وفي سابقة هي الأولى من نوعها دعا بعض الإعلاميين الكيان الإسرائيلي إلى تطهير غزة من حركة حماس التي اعتبرها آخرون صنيعة إسرائيلية.
هذا ولم ینس المصریون مافعلته "إسرائيل" عام 1970 بمحافظة الشرقية حيت استهدفت مدرسة بحر البقر وقتلت سبعين طفلاً مصرياً بدم بارد.. مايشكل ذكريات مؤلمة بلا أدنى شك.. لكن يبدو أن هذه الجريمة وجرائم أخرى تلاشت على الأقل لدى بعض أطراف فضاء الإعلام المصري.
ولايرى أصحاب هذا الخط الجرائم الإسرائيلية بحق المدنيين في غزة ودور المقاومة في صد العدوان؛ ولايقتصر الأمر عند هذا الحد بل إن البعض اتهم حركة حماس دون دليل بالاتفاق مع الكيان الإسرائيلي لشن حرب برية على القطاع من أجل إحراز مكاسب سياسية.
وفضلاً عن تصريحات توفيق عكاشة الاستفزازية بين الحين والآخر بشأن القضية الفلسطينية يمكن الإشارة إلى الداعية السلفي الشيخ مظهر شاهين حيث رأى في لقاء متلفز مع إحدى هذه القنوات أن "حماس صناعة إسرائيلية الهدف منها أولاً تحقيق أمن "إسرائيل"؛ والثاني تهديد الأمن القومي المصري؛ وثالثاً قتل القضية الفلسطينية" على حد تعبيرهم.
هذا وخلق الإعلام المصري الخاص عدواً جديداً يسمى "حماس" ربما لخلافات جلية بين مالكي هذه القنوات وجماعة الإخوان المسلمين المحظورة في مصر؛ وربما لاعتقاد عند البعض بأنه لاتوجد من الأساس قضية فلسطينية.
حيث عبرت الكاتبة المصرية لميس جابر في لقاء آخر عن إيمانها "تماماً بأن حماس ليست مع القضية الفلسطينية" على حد وصفها.
هذا ولايمثل الخطاب الإعلامي حسب رأي آخرين الموقف الرسمي في مصر؛ حيث أشار رئيس تحرير صحيفة السياسة المصرية أيمن سمير أن: القنوات الخاصة عزفت وشذت عن اتجاهات الرأي العام المصري وعن مصالح الدولة المصرية التي تعتقد أن غزة هي خط الدفاع الأول عن الأمن القومي المصري؛ وراحت ربما تمدح جيش الاحتلال؛ وهذا شيء غيرمقبول لاشعبياً ولا حتى من الدولة المصرية.
وحتى الآن لايوجد ميثاق شرف إعلامي في مصر وهو الأمر الذي أدى إلى خروج تجارب إعلامية تخالف بحسب رأي المراقبين كافة الأعراف المهنية وتؤثر سلباً على السلوك المجتمعي بمصر.
07.31 FA