العالم – كشكول
في هذا الاستطلاع الذي شارك فيه 11 مليون شخص، حصل ولي العهد ورئيس الوزراء السعودي محمد بن سلمان على 62% من الأصوات، فيما حصل الرئيس الإماراتي بن زايد على 24% من الأصوات على التوالي، ليتبؤآن المرتبتين الأولى والثانية، فيما حل الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في المرتبة الثالثة.
بغض النظر عن مصداقية هذا الاستطلاع وموثوقيته، لكن هناك عدة نقاط لافتة في هذا الصدد. بادئ ذي بدء، في هذا الاستطلاع، تم بالفعل حذف اسم الملك السعودي سلمان بن عبدالعزيز، على عكس استطلاع العام السابق، وهذا يعني أن الجميع قد توصلوا إلى استنتاج مفاده أن الملكية السعودية قد تم نقلها بالفعل إلى إبن سلمان، فيما بات الملك سلمان يقضي "حياة نباتية" في عالم السياسة السعودية، أو كما هو مصطلح بانتظار أن يزيل بالأطباء الأجهزة عنه، حتى تنتهي هذه الحياة النباتية السياسية أيضا.
النقطة الثانية في هذا الاستطلاع هي النمو الملحوظ لمكانة إبن سلمان وإبن زايد خلال العام الماضي في عيون المجتمع المشارك في الاستطلاع. مرة أخرى نقول إن تمكنا من الوثوق بالنتائج المعلنة، فهذا يعني أن كليهما منخرط في منافسة جادة وبمنحدر كبير مع بعضهما البعض في الساحة الإقليمية. هذا يعني أن هذه المنافسة بالتأكيد لا يمكن أن تستمر وفي المستقبل على أرضية من السلام وعدم الجدل. قبل ذلك ، قبل هذا كان يرى الخبراء في الشؤون الإقليمية دائماً أن عيال زايد هم من يديرون إبن سلمان بالفعل، ومن الواضح أن نتائج هذا الاستطلاع لن تروق لـ"إبن زايد" على الأقل.
النقطة الثالثة في هذا الشأن هي أن الاستطلاع الحالي يستطلع فقط عن تأثير الشخصيات المذكورة ولا يعطي حكماً عن نوع التأثير. وعلى هذا الأساس يطرح تساؤل هنا و هو أن المؤمنين بتأثير إبن سلمان كم يمتدحون سياساته داخل وخارج السعودية؟ وكم من المشاركين أخذوا بعين الاعتبار سياسات إبن سلمان القمعية، وتدخلاته في شؤون الدول الأخرى، وأخيراً اتباع استراتيجية دعم "إسرائيل".. وبناءً على ذلك حكموا على تأثير وفاعلية إبن سلمان.
النقطة الأخيرة هي أنه في نتائج هذا الاستطلاع وما يماثله من إجراءات في الرأي العام، لا يمكن نسيان دور المؤسسات الإعلامية السعودية العريضة والطويلة، والتي تعمل حالياً تحت ظل شعار "الوسطية" في إعادة صياغة الرأي العام وتبييض وجه الحكومة السعودية وشخص إبن سلمان، لا ينبغي التغاضي عنها ، سلمان لم يكن يعلم أنهم في الرأي العام. يبدو أنه لو طرح مصدراً محايداً هذا السؤال الأساس: إلى أي مدى يرضى مسلمو العالم بأداء زعماء وحكام العالم الإسلامي؟ فسوف يمكن آنذاك مناقشة نتائج استطلاع "آرتي" وتمحيصها على نطاق مختلف وبمقياس أكثر دقة.