وافاد مراسلنا في لبنان ان التوتر الامني لا يزال يخيم على الاجواء بين جبل محسن وباب التبانة في طرابلس شمالي لبنان، وسط هدوء حذر اثر اشتباكات اسفرت خلال 5 ايام عن سقوط العشرات بين قتيل وجريح، فيما بدأ الجيش اللبناني تنفيذ خطة امنية تقضي بتقسيم طرابس الى مربعات بهدف ضبط الوضع.
وبين الهدؤ الحذر والاشتبكات التي تعيشها مدينة طرابلس في شمال لبنان يرى بعض المراقبين ان هذا الوضع المتوتر في المدينة مطلوب ارتباطا بما يحصل في سوريا.
وطال امد هذه المرة المعركة بين باب التبانة وجبل محسن، بين الهدؤ الحذر والاشتباكات المتقطعة احيانا والعنيفة احيانا اخرى، حيث تظهر صور الجماعات المسلحة في مدينة طرابلس، وهي على ما يبدو تنفذ امرا عسكريا من الخارج لإرباك الساحة وابقائها مشتعلة ارتباطا بما يحصل في سوريا، كما يقول البعض.
وقال ابراهيم بيرم المحلل السياسي اللبناني لمراسلنا الجمعة: هناك قرار بإبقاء الوضع في سوريا ولبنان متفجرا من الان وحتى انعقاد جنيف 2، معتبرا ان ذلك يأتي، على الاقل، لمنع انعقاد جنيف2 اذا ما استطاعوا، او عقد هذا المؤتمر ضمن شروط معينة.
واكد بيرم: واضح ان السعودية وراء هذه المسألة.
من جانب آخر، اشارمراسلنا الى ان الجيش اللبناني حاول وقف الاشتباكات اكثر من مرة لكنه لم يفلح، ليس لانه لا يستطيع، بل لانه لا يريد الدخول في مواجهة مع المسلحين وتدمير المدينة.
ويرى مراقبون ان على الفاعليات السياسية في المدينة اتخاذ قرار ينقذ المدينة مما هي فيه، والا ستتآكل حيث هي، ويبقى الجيش في مواقعه دون حراك.
وقال الخبير الاستراتيجي اللبناني العميد المتقاعد امين حطيط لمراسلنا: الامن بالقوة سيؤدي الى دمار هائل، وهذا الامر لا يتحمله احد من الجيش، وبالتالي اما ان تتخذ المدينة بزعاماتها وقياداتها قرارا لتسليم الجيش حفظ الامن، واما ان تبقى هي تتآكل حيث هي، والجيش في مواقعه بعيد عن هذه النار.
وبعيدا عن مدينة طرابلس كان المسؤولون اللبنانييون يجتمعون في العاصمة لاتخاذ قرار سياسي يساعد الجيش في وقف القتال الذي لا يُعرف حاليا متى ينتهي، لكن دون جدوى.
ويرى المراقبون ان اللبنانيين امام معضلة يصعب حلها بالشكل الذي يضع مدينة طرابلس بيد الدولة اللبنانية وقواها الامنية، كما حصل في بيروت والضاحية الجنوبية وبعلبك وصيدا.
MKH-25-22:43