وكانت أمانة الرياض قد شنت مساء الخميس حملة كبيرة على الباعة المتجولين في حي "منفوحة" جنوب الرياض، ومصادرة كميات كبيرة من الخضروات التي افترش فيها الباعة الأرض.
وذهب المواطن السعودي ''م.ح'' لأمانة الرياض لطلب استعادة بضاعته المصادرة، إلا أن طلبه قوبل بالرفض، وفور خروجه من مبنى الأمانة قام الشاب بإحراق نفسه، قبل أن ينقل إلى المستشفى بنسبة حروق وصلت لـ 95% قبل أن يتوفى في وقت لاحق.
اثر ذلك، نظم حشد غفير تجمعا احتجاجيا أمام مركز الشرطة بالرياض بعد الحادث الذي هو اشبه بحادث البائع التونسي الشاب محمد بوعزيزي الذي أحرق نفسه في تونس قبل عامين وأطلق شرارة الثورات العربية.
وأفادت تقارير غير مؤكدة أن بائع الخضار كان من بين عشرات أسقطت عنهم الجنسية السعودية، وأنه واجه صعوبات في الحصول على الجنسية.
وقبل عامين أحرق رجل في الستينيات نفسه في محافظة صامطة بمنطقة جازان، جنوب غربي السعودية.
وأثارت هذه الحادثة الجدل في أوساط الشارع السعودي الذي حمَل الحكومة مسؤولية انتحار الشاب.
وغرد الناشطون على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، وقال خالد ابا الخيل: نشاهد فساد أمانة الرياض أينما نذهب تخطيط سيئ وتنفيذ المشاريع أسوأ ومحسوبية وحفر ومنح أراضي للأمراء وقطع أرزاق الفقراء.
فيما ذهب خالد الكثيري لوصف المنتحر بـ''بوعزيزي الرياض'' مضيفا ''بطيخ .. صناديق طماطم سبب إنتحار شخص لك أن تتخيل كمّ الأحتقان الآن!''
وعرج يوسف الصالح على مسألة الفقر في السعودية قائلا :''الفقير في البلاد الفقيرة يتعايش مع الواقع ، أما الفقير في البلاد الغنية فهو بين مقصلة الغلاء وسندان السلطوية!''
يشار أن الفقر في السعودية يتركز في مناطق معينة في المدن، وهي التي يعاني أهلها من تهميش في الاهتمام بالطرق والمصارف والمياه فيها.