وافادت صحيفة" راي اليوم" ان البحث الذي أجراه البروفيسور الإسرائيليّ يوحنان أيشيل و شاروؤل كيمحي، من قسم علم الاجتماع في كليّة تل حاي في الشمال حول صورة الأمين العام لحزب الله اللبنانيّ، السيد حسن نصر الله ، في عيون الإسرائيليين، قبل وبعد حرب لبنان الثانيّة، بيّن أنّ هناك مجموعة كبيرة من الصفات والمزايا الشخصيّة التي يتفوق فيها السيد نصر الله على رئيس وزراء الكيان الإسرائيليّ.
ومن بين هذه المزايا، قدرة القيادة، إذ قال 76 بالمائة من المشاركين في البحث أنّ السيد نصر الله يتمتّع بقدرة القيادة، أمّا بعد الحرب الثانية على لبنان، فجاء في البحث، أنّ نسبة الإسرائيليين الذين يؤمنون بقدرة السيد نصر الله على القيادة ارتفعت إلى ثمانين بالمائة.
وكان من المُتوقّع أنْ يكون انشغال حزب الله في مواجهة الجماعات الإرهابيّة في سوريا ولبنان، مصدر اطمئنان للكيان إلاسرائيلي، على المستويين الشعبيّ والقياديّ، لكن التقارير المتوالية التي تبثها وسائل الإعلام الإسرائيليّة التي تعكس جزءا من الواقع تكشف عن حالة قلق تسود لدى مستوطني الحدود الشمالية، ولدى دوائر صنع القرار في تل أبيب. الأوّل مرعوب من أنفاق حزب الله، والثاني ما زال يواصل استعداداته ويتخوف من رد فعل حزب الله إزّاء أي خطوة يبادر إليها، وهو ما ينعكس على أداء الجيش الإسرائيليّ بالقرب من الحدود، بما فيها الدوريات الروتينية، كما أفاد موقع (WALLA)، الإخباريّ- الاسرائيلي، وهو الأكثر قراءة في الكيان الاسرائيلي.
وأضاف التقرير أنّه على طول مئات الأمتار يُمكن ملاحظة علامات تقدّم سريع في البناء، في الجانب اللبنانيّ، ووصف عمليات البناء بأنّها تبدو بريئة لطابعها المدنيّ، ولكنها تثير الشبهة، وخاصّةً أنّ على معظمها هوائيات لاستقبال البث. وفي محاولة لتبرير هذه الشكوك، نقل عن سكان المستوطنات تشخيصهم لمبان محددة تثير الشبهات لديهم.
وكشف الموقع النقاب عنّ أنّ سكان المستوطنات على الحدود الشمالية قرروا العمل في البحث عن أنفاق حزب الله، مشيرًا إلى أنّ هذه المبادرة تأتي من تلقاء أنفسهم من دون انتظار الجيش الإسرائيليّ. وأوضح أيضًا أنّ سكّان هذه المستوطنات، وخاصة سكان مستوطنة (زرعيت) على السياج الحدوديّ من لبنان، يدّعون أنهم يسمعون ليلاً أصوات حفر في باطن الأرض تحت بيوتهم، في الوقت الذي ينفي الجيش الإسرائيليّ وجود مثل هذه الأنفاق، ولكنّ سكان المستوطنات يصرون على وجودها.
وأشار الموقع أيضًا إلى أنّ سكان مستوطنة (زرعيت) قرروا عدم انتظار تحرك الجيش في هذا الصدد، وباشروا بأنفسهم عبر استئجار خدمات شركات الحفريات البحث عن فوهات هذه الأنفاق في منطقة سكناهم. ونقل الموقع عن رئيس لجنة سكان مستوطنة (زرعيت) يوسي أدوني قوله إنّ لجنة سكان المستوطنة اتخذت قرارًا بهذا الشأن، وأنها بدأت الخطوات اللوجستية الأولى لبدء عمليات البحث عن الأنفاق وكشفها.
وقالت مستوطنة أخرى: لم أشاهد إبداء جاهزية عالية للجيش الإسرائيلي كالتي شاهدتها في السنة الأخيرة. مُوضحةً إنّها تملك مطعمًا في زرعيت ويأتي إليه الكثير من الجنود وهم يروون لها عن كمية المناورات التي أجروها. ونحن أيضًا، قالت، نتلقى مرتين إلى ثلاث مرات في الأسبوع بلاغات من منسق الأمن الجاري، تقول لنا إنّه في ساعات المساء من المتوقع أن تجري مناورة في المنطقة، وألّا نخاف إذا شاهدنا بشكل مفاجئ جنودًا يتجولون في باحات المنازل. وكانت صحيفة (يديعوت أحرونوت) الاسرائيلية قد قالت، نقلاً عن مصادر أمنيّة إسرائيليّة رفيعة المستوى، إنّ أنفاق حماس في قطاع غزة مجرد لعب أطفال، مقارنة بأنفاق حزب الله في لبنان، على حدّ تعبيرها.
من ناحيته، كشف مُحلل الشؤون العسكريّة في القناة الثانية بالتلفزيون الإسرائيليّ، روني دانئيل، النقاب عن أنّ الجيش الإسرائيليّ أجرى خلال الأسابيع الماضية، عمليات بحث عن أنفاق على الحدود الشمالية ، خوفًا من قيام حزب الله بحفر أنفاق تصل بين جنوب لبنان وفلسطين المحتلة . وتابع أنّ الجيش الإسرائيليّ بدأ بعمليات البحث في أعقاب عثوره على النفق الذي تبنته حماس في مدنية خان يونس جنوبي قطاع غزة، لافتًا إلى أنّ حزب الله بمقدوره بناء أنفاق تصل إلى فلسطين المحتلة ، وخصوصًا أنّه قام ببناء أنفاق تصل بين مناطق مختلفة في جنوب لبنان.
وأشار التلفزيون الاسرائيلي أيضًا إلى أنّ الجيش الإسرائيليّ كان قد أجرى عمليات بحث في المناطق الشمالية، في أعقاب حرب لبنان الثانية، والتي وضعت أوزارها في أب (أغسطس) من العام 2006، بعد تقديم عدد من الإسرائيليين الذين يُقيمون في المستوطنات الشماليّة المحاذية للحدود شكاوى بسماع أصوات حفر، وقام الجيش الإسرائيليّ في حينها بالبحث عن الأنفاق إلا أن محاولاته لم تتكلل بالنجاح.
وقد أبدى سكان المنطقة الشمالية ، وبالتحديد سكان المستوطنات المحاذية للحدود اللبنانية، تخوفهم الشديد من تكرار تجربة الأنفاق في الشمال ومن انتقال هذه العدوى (عدوى الأنفاق)، إلى محيطهم والى بلداتهم، كما قالت العريضة الموجهّة لرئيس وزراء الكيان الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو، ووزير الأمن موشيه يعالون.