيد الرابحة وتتفرج علينا وهي الطرف الوحيد الفرح بما يحدث لهذه الامة ونحن رغم حزننا على ضحايا سوريا لكننا نحزن عندما تاتي "اسرائيل" وتقصف بعض المواقع السورية ولا يوجد رد فعل عربي واعتقد ان "اسرائيل" الان ليست بحاجة لان تفعل شيئا في هذه المرحلة لاننا كفيناها معونة هذا العمل ونحن ندمر انفسنا بانفسنا .
Fz-19-17:21

تصنيف :
كلمات دليلية :